هذا الجزء من سورة الإسراء وما يليه لا علاقة له بما
توصل له أصحاب الإعجاز القرآني وتنبؤهم بزوال " دولة إسرائيل" وان
بني اسرائيل عاثوا في أرض فلسطين فسادا وعلوا، فالمرة الأولى في عهد البابليين
فأرسل الله عليهم فئة أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ ( البابليين) ذو جرأة و شجاعة والمرة
الثانية ستعاد الكرة وسيكونون هذه المرة حركة حماس" هم جند الله يحقق بهم
إرادته ويقطع بهم دابر أعدائه، وقد جعل الله لهم سلطانا مبينا وأتاهم بأسا شديدا
" حسب ما توصل له إسماعيل هنية وبقية الشيوخ والدكاترة والذين يقولون عموما
أنهم الفلسطينيون . وعجبي من هذا الكلام والذي يعكس ضحالة في التفكير وعجز في الانجاز
نابع من أشخاص متخلفون كفرة / كفوا عن الرؤية مهمتهم التخدير وجمع المال.
بَنِي إِسْرَائِيلَ بناء معرفي لكل من ألّــــف مسار
ثابت ورؤية محكمة لنسج حركة جديدة. فبني إسرائيل لا يقصد به سلالة أو طائفة تنتمي
لشخص اسمه إسرائيل ، فإسرائيل هو كل علم سرى في عبده ، في أي إنسان، به تسمو روحه
( المعرفة والإرادة
) فكل شخص مخول أن يسرى به طالما سعى إلى الإسراء، وهو سير
فيه خفاء من أجل كشف رؤية / سر بمعنى مسيرة لاكتشاف أشياء غائبة و مجهولة عنّا و
هي مرحلة نقدم عليها من أجل البحث والتفتيش من أجل القبض على سّر وعادة هذه العملية
تطبق أثناء اللّيل مرحلة ظلمة العقل والمصير، مرحلة البحث عن الحقيقة وعند معرفتنا
لها نخرج من ظلمة الليل إلى نور المعرفة وهذه العملية تتطلب (وَقَضَيْنَا) قرار
قوي من أجل الإنشاء عن طريق (الْكِتَابِ) والذي هو عبارة عن آلية تأليف عمل لبناء
قوة تحكم منفتحة على كل الاحتمالات من أجل البيان و (لَتُفْسِدُنَّ ) للتفريق
والفصل وذلك للتمييز في وجهة العمل لتسوية مطلوب ما له تأثير عبر الزمان ، كل هذه
الخطوات و المراحل التي فيها (الْأَرْضِ) رضا /قناعة (مَرَّتَيْنِ
) تحمل رؤية محكمة متكاثفة لبناء قوة جديدة من أجل الإنشاء والتوليد .
الفساد آلية بها نفرق ونفصل للتمييز في وجهة العمل وذلك
لتسوية مطلوب ما له تأثير عبر الزمان هذا عموما والفساد ضد الإصلاح والذي يفسد هو
بالنهاية من الخاسرين.
حسب معجم أكسفورد الإنكليزي الفساد بأنه انحراف أو تدمير
النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة». وقد يعنى الفساد:
التلف إذا ارتبط المعنى بسلعة ما وهو لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الحياة.
ويصبح الفساد بمفهومه العام هو التغير من الحالة المثالية إلى حالة دون الحالة
المثالية.
هل كان موسى من المفسدين ؟بمعنى يسفك الدماء ويدفع الرشاوى
ويخرّب ويسبي النساء ويدمّر في مملكة فرعون ؟موسى يدعوا إلى الصلاح وإخراج الناس
من حالة الرضا ، من القناعة التي تسيطر عليهم والتي هم عليها فهو يدعوهم إلى
التحرر من حكم فرعون الاستعبادي وفي هذه الحالة فهو فعلا من المفسدين .
وَقَالَ ٱلْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ
مُوسَىٰ وَقَوْمَهُۥ لِيُفْسِدُواْ فِى ٱلْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَ ۚ
قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْىِۦ نِسَآءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ
قَٰهِرُونَ 127 الأعراف
إذا موسى وقومه وهي فئة تمتاز بخواص معيارية مرجعية
بيدها القرار للفصل و التمكين، حملوا على عاتقهم مهمة الفصل والتفريق و الإيضاح
ووضع المسائل والأمور في محلّها وكشف زيفها كلّه من أجل تسوية وخلق عمل له تأثير ،
تغيير أوضاع ما نتيجتها في النهاية مصلحة عامة.
إذا الفساد ليس بالضرورة كما هو متعارف نوع من التخريب،
بل الفساد عمل يمكن توجيهه / استغلاله في الخير أو الشّر.
فكما فهم التراثيين وحتى المعاصرين لفظ وَدَمَّرْنَا
هدمنا / خرّبنا علما ليس كذلك فـــدمّرنا تفيد دفع وفق خطة معلومة لإتمام العمل من
أجل رؤية محكمة فلو كان دمّرنا تفيد خرّبنا فأكيد المستضعفين سيرثون الدّمار والخرّاب
فالجزء 137 من سورة الأعراف فالذين كانوا مستضعفين ورثوا علما به انتقلوا إلى
مرحلة جديدة أرقى من سابقتها واسم السورة لها دلالات.
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا
يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا
ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا
يَعْرِشُونَ ﴿137 الأعراف﴾
Subscribe by Email
Follow Updates Articles from This Blog via Email
No Comments