العنكبوت لو عرفنا معنى ذلك فسوف نفهم السورة بأكملها ، العنكبوت يصنع شبكته سجنه و يقضي معظم حياته فيه ، العنكبوت صفة لكل شخص عاين وأنشأ المعارف ثمّ كبّها ثم يعاود الكرة وينطلق من جديد والكب من جديد وبالتالي لا ينتفع ولا ينفع غيره ، فهو سجين هذا العمل ، هذه الكبوات ويضل يدور في حلقات مفرغة .
هل هذه الحياة التي نعيشها نجمع منها أشياء تدخلنا إلى الجنّة الموعودة؟ والسؤال كم يلزمنا من سنة عمل لنيل الجنّة ؟ والذي توفي شابا أو مراهقا فما نصيبه % من الجنة وهذا الكلام ينطبق على النّار وماذا عن الذي ولد وعاش ومات في غابة من الغابات الاستوائية أو في مناطق معزولة عن العالم و لم يصله هذا " الدين" ما مصيره ؟ فإذا كان مصيرنا معروف وأن الله حدّده مسبقا فلماذا الامتحان ؟ أسئلة كثيرة تطرح في ما يخص هذا الموضوع
يقولون أن الله بيّن بأن الدار الآخرة هي الحيوان و معنى ذلك أن الحياة الكاملة التي ليس فيها نقص، فالحياة الحقيقية هي حياة الآخرة لأنها ليس بعدها موت وهناك من ذهب أبعد من ذلك وقال:
" قول تعالى مخبرا عن حقارة الدنيا !!!!؟؟؟ وزوالها وانقضائها ، وأنها لا دوام لها ، وغاية ما فيها لهو ولعب" تصوروا ذلك !!! ويتابع " وأن الدار الآخر هي الحيوان ، الحياة الكاملة، التي من لوازمها، أن تكون أبدان أهلها في غاية القوة، وقواهم في غاية الشدة، لأنها أبدان وقوى خلقت للحياة، وأن يكون موجودا فيها كل ما تكمل به الحياة، وتتم به اللذات، من مفرحات القلوب، وشهوات الأبدان، من المآكل، والمشارب، والمناكح، وغير ذلك، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ لما آثروا الدنيا على الآخرة، ولو كانوا يعقلون لما رغبوا عن دار الحيوان، ورغبوا في دار اللهو واللعب، فدل ذلك على أن الذين يعلمون، لا بد أن يؤثروا الآخرة على الدنيا، لما يعلمونه من حالة الدارين. " انتهى النقل .
النتيجة من وراء هذا الكلام ، هذا الفهم ، أمة لا علاقة لها بالبناء والمساهمة في تطور الحضارة البشرية ، أمة اتّكالية تكثر من السجود و الركوع ورفع الأيدي والتضرع والبكاء والدعاء وبناء أماكن ليقيموا فيها طقوسهم .
ما معنى الحيواة الدنيا ؟
الْحَيَو'ة : كتابة هذا اللفظ بهذه الطريقة ( الألف المخففة فوق الواو) لها علاقة بالواقع المعاش ، فهذه الحياة تتخللها فترات راحة ، متقطعة ( النوم ، الوقوف عن إكمال أي عمل ، المرض...) ثم تتجدد ونعاود حياتنا ، وهذا الرسم نجده في بعض ألفاظ هذا المخطوط كـــ: الصلو'ة"، و: "الزكو'ة" و"النجو'ة"، و: "الغدو'ة"، فالألف المخففة (') تعطي مفهوم المرحلية / المتقطعة بل رسمها فيه تفصيل دقيق لواقعنا المعاش.
كل حياة نعيشها هي الدنيا ، والحياة القادمة هي الآخرة، والحياة الدنيا هي الأدنى منا، التي بين أيدينا ونعيشها في وقتنا لذلك نلاحظ في كل أجزاء سور المصحف لفظ الْحَيَواة مقترن بـــ الدُّنْيَا أما الآخرة هي حياة لم يحن بعد قدومها ويمكن أن تكون المدة الزمنية ساعة أو يوم أو شهر ولا علاقة لها بمفهوم الحساب أو العذاب الأليم والخسران أو الجزاء يوم القيامة أو البعث...إلخ
الدّار غير البيت غير المسكن، إذا ما هي الدّار؟ هي عمل متكرر يحمل رؤية، منفتح على كل الاحتمالات الواقعية ، والدّار هي الدورة و الْحَيَوَانُ هي الْحَيَواة ولكنها متعددة وكثيرة مثل سبحان هي من سبح وفرقان من فرق وقرءان من قرء ... إلخ إذا الْحَيَوَانُ هي ما تشمله الحياة / الْحَيَو'ة من مجالات عديدة ومتنوعة يخوضها الإنسان .
فالحياة التي نعيشها هي دائما فيها ( لَهْوٌ ) مثابرة وحركة الغاية منها لحم أشياء من أجل إنشاء أعمال جديدة ومعرفة ما غاب عنا لوضعه في موضعه النهائي، ليصبح (وَلَعِبٌ) وسيلة عمل تعيننا على التملك ولا يتم هذا إلا عن طريق (الدّار) آلية بها نوجه أعمالنا إلى وجهة معلومة تحمل رؤية محكمة و الدّار ، عمل دوري يتكرر حسب المطلوب وبــ(الْآخِرَةَ) نوجه أعمالنا إلى جهة ما لنصل إلى مرحلة العارفين ، مرحلة الذين آمنوا نتيجة (الْحَيَوَانُ) تعدد المجالات و الاختصاصات والتفرعات والمتجددة دوما ، فيها حركة و حياة .
Subscribe by Email
Follow Updates Articles from This Blog via Email
No Comments