شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

الاثنين، 14 أكتوبر 2019

thumbnail

مفهوم مــلك اليمين



لقد رُبط ملك اليمين بالرق، وبما أن الرق هم سلعة فلأصحابهم حرية التصرف فيهم بما في ذلك الجنس وكل ذلك بالإكراه (أسرها، بيعها ومعاشرتها) وقد أفتى فيه الفقهاء بأنه حلال، أما المرأة الحرّة فلا يحق لها أن تطأ مملوكها وهذا راجع إلى جهلهم و عدم فهمهم لآيات التنزيل الحكيم  أو تصديقهم للأحاديث والروايات المنسوبة للنبي ." نقل ابن المنذر الإجماع على أنّ نكاح المرأة عبدها باطل‏.‏ وسواء في هذه الأنواع الثّلاثة السّابقة الوطء ومقدّماته من التّقبيل، والمباشرة، واللّمس، والنّظر بشهوةٍ، كلّها محرّمة ‏.‏ ووجه خروج هذه الصّورة الثّالثة ‏(‏استمتاع المالكة بمملوكها‏)‏ من دلالة الآية، أنّ الآية خاطبت الأزواج من الرّجال‏.‏ قال ابن العربيّ‏:‏ من غريب القرآن، أنّ هذه الآيات العشر من أوّل سورة المؤمنون عامّة في الرّجال والنّساء، إلاّ قوله تعالى‏:‏ ‏{‏والّذين هم لفروجهم حافظون‏}‏ فإنّما خاطب بها الرّجال خاصّةً دون الزّوجات، بدليل قوله ‏{‏إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم‏}‏ وإنّما عرف حفظ المرأة فرجها من أدلّةٍ أخرى، كآيات الإحصان عمومًا وخصوصًا وغير ذلك من الأدلّة »‏.‏ ونقل ابن كثيرٍ عن ابن جريرٍ بسنده عن قتادة أنّ امرأةً اتّخذت مملوكها، وقالت‏:‏ تأوّلت آيةً من كتاب اللّه ‏{‏أو ما ملكت أيمانهم‏}‏ قال‏:‏ فأتي بها عمر رضي الله عنه، فضرب العبد، وجزّ رأسه ونقل ابن قدامة عن جابرٍ أنّ امرأةً جاءت إلى عمر بالجابية وقد نكحت عبدها، فانتهرها عمر، وهمّ أن يرجمها، وقال‏:‏ لا يحلّ لك‏.‏ فالوطء الجائز بملك اليمين، هو وطء المالك الذّكر لمملوكته الأنثى خاصّةً، وفي هذا وردت الآية السّابقة‏.‏  وسآتي على ذكر هذه الآية في هذا البحث وبما أن عصر الرق والعبودية  قد انتهى ولكن مسألة الرق لدى الفقهاء لازالت عالقة في أذهانهم ويمكن أن تطبق في الوقت الحالي وهي الحرب !.. فيحق (للمسلم) إذا انتصر في معركة على بلد كافر (دار الكفر) أن يأسر النساء ويصبحن أسيرات ويمكن بيعهن فيصبحن إماء وبالتالي يتحولن إلى ملك يمين، وهذا ما يفعله داعش للأزيديات حيث مورس الجنس معهن على أساس ملك يمين بالإكراه.
هذا الموضوع، أحرج كل مفتي وكل شيخ الذين يدّعون المعرفة، فهم متذبذبون في كتبهم وفي حواراتهم بسبب تناقض الروايات والأحاديث وعدم فهم آيات التنزيل الحكيم.
آيات ملك اليمين:
ذكر مصطلح ملك اليمبن في التنزيل الحكيم 14 مرة:
﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَو مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُواالنساء 3
﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا النساء 24
﴿وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنّن بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌالنساء 25
﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا النساء 36
﴿وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ النحل 71
﴿ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَو مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ المؤمنون 6
﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ النور 31
﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ النور 33
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ النور 58
﴿ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَالروم 28
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا الأحزاب آية 50
﴿لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا الأحزاب 52
﴿لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا الأحزاب 55
﴿إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ المعارج 30
معنى ملك اليمين:
ملك اليمين هو عقد خدمة مقابل أجر، يمكن أن تكون خدمة منزلية، أو عمل ما، أو علاقة جنسية، فالموظف مثلاً هو ملك يمين الدولة خلال ساعات العمل الرسمي، والعامل ملك يمين رب العمل خلال العمل، والخادمة ملك يمين ربة المنزل، والرجل ملك يمين المرأة مثلاً في عقد المسيار، والمرأة ملك يمين الرجل في العرفي، كلّه بين أحرار. وهذا العقد المبرم بين الطرفين تحدده القوانين وعادات وتقاليد المجتمع. وملك اليمين كمصطلح لم يكن موجودا قبل بعثة النبي (ص)
الزواج وملك اليمين:
تمّ ذكر الزّوجية في التنزيل الحكيم ضمن مفهومين، المفهوم الأول كعلاقة جنسية في قوله تعالى﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ(6) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ ﴾المؤمنون.
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾الروم 21.
أما المفهوم الثاني هو كعلاقة اجتماعية في قوله: ﴿  وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً.. ﴾النحل 72.﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنْ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قديرا﴾الفرقان 54. ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمْ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غليظا ﴾النساء 20و21.
إذا الزوجية هو علاقة جنسية في كلا الحالتين بين الزوج والزوجة أو بين الزوج وملك اليمين، فقد تمّ التفريق في الآيات بين الأزواج، الزوجات والزوج وبين ملك اليمين بين الجنسين.
المفهوم الأول:
ربط الفقهاء وأفتوا في ملك اليمين بالرق والعبودية ، وبما أنهم ولانطلاقهم من مسلمة أساسية عندهم، هي حاكمية الله، وأنهم بأحكامهم وفقههم يمثلون هذه الحاكمية في الأرض، فقد أفتوا  في العديد من القضايا الفقهية الأخرى  ، فهذه الظاهرة – العبودية - لم يعد لها وجود في الوقت الحاضر، فقد أفتوا أن الزمن نسخ هذه الآيات، أي محيت وبالتالي لا ضرورة لها في التنزيل الحكيم بحكم عندهم (علم الناسخ والمنسوخ) أي أن هناك آيات مَحَت أو نَسَخَت آيات وهذا بحد ذاته تحريف وتزوير لكلام الله وبعملهم هذا يؤكدون أن الرسالة التي جاء بها الرسول تشّرع العبودية وهذا افتراء وكذب وبهتان بل بالعكس جاء ليحرر الناس من الاسترقاق، فالله سبحانه وتعالى لا يشرّع العبودية فهي من صنع الإنسان، فكيف نفهم الآية ﴿وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنّن بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ النساء آية 25 . في هذه الآية طالبنا الله بنكاح الفتيات المؤمنات (من ملك اليمين) بإذن أهلهن، كيف ذلك وهن سبايا حرب ورغم ذلك أهلهم لم يقتلوا بالحرب ويؤخذ أذنهم ثم ندفع لهم ثمن ذلك بالمعروف...؟؟ ثم كيف ندفع لهم النقود وهم وما يملكون ملكا لنا ويحق لنا أخذ أموالهم متى نشاء فليس للرق مال شخصي؟
فملك اليمين ما هو إلا علاقة جنسية مبنية على عقد ضمن شروط، وخاضعة لقانون البلد وللعادات وتقاليد المجتمع فالزواج المدني بصيغته الحالية يعتبر ملك يمين ويمكن فسخه في أي وقت أو ما يعبر عنه بالطلاق ويمكن أن يرجعا إلى بعضهما ولو بعد ثلاثة أو أربع طلقات والسبب ليس بينهما ميثاق غليظ الذي ذكره الله في الآية ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمْ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غليظا﴾ النساء 20و21.
أما في حالة العقد فقد عبّر الله عنه في الآية ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23) ۞ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24)﴾ النساء.
عدد الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الفئة التي يحرم إقامة علاقة جنسية معها واستثنى ملك اليمين وهي زوجتك التي طلقتها سواء مرة أو عشر مرات (فسخ العقد) وللتذكير فالزوج الذي يقول لزوجته أنت طالق بالثلاث وبينهم عقد زواج وليس ميثاق غليظ لا تعتبر مطلقة. وتسجيل العقد في دوائر الدولة (الأحوال الشخصية) هو من أجل حقوق الزوجة ومن أجل الأبناء والنسب ... وقد ذهب الفقهاء أن المحصنات من النساء (المتزوجات) إذا وقعن في الأسر يصبحن ملك يمين وبالتالي يحق لك وطأها ويعتبرون ذلك حلال لأن لديهم الإكراه هو الحلال .... !!!! ؟؟؟. علما المقصود وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ هن النساء المتزوجات أو النساء اللاتي طلقن من أزواجهن (بينهم ميثاق) فهن يعتبرن من المحصنات أي بحكم المتزوجات فلا يحق لأزواجهم أن يقيموا علاقة جنسية (استرجاعهن) معهن بحكم أنهن طلقن طلقتان.
العمل وملك اليمين:
أما النوع الأخر من ملك اليمين، هي الخدم إناثا أو ذكورا الذين هم ملك يمين صاحب البيت، وفي الماضي قبل بعثة النبي كان الرقيق سلعة يباعون ويشترون وهم وسيلة إنتاج يعملون في الحقول وبمختلف المهن والذي يقول إن الإسلام يكرس العبودية، فهذا يدل عن جهله وعدم المعرفة لعدة أسباب:
-          في التنزيل الحكيم ليس هناك لفظ عبيد بل ذكر عباد أو عبد ولها معنى آخر في التنزيل الحكيم.
-          ذكر تحرير رقبة. والرقبة أو الرقاب كانت في الماضي ولا زالت إلى حد الآن ولكن بشكل مختلف عما كانت عليه، والرقاب مشتقة من رَقَبَ وفي المعاجم العربية أجمعوا على إن رقب هو انتظار شيء ما أو من يراقب شيء ما .
(رَقَبَ) الرَّاءُ وَالْقَافُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ مُطَّرِدٌ، يَدُلُّ عَلَى انْتِصَابٍ لِمُرَاعَاةِ شَيْءٍ. مِنْ ذَلِكَ الرَّقِيبُ، وَهُوَ الْحَافِظُ. يُقَالُ مِنْهُ رَقَبْتُ أَرْقَبُ رِقْبَةً وَرِقْبَانًا. وَالْمَرْقَبُ: الْمَكَانُ الْعَالِي يَقِفُ عَلَيْهِ النَّاظِرُ . وَالرَّقِيبُ: الْمُوَكَّلُ فِي الْمَيْسِرِ بِالضَّرِيبِ . وَمِنْ ذَلِكَ اشْتِقَاقُ الرَّقَبَةِ ، لِأَنَّهَا مُنْتَصِبَةٌ ، وَلِأَنَّ النَّاظِرَ لَا بُدَّ يَنْتَصِبُ عِنْدَ نَظَرِهِ . وَالْمُرَقَّبُ : الْجِلْدُ يُسْلَخُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ وَرَقَبَتِهِ . وَرَقَّابَةُ الرَّحْلِ : الْوَغْدُ الَّذِي يَرْقُبُ لِلْقَوْمِ رَحْلَهُمْ إِذَا غَابُوا . وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي تَرْقُبُ مَوْتَ زَوْجِهَا لِتَرِثَهُ : الرَّقُوبُ . [ وَالرَّقُوبُ ] : النَّاقَةُ الْخَبِيثَةُ النَّفْسِ ، الَّتِي لَا تَكَادُ تَشْرَبُ مَعَ سَائِرِ الْإِبِلِ ، تَرْقُبُ مَتَى تَنْصَرِفُ الْإِبِلُ عَنِ الْمَاءِ . وَيُقَالُ أَرْقَبْتُ فُلَانًا هَذِهِ الدَّارَ ، وَذَلِكَ أَنْ تُعْطِيَهُ إِيَّاهَا يَسْكُنُهَا كَالْعُمْرَى ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ إِنْ مِتُّ قَبْلِي رَجَعَتْ إِلَيَّ ، وَإِنْ مُتُّ قَبْلَكَ فَهِيَ لَكَ . وَهِيَ مِنَ الْمُرَاقَبَةِ، كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَرْقُبُ مَوْتَ صَاحِبِهِ. وَرِقَابُ الْمَزَاوِدِ: لَقَبٌ لِلْعَجَمِ، لِأَنَّهُمْ حُمْرٌ . وَالرَّقِيبُ: السَّهْمُ الثَّالِثُ مِنَ السَّبْعَةِ الَّتِي لَهَا أَنْصِبَاءُ ، كَأَنَّهُ يُرْقَبُ مَتَى يَخْرُجُ . وَالرَّقُوبُ: الْمَرْأَةُ الَّتِي لَا يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ [كَأَنَّهَا تَرْقُبُهُ] لَعَلَّهُ يَبْقَى لَهَا.  مقاييس اللغة ابن فارس
فالرقاب أو الرقبة هو ذلك الانسان الذي ينتظر أوامر سيده أو سيدته لتنفيذ أمر ما وفي نفس الوقت مراقب من طرفه أو من طرفها ولازال هذا النوع من الرقاب يمارس لا سيما في دول الخليج (العمالة الأجنبية) فهو دائما تحت إمرة مشغله ومسلوب تقريبا من جميع حقوقه، أو التي وجدت نفسها في بيوت الدعارة رغم أنفها (عقد عمل مزور) إما أن تدفع مبلغ مالي معيّن أو يجبروها على هذا العمل، وبالتالي تصبح رقبة لذا يمكن تحريرها بدفع هذا المبلغ، كذلك بالنسبة للعمالة الأجنبية وقصص سوء معاملتهم معروفة. وقد أوجب الإسلام كفّارة قتل المؤمن الخطأ بتحرير رقبة مؤمنة، قال الله تعالى:﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) ﴾النساء 92. كذلك الذي ظاهر زوجته تحرير رقبة، حيث قال الله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ﴾ا لمجادلة 03.
-          العبد المملوك﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾. النحل 75 ففي هذه الآية قصد الله بالعبد المملوك البخيل أو الذي يكنز المال ولا ينفقه لا على نفسه ولا على غيره (الصدقات، أو الزكاة) وذلك لحبّه للمال حتى أصبح عبدا مملوكا لماله.
﴿ وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴾النحل آية 71. هذه الآية فيها دعوة لألغاء الرق والعبودية وتحول هذا المصطلح الىى ملك اليمين، بمعنى أن الإسلام امرنا بعتقهم سواء ككفارة أو لوجه الله كما يقال وتحويله كعامل مقابل أجر، يمكن أن تكون خدمة منزلية، أو عمل في الحقل أو الرعي لأننا لا يمكن أن نستغن عن العمّال مهما كان اختصاصه.  فالعامل هو ملك يمين صاحب المصنع أو الشركة أو الحقل مقابل أجرة لذا أمرنا الله أن نعطيهم حقهم في الأجر ونسبة من الأرباح. فالرسول وبما أنه ختم الدين الإسلامي فقد كانت رسالته السماوية تحمل بذور تحرير الرق ومع الزمن طبقته الإنسانية. يقول قائل لماذا لم يطبق في عهد النبي؟ أقول طبق ولكن بشكل فردي أما العقل الجمعي (المجتمع ككل) لم يقبل هذه المسألة وتغييره صعب فالرّق يقدم ثلاثة خدمات أساسية لا يمكن الاستغناء عنها: الجنس/ الخدمة في البيوت/ العمل ولكن مع الزمن صار هناك رأي اجتماعي ضاغط لإلغاء الرق.
﴿ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَو مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴾المؤمنون 6
﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ النور 31
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ ﴾النور 58
في هذه االآيات يبيّن لنا الله متى ومع من يمكن للمؤمنة أن تظهر عورتها وزينتها ومن ضمن المسموح لهم ملك اليمين وهم الخدم في البيوت، بحكم أنهم متواجدون دائما في خدمة صاحبة البيت وبالتالي أصبحوا فردا من أفراد العائلة، فلا حرج أن يظهروا عورتاهن أمامهم.
المفهوم الثاني:
الزواج حالة اجتماعية الغاية منه الجنس والنسب والأولاد وتشكيل أسرة وفيه مودة ورحمة وسكن وهذه الحالة يطلق عليها الحياة الزوجية، يحكمه المهر والطلاق والعدة والإرث عكس ملك اليمين أو ما يطلق عليه حاليا زواج المسيار أو زواج المتعة والغاية منه الجنس فقط ولا يخضع لأحكام الزواج.
وطبقا للفقه، فإن العلاقة الجنسية لكي تصبح حلال لابد من عقد نكاح يذكر فيه المهر، بمعنى نقل العلاقة الجنسية من الحرام الى الحلال وهذا العقد مثله مثل أي عقد مبرم بين طرفين الذي يخضع الى شروط، علما أن الحياة الزوجية ليست جنسا فقط بل هناك أولاد ومسؤولية، عمل وأعباء الحياة أمراض .... العديد من الأعمال طيلة هذه الحياة الزوجية الى جانب المهر والشهود والايجاب والقبول لابد من وجود الميثاق.
معنى الميثاق:
مشتق من وَثَقَ ومنه جاءت الثقة والوثاقة والوثاق والتوثيق. فحين يتم اتفاق بين طرفين مبني على الثقة فهو ميثاق، أما إذا قام على الكره والإكراه فهو وثاق، وهو ما ورد في قوله تعالى فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) ﴾الفجر.
إذا فالميثاق عبارة عن إلتزام أو عهد يلزم الطرفين باحترامه ويتم عن طريق القسم بالله، وقد ذكر في التنزيل الحكيم﴿ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) الرعد. وقال﴿ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) ﴾الانعام. والميثاق من الوصايا العشرة وهو من ضمن المحرمات. وهذا الميثاق يغطي النسبة الباقية من الحياة الزوجية اليومية. فالعقد المدني الموجود بصيغته الحالية يجب إضافة الميثاق عليه، ويجب أن يكون علنا وأمام شهود وأن يتعهد الطرفان بالصدق، عدم ارتكاب الفاحشة (الخيانة الزوجية)، حفظ أسرار بيت الزوجية وأن يتعاونا في السراء والضراء وأن يتعهدا بتربية ورعاية الأولاد والمحافظة على أموالهم ...
﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمْ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا(21) ﴾النساء.
عموما النكاح هو عقد لتبادل المنافع بنختلف أنواعها بين المجتمع وليس محصور بالعلاقات الحميمية وملك اليمين هو كل شخص غير قادر على ابرام العقود بسب صغر سنه أو يتبع غيره أو لقلة الخبرة أو يوجد موانع قانونية 

Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

No Comments

About