شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

الاثنين، 24 يونيو 2024

thumbnail

وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ ...

 



هل صحيح هذا الجزء بدأ بأداة نهي ؟ وهل صحيح وكما يقول الدجّالين قديمهم و حديثهم والذين ينادون بتجديد الخطاب الديني وهو في الحقيقة تلميع الخطاب / التراث الديني أو من يرفع شعار قراءة معاصرة للقرءان أن : ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا... المقصود به الجنس أو تجارة الجنس ( محمد شحرور) بحيث يتم إجبارهن على الدعارة وعنده فتياتكم هم الإناث ، التابعات لشخص أو لجهة ما وبدون تحديد سن ؟ ، أما التراثيين فحدث و لا حرج ، المهم قديمهم وحديثهم اتفقا أن هذا الجزء من سورة النور تتحدث عن الجنس بحيث فهموا البغاء بأنه دعارة.

هل الإكراه هو فرض الشيء على شخص ما ضد إرادته؟ وهل الكره ضد طوعا ؟ وهل حمل الأم ، هذا المصطلح المتعارف عليه ، هل تحمل بالإكراه ؟ فأمهاتنا أنجبتنا عن طواعية وطيب خاطر. وللعلم الأم لسانيا ومشتقاتها "أُمَّةً" و "الأمة" و "أُمِّهِ" و "وَأُمَّهُ" و"وَأُمِّيَ" و "إِمَامٍ" و " أُمَّهَاتُكُمْ" و" الْأُمِّيِّينَ" و "أمين" و "أُمِّيُّونَ" كلها تفيد الإمامة ، فكل من أمّ الناس بما يملكه من علم ومعرفة ومنهج أصبح أمّ ، إمامهم يسيرون على نهجه . هؤلاء التراثيين والمعاصرين ، هذه الأصنام والتي يدافع عنها أتباعهم ألغوا اللسان العربي المبين وعوضوه بلسان المعاجم وجعلوه لغة يتلاعبون به.
كل شخص مهما كان جنسه وجنسيته (فَتَيَاتِكُمْ ) له القدرة على الفصل والتفريق من أجل التمييز في وجهة العمل ليخرج ويكون منه ما يريد ، ما عليه إلا ( وَلا ) لمّ ولحم مكوناته ووضعهم في موضعهم النهائي وبالتالي يكون هذا العمل ( تُكْرِهُوا ) يحمل في طياته رؤية محكمة ، لينبّهنا لكل ما غاب عنا.فمن حق أي شخص أن يتحصل على ( الْبِغَاءِ ) أي شيء والذي هو في حقيقة الأمر متحقق في الواقع ، موجود ومعلوم يأخذه لمختلف الغايات ليصبح وسيلة من أجل البيان، فاحتكار المعلومة وعدم نشرها ليستفيد منها الآخرون ، وفي نفس الوقت لكي يتم تطويرها ، هو عمل لا يساعد على عمارة الأرض . فهذه المعلومة لا بد لها من( تَحَصُّناً )إحاطة لإعطائها حيوية من أجل التكوين والإنشاء ، فكم من منتوج مادي أو فكري أصبح فعّال وكان له الدور الأساسي في حل الكثير من المشاكل في وقت أو زمن قصير ، حيث تمّ تقليص مثلا مدة الشفاء لمرض ما نتيجة تطوير عقار أو تخطي وحرق مراحل لصناعة سلعة ما وبالتالي تمّ ربح الوقت والتكاليف ، فهناك الكثير من الفتيان وفي جميع الميادين أخذوا وطوروا بعد بحث ودراسة العديد من الأمور وتفوقوا فيها على أصحاب الفكرة أو المشرفين عليها ، وهؤلاء لم يعارضوا أو يمنعوا هذا العمل بل شجعوا على ذلك إيمانا منهم بأن الحياة لا تكون حياة إلا بالتطور وعدم الاحتكار ، فكم من فكرة بسيطة أو عمل بسيط تم تطويره انجر عنه نشوء مؤسسات كبرى ، وهذه الفكرة نتاج ( عَرَضَ ) حركة معاينة للفصل و البيان والإحاطة بالعمل وتوجيهه لوجهة محددة ، فمثلا شركات خدمة الزبائن عبر الانترنت والتي هي مبنية على فكرة موجودة ألا وهي " خدمة الزبون ما بعد البيع " غير أن هذه الخدمة في بدايتها كان فيها الكثير من المشاكل والتي أدت في النهاية الى تراجع المبيعات بسبب عزوف الزبائن عن التعامل معهم ، ولكن هناك شخص لاحظ ذلك وبعد دراسة السوق أسس شركة مختصة في هذا المجال وهي خدمة العملاء حيث تتحول هذه الشركة إلى وسيط بين الصانع و المستهلك وهي فكرة جديدة ، فهذه الشركة تشحن وتقوم بعملية تسليم السلعة الى جانب اضافة فكرة جديدة ولدت نتيجة ظروف معيّنة و هي الشحن المجاني وإرجاع السلع إن لم تعجب الزبون بحيث معه مدة 25 يوم يفكر فيها عجبه المنتج أم لا ؟ ثم أصبحت المدة شهر ثم تطورت فأصبحت سنة ، فإن لم تعجبه يقع إرجاعها مجانا كل هذا نتيجة ظروف السوق والتي بدورها أدت الى نشوء أفكار مبنية إما على القديم وتمّ تطويرها أو نسف القديم وخلق أفكار جديدة ، بهذه الفكرة البسيطة تضاعفت أّرباح الشركة 5 مرات وهذه الشركة اختصاصها الملابس و الأحذية ، وبهذه العملية عوضا أن يشتري الزبون قطعة واحدة يشتري ثلاثة أو أربع فيختار قطعة أو قطعتين تعجبه ويرجع الباقي وهكذا... أصبح لهذه الشركة مستودع خاص بها للتخزين فهي تشتري السلع وتوزعها ثم بدأ اتصالهم المباشر مع الزبون عن طريق المكالمات الهاتفية وبهذه العملية خلقوا علاقة ود بين الزبون وعميل الشركة وبالتالي كسبوا ثقة الزبون وفي نفس الوقت عرفوا ذوقه وبالتالي سيقوم بعملية التسويق شفاهيا وبهذه العملية قللت الشركة من مصاريف عمليات التسويق وفي نفس الوقت أنشئوا مركز كامل لخدمة الزبون .
لاحظ من مجرد فكرة هي بالأساس موجودة ، تمّ أخذها وتم تطويرها ، وهذه الفكرة نتج عنها العديد من المسائل فيها مصلحة للجميع ، كل هذا العَرَضَ يقع ضمن ( الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) وهي الأدنى منا، التي بين أيدينا ونعيشها في وقتنا الراهن ، فهي دائما فيها ( يُكْرِهُّنَّ ) رؤى محكمة ، فيها أعمال تأليف و تكوين وتجديد نتيجة منهج يحمل في طياته ( غَفُورٌ رَحِيمٌ ) قوة قرار وفصل وبيان ووضع الأمور في موضعها النهائي لغايات مختلفة ، فالرحمة و المغفرة لا علاقة لها بما طُبــِعَ في أذهان الناس (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ، الغفران و الرحمة لها علاقة بالعمل ، لها علاقة بالفصل والبيان من أجل الحق وذلك لاتخاذ قرارات قوية فيها منفعة للجميع.
ترجمة : vos femmes si elles veulent rester chastes= نساؤكم إن أردن البقاء عفيفات

Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

No Comments

About