شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

الثلاثاء، 16 يناير 2024

thumbnail

وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً...

 



وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) النمل

هذا الجزء من سورة النمل لها علاقة بالصناعة والتي هي غير الخلق،فالصناعة هي مسائل غير مادية ، غير محسوسة عكس الخلق والذي هو مادي ، فقد بدأ هذا الجزء بـــ وَتَرَى والتي تفيد الرؤية الذهنية ، لأنها عملية تحكم ذهني للشيء لتخرج منه ما تريد بعد إحكام الرؤية وهذا الفعل مقصور على أجل محدد وهذا الشيء هي الجبال والتي هي عبارة عن تراكم للأفكار و تلاحمها وما الجبال التي نشاهدها إلا مكونات صغيرة تلاحمت وتجمعت نتيجة ضغوط وحرارة معيّنة حتى كونت لنا كتل ضخمة من الحجار ، هذه الجبال / الأفكار تمّ تحديدها والإحاطة بها بالاعتماد على حساب ضمن مسار ثابت من أجل البيان لتكون دليلا له فعّالية ممتدة من أجل الاحتواء وربط الرأي بشكل نهائي بعد تحكم وإحكام الرؤية.

نعود إلى صنع الله، فصنع الله قلت غير خلق الله لأن الخلق هو عملية لحم و توصيل من أجل إخراج شيء له آثار قوية ، فعملية الخلق تتم من قطع موجودة / أجزاء يتم تركيبها ووصلها مع بعضها فنتحصل على مخلوق أما صُنْعَ هو إنشاء عمل بعد صيد المعلومة تعيننا على الوضوح وتمييز الأضداد ، وهذا لا يتم إلا عن طريق معرفتنا / إلمامنا بالمسارات والتي من خلالها نسخّر ما توصلنا إليه لفائدتنا فالأفكار تصنع والمؤامرات تصنع والأخبار تصنع بعدة طرق ووسائل لعدة غايات.

نستنتج أن الموضوع لا علاقة له بيوم القيامة أو بالإعجاز العلمي بأن الأرض تتحرك بما عليها بسرعة، بما فيها الجبال بل الموضوع له علاقة بصناعة الأفكار والنتيجة خلق للعديد من المنتوجات المادية ، وهذه الأخيرة يمكن أن تكون نافعة أو ضارة ، والأشياء الضارة والتي يروج أصحابها بأنّها نافعة ، لها من يتصدون لها ويكشفون زيفها نتيجة المعرفة والخبرة ، فالخبير هو كل من له القدرة على إخراج الأشياء المبطنة و إظهارها .

اسم السورة له مدلول لما ذهبت إليه ، فـــــ ٱلنَّمۡل صفة لكل كائن ذو مرجعية مميّزة له آليات و القدرة على الإنشاء .

Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

No Comments

About