شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

السبت، 11 مايو 2024

thumbnail

ثمانية أزواج

 


بعيدا عن الكبش و النعجة والتيس و العنزة وبعيدا عن الذين يفكرون بجهازهم الهضمي والتناسلي ، هذا الجزء من سورة الأنعام لها علاقة بالعلم و اكتشاف القوانين وكيفية تطبيقها و تطويع ما توصلنا إليه في خدمتنا من أجل بناء مجتمع سوي ومبدع ، فالجزء 142 بدأ وَمِنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ أي كل النعم المخفية عنّا ، ولإخراجها و التمتع بها ما علينا إلا القيام بأعمال / حركات فصل و تفريق وإتباع رؤية محكمة من أجل ضم ونسج أعمال جديدة ، فيها حقائق ذات خواص معيارية ( حسب الميدان و الاختصاص) وهذا هو مفهوم فَرۡشٗاۚ و حَمُولَة فقد أمرنا الله أن نتمتع بها وأن نطورها ونستعملها في خير الناس و أن لا نتجاوز حدود الله وذلك بإتباع خطوات الشيطان

وَمِنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ حَمُولَةٗ وَفَرۡشٗاۚ كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ (142)

فالمجتمعات الرّاقية والتي تسعى دائما إلى الرقي والسمو هي دائما تعمل و تنشأ وفي نفس الوقت تطور ما توصلت إليه ، وذلك في العديد من الميادين المترابطة و المتعاونة في ما بينها ، تنشأ أعمال تمّ احتوائها بعد التثبت والتقييم والتثمين ( ثمانية ) من أجل إصدار الحكم الموافق له ، فالعشوائيات أو الغش أو اللامبالاة ...الخ لا يوجد في قاموس هؤلاء ، فتجانس الأشياء وتمازجها (أَزْوَاجٍ ) مع بعضها هي القاعة الأساسية والمنطلق الأساسي من أجل (الضَّأْنِ ) الإنشاء و الإبداع ، بعد عملية إحاطة بالعمل وتوجيهه لوجهة معيّنة تصاحبه (اثْنَيْنِ ) خطوات فيها تريث من أجل الثبات والوقاية ، فالأشياء / الأعمال المميزة(الْمَعْزِ ) بخواص معيارية والتي خضعت لعملية الفرز و (قُلْ ) الدفع بتدبير ومقصود ولهدف معلوم، الغاية منها توصيل ونسج حركة جديدة، متكتلة (آلذَّكَرَيْنِ) مع ما يشبهها تحمل رؤية محكمة للإنشاء والإبداع لها امتداد زمني فيها (حَرَّمَ) رؤية محكمة تامة الخواص، وبالمناسبة الذي يحرّم عليك شيء / أشياء هو بالأساس قام بدراسة جميع جوانب الشيء والبحث المتكرر والفحص ومسح شامل ، لكي يعطيك حقائق وبأن هذا الشيء فيه ضرر ، وبطبيعة الحال الشيء المحرم وجب الالتزام به لما فيه مصلحة للجميع فالمقصد منه الحماية ، عكس الذي يحرّم بدون علم بل يحرّم من موقع سلطة ، إذا حرّم في هذا الجزء لا علاقة له بالتحريم أو المحرمات وبما أنّ هذا الجزء له علاقة بالبحث والإبداع والرؤى المحكمة فــــ آلذَّكَرَيْنِ بغض الطرف عن الجنس ، العارف والمبدع في عمله ذو الخواص التّامة والموجه إلى جهة ما يأخذ من(الأُنثَــيَــيْـنِ) كل مبدع اخترع شيء له امتداد زماني فــــالأُنثَــيَــيْـنِ هو العالم و المخترع.

نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ الحجة والبيان، والدليل و البرهان ، والنتائج على أرض الواقع هي مصداق الأمور فالصدق هو وضع الأشياء والأمور في إطار واضح المعالم من أجل المواجهة ، فالعلوم التي فيها مضرة وتستعمل لغايات شيطانية لا علاقة لها بالصدق بل يجب مجابهتها و فضحها وكشف أصحابها ونواياهم ووضعهم في إطار واضح المعالم .

Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

No Comments

About