طاقة لها القدرة على تطويق الفعل ودفعه في اتجاه ما
بعيدا عن المركز وتشعبه وانتشاره و تلازمه في البعد الزمني المستمر وهذه الطاقة
متعددة وكثيرة (الألف و النون في آخر اللّفظ) إذا الشيطان كتلة من الطاقة يتمتع
بها أي مخلوق بما فيها الإنسان وهذا المخلوق له المقدرة على السيطرة والتحكم في
الشيء من أجل إخراج / خلق عمل ما. هذا عموما
الشياطين يحفظها الله ﴿ وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن
يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَكُنَّا لَهُمْ
حَافِظِينَ (82)
﴾الانبياء
و هي مسخّرة لنا كما تمّ تسخيرها لسليمان ( فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجۡرِي
بِأَمۡرِهِۦ رُخَآءً حَيۡثُ أَصَابَ (36) وَٱلشَّيَٰطِينَ كُلَّ بَنَّآءٖ
وَغَوَّاصٖ (37)ص
والمتدبّر للفظ الشيطان سيصل أنّه لصيق بالإنسان بل هو
الإنسان بحد ذاته فهو في داخلنا وموجود بيننا ويتفاعل مع الناس ويؤثر فيهم، فهو
ليس بكائن غير مرئي
.
معشر الإنس تجد فيه شياطين الإنس كذلك معشر الجن تجد فيه
شياطين الجن وهؤلاء يتّحدون مع بعضهم ضد كل شخص متميّز ، مصلح ، أتى بأشياء كانت
غائبة وأظهرها للناس ولم يحتكرها لنفسه أو للمجموعة التي ينتمي إليها ، بل يعمل
لصالح المجتمع وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ
الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا
ۚ112 الإنعام فشياطين الإنس و الجن يعملون ويساعدون بعضهم البعض ويحتكرون المعلومة
من أجل السّيطرة
.
الجن ، هو كل شخص العالم والعارف باختصاصه و أبدع فيه
أما الجانّ هي صفة لكل شخص يعيش حالة جمود حيث يكون عمله على حاله متوقف غير قادر
على الإنشاء والتكوين.
الإنس هل هو الإنسان؟ ولماذا لفظ الإنس مقترن دائما
بالجن ؟ لأن الإنس صفة لكل شخص أنشأ و أبدع عملا تمّ السيطرة عليه لتسوية مطالب فالإنس
شخص له القدرات على الإنشاء و الإبداع مثله مثل الجنّ غير أن هذا الأخير أي الجن
يفوق الإنس ويتميّز عنه من ناحية التفوق العلمي بمعنى آخر الجن من صفوة العلماء
والخبراء والإنس والجن في اتصال واحتكاك مع بعضهم يتبادلون الآراء و الخبرات من
أجل ذلك نجد الخطاب الموجه لهم ضمن لفظ "معشر" وهو ذلك الشيء المميّز
والذي يتمتع بخواص تعينه على التشعب و العلو لأجل إحكام الرؤية، فهاتين الصفتين (
الإنس و الجن ) وجودهما يكملان بعضهما البعض ، فهم كالعشيرة يتعاشرون ضمن حيّز
واحد
.
أما الإنسان فهو صفة لشخص عادي ليس لديه القدرة على
الإنشاء والإبداع في أي مجال ( الألف المانعة) فهو عاطفي انفعالي لا يحتكم إلى
العقل في صراع مع نفسه ولا يخرج بنتيجة ايجابية ، عجول .
فالإنس و الجن وما يتميّزون به من قدرات في الإبداع و
الخلق والتفاني والإتقان في العمل ونتيجة ما توصلوا إليه سخّروه في خدمة الإنسان /
المجتمع والبيئة التي يعيشون فيها ، فهم شياطين لأنهم خرجوا / شطنوا عن الصفات
العادية للإنسان هنا في هذه الحالة هم شياطين خير يحفظهم الله أما عكس ذلك فهم
شياطين الشّر وهؤلاء حذّرنا الله منهم ، فالذي يستعمل معارفه وعلومه وقدراته
المادية في إيذاء الناس والمحيط فهو شيطان رجيم.
كذلك جسدنا وما يحتويه من خلايا ، فإن شطنت / خرجت خلية
عن مسارها فهي شيطان ، فالتشوهات والسرطانات ما هي إلا شياطين كذلك المذنبات
والكويكبات والكواكب إن خرجت عن مدارها يطلق على هذه الحركة شيطان .
عموما لفظ الشيطان صفة لأي مخلوق خرج / شطن عن الحالة
الطبيعية.
Subscribe by Email
Follow Updates Articles from This Blog via Email
No Comments