شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

الأحد، 4 مايو 2025

thumbnail

كذبة تعدد الزوجات

 



وَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تُقۡسِطُواْ فِي ٱلۡيَتَٰمَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۖ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تَعۡدِلُواْ فَوَٰحِدَةً أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَلَّا تَعُولُواْ (3)
آية مشهورة تؤكد أنّ الله سمح بالزواج والجمع بأكثر من زوجة وبالتالي هي شريعة من شرائع الله وجب تطبيقها . تسألهم لماذا يجيبونك بأجوبة كلّها لها علاقة بالجنس والعصبية الدينية / الطائفية أما الحداثيون أو المعاصرون فيقولون المقصود هو الأرملة والتي لها أيتام يتزوجها الرجل لحمايتها من الانحراف وحماية أبناءها ورعايتهم... وهل من الضروري أن يتزوجها لكي يحمي أبنائها وفي نفس الوقت لا تنحرف ، كذلك هل الفرنسية او اليابانية أو البرازيلية و غيرها ينطبق عليهن هذا الفهم الذين توصلوا إليه ؟ علما أن كلا الفريقين أجهل من الآخر .
هذه الآية لا علاقة لها بتعدد الزوجات وعقود الزواج والمهور ولا علاقة لها بيتامى النساء اللاتي تحت حجورنا وولايتنا و ملك اليمين / النساء من الرقيق والإماء غيرها من الأمور المذكورة في الكتب الصفراء .
الآية تتحدث عن إبرام العقود /اتفاقيات والخطوات المتبعة في ذلك من تدقيق ودراسة للبنود والفصول وذلك من أجل الحفاظ على حقوق الطرفين سواء أكانا فردين أو أكثر لتشمل حتى دول . سأضرب مثل شخص لديه رأس مال معيّن لإنجاز مشروع ما أو يبحث عن عمل في بلد أو في جهة لا يعرف فيها أحد ، هذا الشخص يعتبر يتيم ، سأل وبحث فوجد مؤسسة تعنى ببعث المشاريع أو وجد عملا فالجهة التي سوف يتعامل معها ستدرس ملفه من كل الجوانب ( الشهائد المتحصل عليها ، الخبرة ومدتها ، ويدخل كذلك فيها المسائل الأمنية هل لديه سوابق عدلية أم لا ....الخ) فبعد اتضاح الرؤية نتيجة الدراسة والتبيان والتي توصلت إليها الجهة المعنية بالأمر، يتم اتخاذ قرار واضح ذو هدف نتيجة عمل فيه تدبّر، بعدها تبدأ عملية كتابة العقد من أجل حفظ حقه و في نفس الوقت حق منشئ هذا العقد ، وكما هو معلوم هذا العقد يحتوي على فصول وبنود تحمل رؤية واضحة أي يجب أن تكون مفصلة وغير معقّدة ولا يوجد فيها فقرات أو بنود فيها ثغرات يستغلها الطرف الآخر ، واليتيم من النساء لأنه أقل مرتبة من الجهة التي أبرمت العقد التي سوف يعمل تحت إدارتها وأوامرها وهذا المثال وما يحمله من أعمال يمكن تطبيقه بين الشركات ، المؤسسات ، الدول والتي تبرم اتفاقيات ومعاهدات أو شراكة تجارية والعالم يشهد ذلك ولكن أغلبها أو معظمها تصب في مصلحة الدول القوية والتي تبرم عقود /اتفاقيات مع دول ضعيفة لا سند لها ، هذه العقود وا تحتويه من بنود غالبا ليس فيها مراعاة مصلحة هذه الدولة وشعبها ، وكم أيتام مستغلين من طرف مشغليهم يذّبحونهم ويأكلون حقوقهم ، فالظلم على هذه الأرض و التفرقة بين الأجناس سببه الإنسان و لا دخل لله في ذلك ، بل الله يأمرنا بالعدل و الإحسان.
إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44) يونس
إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ(النحل90)
خوف : حركة مبطنة تمّ كبت جماحها في مكانها بعد ضم عناصرها ووضعها في مكانها النهائي للفصلٌ والتفريقٌ وذلك للتمييز والبت في وجهتها. فالخوف هو عمل تم اتخاذه بعد دراسة موضوعية وليس كما هو في تصورنا وكما هو متداول فالشخص حين يقرر عدم الذهاب إلى مكان ما أو عدم القيام بعمل ما إنما اتخذ قراره بعد دراسة وتبيان.فالخوف لا يعني الجبن فعندما نقول فلان خائف لا يعني جبان و إنما تصرفه مبني على دراية بالموضوع.
قسط : عمل مدفوع بتدبر مقصود ومدروس لوضعه في إطار واضح المعالم وفق مسار وفي اتجاه ما بعيدا عن المركز فالقسط لا علاقة له بالعدل بل هو عمل موجه لهدف ما من أجل غاية، فكيف نفهم هذه الآية إذا كان القسط هو العدل يقول تعالى ( وَأَنَّا مِنَّا الْـمُسْلِـمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَـمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا )* الجن آية 14-15
اليتيم من لا سند له و لا علاقة لليتم بسن معيّنة فاليتيم، عمل حركة ملازمة في البعد الزمني المستمر يصحبه جهد كبير لإتمام خواص الشيء، بمعنى أي شخص يسعى لتحقيق شيء ما أو الوصول إليه غير أنه ّيجد صعوبة ناتجة عن عدم المعرفة ، أو يجد نفسه محتارا لا يدري ماذا يعمل ولا يجد من يساعده أو يوجهه ويحيط به.
نَكَحَ : إنشاء حركة مستمرة ومتولدة من الحركة السابقة وتكتلها مع ما يشبهها للإحاطة والتحقيق و التحقق بجذب العناصر اللازمة واحتواها في النهاية. فالناكح منشئ مبدع و جذاب للعناصر اللازمة للتكوين ومحيط بكل التفاصيل والنكاح عقد نفعي تبادلي يتم بين عنصرين على الأقل والعقد يمكن أن يكون شفاهيا أو كتابيا .
طاب :اجتذاب داخلي للحركة بعد تضخم محتواها موجهة إلى جهة معلومة بعيدا عن المركز
مَثْنَى : مصدر لتسكين الحركة/العمل لأجل الثبات و المقاومة، للإنشاء والإبداع لها استمرارية في البعد الزمني المستمر.
ثلاث : عمل متريث في مساره ملتحم لنسج حركة جديدة .
رباع : رؤية محكمة بعد انبثاقها من مكمنها بقوة بعيد عن المركز وألف المد فاعل الحركات وهو رمز للفاعل الحقيقي
عدل: عمل نستعين به لمعرفة الشيء بمعرفة ضده ودفعه إلى أقصى حد لنسج حركة جديدة.
واحدة : حركة لها صفة مكانية موجهة إلى جهة ما للتحقيق و التحقق كدليل موثّق بشكل نهائي .
ملك اليمين : كل من يتبع وينفذ أوامر غيره بأمان.بمعنى أي إنسان بينك وبينه عقد أو عهد مكتوب أو شفوي ويعمل تحت توجيهاتك حسب الاتفاق والعمل المنوط له .
أدنى : عمل موجه إلى جهة ما قصديّ الدلالة للإبداع والوقاية
عول: وضوح العمل المبهم ووضعه في موضعه النهائي لنسج عمل جدي
thumbnail




حالة الجمود والركون والتشبث بأفكار قديمة / إيديولوجيا، اقتصادية كانت أم دينية، سياسية، اجتماعية، ثقافية ...الخ لا يمكن التخلص منها إلا (مَـــرَّ ) بالرؤية الذهنية بعد تكرار وإّحكام الرؤية لشيء مميّز بخواص معيارية، فالباحث عن شيء ، ما عليه إلا تحديد ماهيته عن طريق دراسة كل جوانبه و بتكرار محكم فيصبح ذلك الشيء معروف غير مجهول وهذا لا يتم إلا عن طريق (قَرْيَةٍ ) القراءة ، كل شيء له علاقة بالقراءة / إقرأ ، فــ قَرْيَةٍ هي قوّة فصل لبيان وتقفّي أثر الحركة بشكل منظّم لإحكام الرؤية وهذا هو دور القراءة والتي عن طريقها نرقى ونهجر الجهل نحو العلم ، فالقرية و المدينة عموما كلّها لها علاقة بالثقافة والمعرفة وبها تتميّز الشعوب و الأمم ، فهلاك القرى ليس كما هو في كتب اللغو ، بل هو باختصار زوال أفكار و إيديولوجيات لأنها ليست ملائمة للعصر وقد عاصرنا زوال بعض القرى وهناك قرى في طريقها إلى الزوال .
وكما هو معلوم أي قراءة / فكر (خَاوِيَةٌ ) خامد موثق بشكل نهائي يعتريه الجمود ، لا يمكن له أن يقدّم شيئا ، لا يمكن له مدّنا وإعطاءنا (عُرُوشِهَا ) أساليب المعاينة من أجل اتضاح الرؤية الشاملة للعمل ، فهذه القراءة / الايدولوجيا تسبب الموت فيتحول الشخص إلى قبر متحرك بعيدا عن الإدراك و المعرفة، فتصبح نفسه مظلمة لا حياة فيها وغير واضحة على وجه الدقة ، وفرة من العمى الذي عمّ عليه (مِائَةَ عَامٍ ) وينخرط مع عامة الناس والتي عميت أبصارهم ، وللخروج من هذا الوضع وهذه الحالة ، حالة انقطاع المعرفة والمعلومة والتي تؤدي إلى غياب تام عن الواقع ، لا بد من طريقة وهي (البعث) فعن طريقه نعلم بالحدث أو التغيير الكمّي بثبات وتريث متابع ، وهذه العملية ، عملية الوعي تأخذ وقتا لإتمام العمل( يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ) والتي تتم عن طريق ( لَبِثْتَ ) وسيلة لمّ ووصل من أجل نسج وبناء عمل جديد الغاية منه الثبات . فكم شخص جهل وعميت بصيرته وانخرط مع عامة الناس، وبعد فترة رأى الحقيقة عن طريق ( وَانْظُرْ ) التأمل والذي يقع داخليا بين الشخص و نفسه من أجل اليقظة الذهنية، من أجل المراجعة والمحاسبة ، فالطعام و الشراب للعقول و ليس للبطون ، فالعلوم والمعارف التي تربينا وبها نسمو تخرجنا من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة ، فبالطعام و الذي يعطينا طاقة تجعلنا قادرين على توقيع الفعل وعلى المعاينة و الوضوح من أجل إتمام العمل و بالشراب تصبح لدينا رؤية شاملة تؤدي بنا إلى البيان وهذا لا يحصل إلا ضمن (يَتَسَنَّهْ) حركة مستمرة بنسبة مقدّرة ضمن مسار ثابت من أجل الإنشاء والكشف عن غيب فمعارف الإنسان وخبراته لا تبقى على حالها ، فبالتأمل والمراجعة يتّم القضاء على (حِمَارِكَ ) الضلال والذي تحمله هذه الايديولوجيات المختلفة ،هذه الصفات السيئة والحمار عموما لسانيا هو مفهوم سيء بسبب الألف المانعة بين الميم و الراء ، فقد أعاقت ومنعت صاحبها من الرؤية ونضج بيانه عكس الحمير والذي يعتبر حركة مميزة بخواص معيارية ومتكررة بشكل منظم تحمل رؤية محكمة تستبطن المحاذير، فالحمير حقائق غيّرت المحتوى نتيجة رؤية ثاقبة من أجل ذلك ، الحمير أصواتهم منكرة ، فأفكارهم إما أن تحارب أو لا يتم استيعابها إلا بصعوبة ليس نتيجة الغموض بل بالعكس هي أفكار ناضجة وواعية و إنما نتيجة هيمنة الموروث على عقول بعض الناس إن لم أقل أغلبيتهم ، فالشخص الذي رمى وراء ظهره كل المعتقدات الفاسدة نتيجة اعتماده القراءة سيكون آية ، دليل وبرهان لغيره ، وما تطور شعوب بأكملها كانت بالأمس القريب تهيمن عليها الخرافة ، أصبحت تصدر الحضارة لأمم من بينها أمة تدّعي أنها خير أمة أخرجت ، وهي في الحقيقة مازالت تعيش مرحلة الحمار، لا يوجد عندها ( الْعِظَامِ ) ركيزة أو قاعدة أساسية للبناء والتي بها تسمو الأنفس فتمر بحالة ( نُنْشِزُهَا ) إنشاء و تطور (ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا) نتيجة عملية اللمّ واللّحم لإتمام العمل به نعلو و نتعاظم لتحقيق أمر ما مقصور على أجل محدد .
النتيجة أو المحصّلة النهائية ، بعد المراجعة الذاتية والمحاسبة ، الخروج من حالة الجمود والركون والتشبث بتلك الأفكار القديمة ، فمرحلة البناء الحضاري نتيجة المنهج الإبراهيمي المبني على الدليل والبرهان هو الكفيل والضامن لإخراج الناس من الجهل إلى المعرفة وأن كل شيء ممكن تحقيقه إذا اعتمدنا على الله. 

الاثنين، 22 يوليو 2024

thumbnail

يوسف 68

 



قلت في منشور نشرته تحت عنوان " الهلاك و التدمير " أن القرية عبارة عن قرار فيه رؤية محكمة تمّ توثيقه بشكل نهائي له استمرارية بنسبة في البعد الزمني ، إذا نحن أمام محصلة لعمل نتيجة بحث ودراسة مطوّلة وجب استعماله وتطبيقه على أرض الواقع ، إذا القرية لا علاقة لها بحيز جغرافي ، القرية لها علاقة بثوابت ، بأفكار ففي أي مجتمع هناك صراع في الأفكار و تناحر بينهما ، صراع بين الحديث و القديم ، بين الآباء و الأبناء ليس فقط في الأفكار بل لتشمل الثقافة ككل ، وإذا نظرنا من حولنا نجد هذا على أرض الواقع .

و لفظ سأل ومشتقاتها في في سور هذا المخطوط كلّها تفيد عمل غايته تحقيق أمر ما في المستقبل ، إي الاستباق إلى المعرفة ، كيفية وقوع الشيء وتحققه ووقت حدوثه .

نفهم من ذلك ،على أي إنسان أن يبحث ويدرس ويلاحظ الأشياء من حوله ويدرسها دراسة مطوّلة /متأنية ليصل إلى نتيجة استباقية بها يمكن تحديد الفرص واتخاذ الإجراءات اللازمة، والمثابرة حتى تحقيق تغيير حقيقي ، (وَالْعِيرَ) علم ينتهي إلى رؤية محكمة وبالتالي هذا الإنسان الدارس وما يملكه من حجج وبراهين تثبت أنّه من الصادقين رغم عدم حدوث الشيء أو الفعل . وكما هو معلوم العمل الاستباقي يجنّب الكثير من الخسائر .

About