الخيل : طريقة نخرج بها ما هو مبطّن من أجل نسج عمل له امتداد زماني ،
فالخيل هو الخيال و الخيال لا يقصد به الوهم لأن الوهم هو السبب في أن يصبح صاحبه
أسير شيطانه فعن طريق الخيل نضع ونصطنبط العلوم و المقارنات لكي نتخلص من أغلال
الأوهام . فالخيال هو مفتاح أساسي للإبداع.
البغال : وسيلة بها نغيب العمل من أجل غايات منفتح على كل الاحتمالات
فالبغال هي نوع من الحواجز و الأغلال .
الحمير: حركة مميزة بخواص معيارية ومتكررة بشكل منظم تحمل رؤية محكمة
تستبطن المحاذير، فالحمير حقائق غيّرت المحتوى نتيجة رؤية ثاقبة .
وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ
وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿8 النحل﴾
الخيل أو الخيال هي مرحلة من مرحلة الإبداع فبالخيال والتصّورات نحوّل
الغير ممكن إلى ممكن فكل الأنهار التي تجري من تحتنا هي نتيجة الخيل ، كل فترة نرى
التقدم في العلوم وما ينتج عنها من أشياء حسّية تساعدنا في حياتنا ، نفكك القديم
ونطوره ونتخلى عن طرق ووسائل غير مريحة وغير مجدية وهذا ما أمرنا الله به
وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ...
(60 الأنفال) فهذا الجزء من
سورة الأنفال ليست دعوة للحرب والاستعداد لها بــ" الخيــــول" وإنما
دعوة للعلم و المعرفة والتفوق على من يعادون الله ويشركون به وأن بالمعرفة والعلم
تتطور الشعوب فالذين يعادون الله ويشركون به ، السبب شياطينهم وبخيالهم الوهمي
الذي تمّ تركيبه وفبركته وأصبح حقيقة راسخة ما هو في الحقيقة إلا أوهام تمّ
ترسيخها سواء منذ القدم أو في زمننا الحاضر فالخرافات / الأوهام منافية للعقل وللتغلب
على ذلك هناك طريقة وحيدة وهي البحث والمعرفة والتخلص من الكثير من العقد ، فكم
أمة أو دولة من حولنا متطورة في جميع المجالات وهي لا تملك من القوة -
العسكرية أو حتى الثروات - ولا شيء ، ولكنها تفرض نفسها بالعلم لأنها
استثمرت في العقل .
ثم تأت مرحلة البغال وهي مرحلة تغذية الفكرة والتي هي بالأساس فكرة نابعة
من خيال حيث هذه الفكرة الغامضة / المبطنة والتي تبدو مغلولة ومقيدة لن نستفيد
منها ولن تجدي نفعا ، بل بالمتابعة والسهر عليها وتغذيتها لكي تنمو وبالتالي يصبح
لها محتوى لتتحصل على ولادة جديدة .في الكثير من الأحيان يحصل انقطاع عن العمل و
البحث عن الفكرة ، هكذا يبدو غير ان الحقيقة الباحث فكره لا زال يدور ويفتش عن
الحلول سواء أكان هذا الباحث في فترة قيلولة أو على شاطئ البحر أو في أي مكان وفي
أي وضعية ، ففكره لازال مرتبط بالفكرة والتي يجب أن ينجزها.
من فكرة نابعة من الخيال / الخيل إلى فكرة غامضة ومقيّدة / بغل تم تغذيتها
وإحيائها واحتوائها / حمير فأصبحت ناضجة وصالحة للاستعمال / زينة بعد مرورها
بسلسلة من الأعمال. فالحمير كما قلت هي حقائق غيّرت المحتوى نتيجة رؤية ثابتة
.
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ
الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴿19 لقمان﴾ كما هو معلوم أي مبدع وأي مجدد في أي
ميدان سيجد صوته منكرا ، لن يقبل فكره وسوف ينكروه ولكن مع مرور الوقت سيكون صوته
مسموع لأن ما توصل له هو الحق .
خلاصة القول هذا الجزء من سورة النحل والتي لها دلالات ، وسآتي على ذكرها ،
ليس كما ذهب إليه ما يطلق على أنفسهم أصحاب الاعجاز العلمي في القرءان أن هذه
الآية جمعت الخيل و البغال و الحمير على أساس علمي ، فالثلاثة من عائلة واحدة وهي
" العائلة الخيلية" وهذه الحيوانات عاشبة وتستعمل قوئمها الأربعة...
كذلك قالوا ، لما ذكر الله هذه المخلوقات الثلاثة وقال " ويخلق ما لا تعلمون
" للدلالة على أن هناك مخلوقات لا يعرفها العرب المخاطبون بالقرآن في مكة وفي
جزيرة العرب ، وهناك مركوبات ستأتي في المستقبل مثل السيارات والطائرات والقطارات
، فلا شك أن هذه الآية فيها دلالات وهذا من الإعجاز العلمي هكذا يقولون وهو في
الحقيقة وهم وخزعبلات نابعة من عقلية خرافية ، علما أن أول سيارة دخلت السعودية
كان سنة 1915 وكانت ردود فعل سكان المدينة ، جدة والرياض استهجان وعدم تقبل هذا
الشيء والذين قالوا عنه من عمل الشيطان بل لم يتجرأ الناس عن لمسها ونفس الشيء
بالنسبة للدراجة ، حتى أنّه وقع انقسام بين شيوخ الدين بين مؤيد و رافض
.
أعود إلى اسم السورة والتي قلت عنها فيها دلالات فالنحل آلية بها ننشأ
ونبدع بعد تلاحم ووصل الأشياء مع بعضها للوصول إلى الحقائق كذلك بإمكاننا قراءتها
بالشكل التالي ن+حل أي حركة متولدة من حركة سابقة من أجل الوصول إلى حل
.
Subscribe by Email
Follow Updates Articles from This Blog via Email
No Comments