شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

الاثنين، 24 يونيو 2024

thumbnail

الباطن و الظاهر





وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ۚ 120 الأنعام .
هل تفيد اتركوا جميع المعاصي ما كان منها سرا وما كان منها علانية، وبالتالي نفهم من ذلك أن الإثم له ظاهر و له باطن .؟؟؟؟
ذروا: عمل محكم و مقيد باتجاه معيّن من أجل التمكين.
الإثم : تفريغ الشيء من محتواه لتعطيل الأشياء التي تميزنا بمعنى آخر خلق وافتعال أحداث سيئة وجرّ الناس إليها من أجل منع تطورهم وإلهائهم عن واقعهم ، إذا فالظاهر ومشتقاتها التي وردت في بعض أجزاء من سور المصحف لها علاقة وثيقة بالإحاطة وضبط الشيء والتحكم به لمدة زمنية وهذا العمل يتّم بعدة طرق فمثلا الأحداث الطبيعية ( الزلازل أو الفيضانات ) التي جرت مؤخرا في بعض الدول العربية المتتبع للتحاليل والتعاليق سواء من جهات رسمية أو غير رسمية في مجملها موجّهة لحجب الحقيقة عن الناس كالبنية التحتية المتداعية ، البناء البسيط والذي يعكس حالة أصحابها المهمشين ، اللامبالاة و غياب القانون ... يلاحظ أن هذه الجهات ترسخ أفكار مغايرة للحقيقة :
• الذين توفوا هم شهداء
• ما حصل ينذر بقدوم يوم القيامة وعلامة من علاماتها.
• الفيضانات والزلازل هي عقاب من عند الله حيث يجعلها الله إصابة للعاصين وابتلاء للمؤمنين وعبرة للناجين ، لغط وكلام بعيد كل البعد عن المنطق والعقل .
أما إذا حدثت في بعض الدول الغربية أو آسيا ( دار الكفر) ، فهذا نتيجة فسقهم فغضب عليهم الله .
أعطيت مثال والأمثلة كثيرة
الباطن : عمل له القدرة على توقيع الفعل ، يؤدي إلى الإبداع والغاية هي البيان. إذا الباطن ليس المخفي ومن يقول أن " القرءان" فيه ظاهر و باطن فهو خاطئ ، ومن يربط الباطن و الظاهر بـــ" الحيوانات " التي تمّ ذكرها فهو خاطئ ، لا يوجد ظاهر و لا باطن ، ألفاظ هذا المخطوط تتدبّر باللسان العربي المبين بعيدا عن لغو الأعراب ، بعيدا عن مذهب الباطنية ، بعيدا عن مذهب السطحيين وما ظهر لهم . أما الظاهر، حركة فيها تكرار و إحكام الرؤية لتنبيهنا لكل ما غاب عنّا ، تساعدنا على ضبط وإحاطة بالحركة.فالظاهر لا علاقة له بالنّص الصريح و الواضح البيّن الذي يدل بنفسه على معنى
والباطن لا علاقة له بالنصوص الدينية والذي لا يدركه إلا الذين اختصهم الله بهذه المعرفة وهم يَصلُون إلى إدراك هذه المعاني المحجوبة عن عامة الناس بتعليم الله لهم مباشرة.
الظاهر و الباطن منهجين يؤدون بنا إلى البيان وإحكام الرؤية هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿3 الحديد﴾
مشكلة الظاهر و الباطن ( المحسوس و المعقول) ، صنفان يتصارعان في ما بينهما وكل فريق يؤكد أنه على صواب ، فهل سور هذا المخطوط وأجزائه لها شكل لا يفهمه إلا الذي يغوص في باطنها ويترك الظاهر أو العكس نتمسك بالظاهر ونترك الباطن ؟ أقول في كلا الحالتين شطط والنتيجة انقسام وظهور مذاهب ( شيعة ، سنة ، صوفية ، قرآنيون ...) وألفت كتب تؤكد أن هذا المخطوط له ظهر و بطن بمعنى أن ألفاظه هو ظاهره بينما تأويله هو باطنه ، وهنا تكمن المشكلة ( التأويل) .
وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ ﴿120 الأنعام﴾

Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

No Comments

About