شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

thumbnail

ملائكةُ معركة بدر





التاريخ يقول لنا أن هناك معركة صارت بين المؤمنين والمشركين وهي معركة بدر حيث انتصر فيها المسلمون رغم قلة عددهم وأن الملائكة تدخّلت وساعدتهم في هذا النصر

·          وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿123 إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ ﴿124 بَلَىٰ ۚ إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴿125 وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴿126 لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ ﴿127﴾ آل عمران

·         إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ﴿12 ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿13 ذَٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ ﴿14 الأنفال .

 

هناك سؤال يطرح نفسه لماذا الله سبحانه و تعالى يرسل آلاف الملائكة  من أجل ألف مقاتل من المشركين ، كان بالإمكان إرسال ملك واحد ويقضي عليهم  زد على ذلك لماذا أصلا الملائكة ، فالله قادر أن يتدخل هو بنفسه ويتحقق النصر.

إذا نتحدث عن (معجزة ) سماوية وهذا يتناقض مع الرسالة الخاتمة ، لأن المصحف وسوره تؤكد ذلك :

 وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا (90)أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91)أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92)أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا (93).. الإسراء

مفهوم النصر

نصر

نون تكوينٌ مستمرٌّ لحركةٍ مستقرّةٍ مكاناً وزماناً./ النقي ، النائي او النافر

صاد ترابطٌ وتراصٌ وتفاعلٌ في الحركة ودلالتها./ الصامد او الصلد

راء تكرارٌ للحركة بشكل مُنظّم يستبطن المحاذير لتتخد قرارات ترتقي بك وتنشي لك رؤية حكيمة../ رؤية ،إحكام / الرابط ، الراصف او الراسل بين الأمور او الاحوال/ تكرار محكم حتى النهاية لوقوع "الراء" في نهاية الإسم.

تكرار مستمر للحركة بإصرار ضمن أحوال تستوجب المحاذير لنشر الحكمة و النور بعد إزالة الموانع.

نص + ر

تكرار محكم للنصوص الصلدة مكانا وزمانا التي لا يمكن تبديلها وهي الحكمة و النور الإلهي الهادي وتلك هي حجة الله على الناس.

وكما هو معلوم النصر هو وقوع الأمر المبلغ عنه بعد أن يتّم تكذيبه وهذا النصر جاء بوسيلة هي " بــدر" وهو "تمـــام النـــور"  الذي ينير الطريق و في نفس الوقت  لا يخفى عن الناس وبالتالي أصبح للمؤمنين قوة المبادرة إلى جانب ثبات القلوب( العقل/ الحكمة)  بالبلاغ وأصبحت حجتهم هي الغالبة ، فلم يحرفوا ولم يبدلوا الكلم عن موضعه ، فاطمأنت قلوبهم( فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)  وبهذا الاطمئنان قطعوا الحجة على الذين كفروا من أهل الكتاب وهم رجال الدين المنحرفين (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ) البارزين الذين يحرضون ضد هذه الدعوة وإضلال الناس ، والضرب هي المحاجة بالدليل و البرهان .

(إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ) الأنفال 9

من هم الملائكة ؟ هل ألف ملائكة  ضد ألف من المشركين شاركوا مباشرة في هذه المعركة المزعومة؟  لو هذا صحيح لما أتت الآية على الشكل التالي.. َثَبِّتُـــوا الَّذِيـــنَ آمَنُــــوا ۚ.. فما دامت الملائكة تخوض الحرب بالنيابة فلا ضرورة لهذا التثبيت. إذا كانت معركة، وهي معركة بالسيوف ألا يكفي طعنة في الظهر أو في الصدر من طرف المؤمن للمشرك كفيلة بقتله، فلماذا التركيز على الضرب فوق الأعناق؟

المسألة ببساطة الثبات والتوازن  الداخلي الذي يوصل إلى الطمأنينة وما الملائكة إلا تلك الخلايا المختلفة والمتعاونة في بعضها  التي تؤدي إلى هذه الحالة فللمؤمن حجج ثابتة تثبته وتكون النتيجة الطمأنينة عكس رؤوس الكفر لا حجة لهم بل اضطراب وتناقض في أفكارهم وهذا يؤدي إلى الخوف و الذعر.  

فالنصر هو ظهور الحجة  والبيّنة وغلبتها وليس الأمر خاصا بمعارك حربية مزعومة .

 

بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ / بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ / بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ هل الملائكة نزلت من السماء بالمظلات أم ماذا ؟ كذلك العدد هل المقصود به الأعداد التي نعرفها ؟

خمسة خروج مبطن لقوة تحمل وعيا لتكميل النواقص بعد الانجذاب و التكاثف لبناء قوة

ثلاثة تكثل للوعي أو تجمع للوعي لثأثأته ظلام عن النور أو لأثاثه نورا عن الظلام وذلك حسب السياق وفي هذه الحالة الثبات لنسج حركة جديدة .

آلاف الشيء الذي يجعلك مرتاح وتأنس له بعد الفرز لبلوغ الوعي وتكاثره بثبات وتريث متواصل .

بعد معرفتنا لهذه الأرقام حسب معاني الحروف المجردة نستنتج أن المسألة لا علاقة لها بأعداد أو مجموعات بل المسألة لها علاقة بالمعرفة و الوعي التي تعطينا حجج قوية تثبت الحالة النفسية والنتيجة الطمأنينة وهذا ما حدث فعلا مع المؤمنين إذ تذكرهم الآيات من سورة آل عمران بذلك .

 


Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

No Comments

About