شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

الثلاثاء، 16 يناير 2024

thumbnail

فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ

 



فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ وَكَانَ وَعۡدٗا مَّفۡعُولٗا (5) ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِيرًا (6) إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُـُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا (7)

الإسراء ، من منّا لم يمر به؟ من منّا لم يسعى إلى نور المعرفة والخروج من ظلمة الليل ؟ من منّا لم يسعى إلى اكتشاف ما غاب عنه، مسائل مجهولة ؟ عملية الإسراء هذه لا تقتصر على فئة معيّنة بل تشمل كل شخص وفي كل ميدان يسعى لحل مسألة ما كبيرة كانت أم صغيرة وكما قلت في المنشور السابق في ما يخص الجزء 4 من سورة الإسراء أن بني إسرائيل لا علاقة لها بعرق أو طائفة دينية أو دولة فإسرائيل هو كل علم سرى في عبده ، في أي إنسان بعد أن أسس مسار ثابت ورؤية محكمة، ، به تسمو روحه ( المعرفة والإرادة ) فكل شخص مخول أن يسرى به طالما سعى إلى الإسراء .

هل بعثنا تفيد أرسلنا ؟ ولو كانت كذلك ، لكانت وَأَرْسَلْنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا عوض بَعَثۡنَا ، إذا بعثنا لا تفيد أرسلنا بل وسيلة للمعاينة و الوضوح تساعدنا على التثبت من الأشياء فعن طريقه نتيقن من الكثير من الأمور ونجمع المعلومات والتثبت منها حتى نصل إلى مرحلة العلم فالبعث أحد المناهج أو الطرق لجمع المعلومة .

فألفاظ هذه الأجزاء من سورة الإسراء (5-7) كلّها لها علاقة بالمعاينة العلمية وعلى الدليل و البيان فـــ وَعۡدُ مثلا ما هي إلا قوة ضم من أجل المعاينة و الوضوح التي تعين على العلو العلمي أو عِبَادٗا كذلك هي معاينة علمية ودليل و بيان وبالتالي هذه العملية نستعين بها للتعليل والبيان والذي له تأثير عبر الزمان وليس مقاتلين أو جنود ، و بَأۡسٖ واسطة بها نفتح آفاق الزمان والمكان أمام العمل لتسوية مطلوب ما ، شَدِيد وفق دليل شمولي فَجَاسُواْ هو الدمج والجمع من أجل الضم وذلك لتسوية عمل ما ، هذه الخطوات لا بد لها من رَدَدۡنَا أي لا بد لها من التكرار وفق دليل للإنشاء ، بها نكون ونؤلف رؤية محكمة ، بعد كل هذا البحث والتفكير و الدراسة التي فيها حذر محكم تكون النتيجة وَأَمۡدَدۡنَٰكُم أي أشياء مميزة وخاصة ، وهذه الخصوصية تحدد ماهيته نتيجة عمل وفق دليل ،هذه الأشياء المميزة بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ أصبحت ملكك والتي هي من بناء أفكارك بها أَكۡثَرَ نَفِيرًا بها تستطيع الفصل وذلك للإنشاء وما يحمله من رؤية محكمة مستمرة لفتح أفاق الزمان و المكان فَإِذَا جَآءَ إذا وقع الأمر واتضح من أجل المعاينة خرجنا من مرحلة و دخلنا مرحلة أخرى ، مرحلة أعلى وهي وجهة كل باحث.

و دخول المسجد هو نتيجة ذلك الدفع المبني على العلم والدليل من أجل إخراج ونسج عمل جديد (ۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ) وبالتالي أصبح مصدر لعمل مميز ذو مرجعية خاصة ومسار ثابت وفق دليل ( ٱلۡمَسۡجِدَ ) ولكن هل المسجد في هذا الجزء من سورة الإسراء هو مكان مادي ؟ طبعا لا ، فالمسجد هو ذلك المكان والذي يملكه أي إنسان والتي تصير فيه عمليات التخيّل والتحليل و التركيب والتقدير ومعالجة الأفكار والتي ستؤدي إلى مواقف ، إنّه العقل أما المساجد هي أماكن كالمختبرات ، الجامعات ، المصانع ، المعاهد... يذكر فيها اسم الله ، فالمتتبع للفظ مساجد في سور القرءان يلاحظ أنها مرتبطة بلفظ الله أما المسجد مرتبط بلفظ حرام ، لأن الأفكار ما زالت تحت الدراسة و التثبت ، غامضة ومبهمة تبقى محرمة علينا وإذا خضنا فيها بدون علم كانت وبالا علينا حتى يتم فك الإحرام عنها أي اتضحت الأمور بعد البحث وبالتالي أصبحت المعلومة أو الحل جاهز واضح لا تشوبه شائبة .

Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

No Comments

About