شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

الاثنين، 22 يوليو 2024

thumbnail

الفجّار / الدوغمائية

 



آلية عن طريقها نفصل بها الرؤيا ووضع الحواجز أمامها من أجل تعطيل أية دمج لما تناثر من أشياء ، فالفجّار ليسوا فئة من الناس يتصفون بصفات " مذمومة" إنما هنا نتحدث عن منهج / طريقة يتّبعها أية شخص أو أي تكتل و في أية ميدان من أجل حجب الحقيقة وذلك بتعطيل و إخفاء الأدلة والتي مع دمجها وجمعها تتضح معها الحقيقة ، لذا فهم يتّبعون شتى الوسائل و الطرق لتحقيق غايتهم الضيّقة ، وهؤلاء الذين يتّبعون هذا المنهج هم المفسدين عكس الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ، والذين اتّبعوا ( الْمُتَّقِينَ ) آلية أو طريقة من أجل تكميل النواقص من أجل الإنشاء والإبداع بعد أن تحكموا وسيطروا على الشيء والذي صار له استمرارية بنسبة مقدّرة ، وهؤلاء يمدوننا بالأمان فنأمن ونرتاح لهم.
أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ﴿28 ص﴾
إذا الْفَجَرَةُ ليسوا بـــالْفُجَّارِ وهل الفَجْرُ مثل الْفَجَرَةُ ؟
الْفَجَرَةُ وردت مّرة واحدة ومرتبطة بلفظ الْكَفَرَةُ، وهل الكفرة هم الكفّار؟
الفجر آلية بها نفرق الأشياء من أجل الرؤيا والمعرفة ثم نقوم بعملية الدمج وجمع لما تناثر ، فعن طريق الفجر نفكك الأشياء وندرسها جيّدا من أجل معرفتها ، ثم بعد الدراسة ومعرفتنا نقوم بعملية التنظيم والتصفيف والترتيب ، وهذا هو المطلوب لكي يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، من ماذا ؟ مِنَ الفَجْرُ .
الْفَجَرَةُ آلية بها نفرق الأشياء من أجل الرؤيا والمعرفة ثم نقوم بعملية الدمج وجمع لما تناثر وربطه ووثقه بشكل نهائي ( التاء المربوطة في آخر اللفظ) إذا الفرق بينهما هو في عملية الوصول إلى نتيجة نهائية / قرار نهائي و الْكَفَرَةُ صفة لمن استعمل طريقة أو اتّبع منهج أوصله إلى قناعة راسخة وبشكل نهائي إلى الكف عن الرؤية ، وهذه النوعية نجدها ومنتشرة في الكثير من الميادين صفتهم التعنت والتشبث بالرأي الغير سليم وحجتهم الوحيدة هي أنهم قاموا وبحثوا بعدة دراسات أوصلتهم إلى هذه القناعة / الحقيقة المزيّفة ، علما و على أرض الواقع نتائجهم فيها ضرر عام وبالرغم من تنبيه وتحذير أصحاب الرأي السليم وبالأدلة غير أنهم أصيبوا بعمى البصيرة والتي بدورها ولّدت القهر و الظلم خاصة إذا كان هؤلاء أصحاب قرار ، لأن هؤلاء لم يتبيّن لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود وبالتّالي حق عليهم القول :
أُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ﴿42 عبس﴾
ومن يتّبع منهج الْفُجَّارِ سيبقى سجين عمله، لأن هذه الحياة الدنيا هي ديناميكية فيها نشاط و حيوية / حركة دائمة نحو الأفضل، فيها الأخذ والعطاء والاستفادة من الأخطاء وتطوير مناهج البحث والتعاون ...الخ ، أما الْفُجَّارِ هم سجناء كتابهم ، سجناء أفكارهم الجامدة :
كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ﴿7 المطففين﴾
فــــ سِجِّينٍ ، هي حركة مستقرة ومستمرة بنسبة وذات اتجاه واحد جامدة على حالها متولدة من حركة سابقة. وبالتالي ليس فيها تطور ، بل إعادة ما كان والدوران في نفس المكان ، فمن يتّبع هذا الأسلوب فقد حوّل نفسه إلى عنكبوت.


Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

No Comments

About