شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

الاثنين، 22 يوليو 2024

thumbnail

يوسف 68

 



قلت في منشور نشرته تحت عنوان " الهلاك و التدمير " أن القرية عبارة عن قرار فيه رؤية محكمة تمّ توثيقه بشكل نهائي له استمرارية بنسبة في البعد الزمني ، إذا نحن أمام محصلة لعمل نتيجة بحث ودراسة مطوّلة وجب استعماله وتطبيقه على أرض الواقع ، إذا القرية لا علاقة لها بحيز جغرافي ، القرية لها علاقة بثوابت ، بأفكار ففي أي مجتمع هناك صراع في الأفكار و تناحر بينهما ، صراع بين الحديث و القديم ، بين الآباء و الأبناء ليس فقط في الأفكار بل لتشمل الثقافة ككل ، وإذا نظرنا من حولنا نجد هذا على أرض الواقع .

و لفظ سأل ومشتقاتها في في سور هذا المخطوط كلّها تفيد عمل غايته تحقيق أمر ما في المستقبل ، إي الاستباق إلى المعرفة ، كيفية وقوع الشيء وتحققه ووقت حدوثه .

نفهم من ذلك ،على أي إنسان أن يبحث ويدرس ويلاحظ الأشياء من حوله ويدرسها دراسة مطوّلة /متأنية ليصل إلى نتيجة استباقية بها يمكن تحديد الفرص واتخاذ الإجراءات اللازمة، والمثابرة حتى تحقيق تغيير حقيقي ، (وَالْعِيرَ) علم ينتهي إلى رؤية محكمة وبالتالي هذا الإنسان الدارس وما يملكه من حجج وبراهين تثبت أنّه من الصادقين رغم عدم حدوث الشيء أو الفعل . وكما هو معلوم العمل الاستباقي يجنّب الكثير من الخسائر .

Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

2 Comments

avatar

هذا التفسير الذي يقدمه صاحب المنشور يعتمد على قراءة تأويلية غير مألوفة، ويُخرج الألفاظ عن معناها اللغوي والسياقي الواضح. لنحلل الأمر بطريقة علمية وشرعية:

أولًا: المعنى اللغوي والسياقي للآية

الآية (يوسف 82) جاءت في سياق قصة يوسف عليه السلام، عندما قال إخوة يوسف لأبيهم يعقوب عليه السلام:

{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}

القرية هنا تعني المكان الذي كانوا فيه، وهو البلد أو المدينة التي وقعت فيها الأحداث (مصر أو إحدى القرى القريبة).

العِير هي القافلة التجارية التي كانوا يسافرون معها.

واسأل هنا تعني الطلب والاستفسار ممن شهدوا الحدث، أي أنهم يقولون لأبيهم: إذا لم تصدقنا، يمكنك أن تسأل أهل القرية أو القافلة الذين شهدوا ما حدث.


ثانيًا: تفكيك التأويل المقدم في المنشور

1. القول بأن "القرية" تعني "رؤية محكمة" و"بحث مطوّل" غير صحيح لغويًا، فالقرآن يستخدم "القرية" للإشارة إلى المكان الجغرافي، كما في قوله تعالى:
{وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا} (الإسراء: 58)
فهل يمكن أن تعني "رؤية محكمة" هنا؟ بالطبع لا.


2. القول بأن "واسأل" تعني "عمل غايته تحقيق أمر مستقبلي" تأويل بعيد. "سأل" في اللغة تعني الاستفسار والاستعلام، وليس بالضرورة أن يكون ذلك لاستباق المستقبل، بل قد يكون تحقيقًا لأمر ماضٍ كما في الآية.


3. ربط "العِير" بالرؤية المحكمة خطأ واضح، لأن العِير في اللغة تعني القافلة، واستعمالها في القرآن جاء بهذا المعنى، مثل:
{وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ} (يوسف: 19)
أي قافلة تجارية.



الخلاصة

التفسير الذي يقدمه صاحب المنشور هو تفسير فلسفي تأويلي يخرج الألفاظ عن معناها المباشر واللغوي، وهو مخالف لطريقة فهم النصوص في اللغة العربية والتفسير القرآني. الآية ببساطة تعني أن إخوة يوسف طلبوا من أبيهم أن يسأل أهل القرية والقافلة ليشهدوا بصحة كلامهم.

إن كان صاحب هذا التأويل يريد إسقاط معانٍ رمزية على النص، فهذا اجتهاد شخصي بعيد عن المنهجية التفسيرية السليمة، ولا يمكن اعتباره تفسيرًا علميًا أو شرعيًا للآية.

Reply Delete
avatar

شكرا على مرورك أخي ، هذا المخطوط الذي بين أيدينا ليس بكتاب تاريخ أو مقالة نثرية ... بمعنى لا علاقة له باللغة العربية وآدابها وبالتّالي لا يجب أن نطبّق عليه قواعد اللّغة العربية ، وسؤالي لماذا التفاسير ؟ المهم عليك باللّسان العربي المبين للتدبّر. تحياتي

Reply Delete

About