شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

السبت، 11 مايو 2024

thumbnail

وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ

 



هذه الأجزاء من سورة الإسراء لا علاقة لها بالواقع إطلاقا ، إذا اعتمدنا ما ذهب له أصحاب العمائم بمختلف أشكالها و ألوانها ، جميل أن نحسن للوالدين بالمفهوم المتعارف عليه ، ولكن هناك من الوالدين فئة تحولوا إلى شياطين ورغم ذلك يصّر أصحاب ذهنية التحريم أن ما رضاء الله إلا برضائهم !!! وأن الجنة تحت أقدام الأمهات ، وهذا لا يستقيم ، فكم أب أو أم أو كلاهما عذّبوا ونكّلوا بأبنائهم أنثى أو ذكر ماديا و معنويا ، قصص كثيرة من هذا النوع والنتيجة أبناء لم يحسنوا إلى والديهم ، وهي نتيجة طبيعية ، بل بالعكس الأبناء حملوا عقد الاضطهاد ومارسوا نفس الممارسات التي كانت مسلطة عليهم على أبنائهم ، زد على ذلك عقدة " أنّك لست بارّ بوالديك، لأنك لم تحسن إليهم " وهذا كلّه راجع للتفسير الساذج ، الذي سبب الكثير من العقد النفسية و التي تعاني منها هذه الملّة.

( رَبُّكَ ) الزاد المعرفي، العلمي الذي تربيت عليه هو( وَقَضَىٰ) القوة الفاصلة لأجل الإحاطة بالعمل المحدد بعد (تَعْبُدُوا ) معاينته معاينة واضحة وفق خطة معلومة ومدروسة من أجل البيان ( إِلَّا إِيَّاهُ ) للكشف عن غيب ذو فعّالية ممتدة وذلك ضمن ( وَبِالْوَالِدَيْنِ ) عمل وفق دليل/ خطة له حيّز مكاني من أجل الإنشاء و الإبداع ، مستمر بنسبة.

فبعد بلوغ ( الْكِبَرَ ) مرحلة التكوين / التأليف والتي هي وسيلة لإحكام الرؤية ( أَحَدُهُمَا ) لحقائق موجهة وفق دليل وخطة معلومة للتنبيه ، و لتكميل العمل( أو كِلَاهُمَا ) الذي تمّ تكتله بعد توجيهه لجهة ما ، لنسج عمل جديد وإنهائه فعليا ( َلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ ) ، فبعد كلّ هذا وجب توجيهه والبت في وجهته ، أي اتخاذ قرار فاصل للتمييز ( وَلَا تَنْهَرْهُمَا ) ولحم وجذب للإنشاء وإحكام الرؤية من أجل إتمام العمل( وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ) فتتكون لديك فكرة ورؤية محكمة لها بعد زماني لإتمام العمل.

( وَاخْفِضْ) تأت عملية إخراج هذا العمل وإخماده للفصل و التفريق والإحاطة به وتوجيهه لوجهة محددة وذلك (جَنَاحَ ) بدمج وجمع لما تناثر لإنشاء عمل ذو فعّالية ممتدة( الذُّلِّ) مقيّد باتجاه معيّن لنسج عمل جديد فيه (الرَّحْمَةِ) رؤية تحمل حقائق لإتمام العمل ( كَمَا ) وللتكوين ، لتكميل النواقص و( رَبَّيَانِي) تغيير خواصه من أجل البيان والنتيجة ( صَغِيرًا ) عمل محكم و حيوي ، له فعّالية ممتدة .

الأمم و الشعوب التي لا تملك زاد معرفي متطور ولا تشجع على التحصيل العلمي لا يمكن لها الإنشاء و الإبداع وكشف ما غاب عنّها، ستبقى جاهلة، والجهل يؤدي إلى ضعفها. فعن طريق التخطيط المبني على معارفنا ، يمكّننا من بلوغ أي عمل أو أي انجاز، بعد وضوحه فتسهل عملية تحقيقه وبالتالي وجب تنزيله إما على شكل بيانات أو جداول أو رسوم سواء مخططات أو أشكال، وللعلم قل ، قال ، يقول ... عموما في أجزاء سور المصحف تفيد بأن الفكرة قد وصلت أو اتضحت أو حوار الشخص بينه و بين ذاته من أجل الوصول إلى نتيجة مرضية .

Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

No Comments

About