شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

الأربعاء، 31 مايو 2023

thumbnail

بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ

 



تمّ ذكر بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ في سورتي الحج 28 و 43 والمائدة 1 غير أنّ كلّ المفسرين حديثهم و قديمهم يصرّون أنّها الإبل والبقر والغنم وهناك بعض من يتّبع منهج معاني الألفاظ في القرءان يؤكدون أن بهيمة الأنعام هي ما تنبت الأرض إلى جانب الكائنات البحرية وهي حلال ماعدا الدولفين والحوت والفقمة وكل ثدييات البحر فهي حرام أكلها كذلك دواب الأرض ويعزون ذلك أنّ لها غريزة الأمومة .عموما بهيمة الأنعام لا علاقة لها بالاستهلاك الآدمي.

بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ لها علاقة بالحج الحقيقي حج المعرفة و العلم المدعوم بالحجج والأدلة الدامغة وليس حج التراثيين حج كلّه حجر في حجر ويختتم بمجزرة ، بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ هي تلك العلوم والقوانين المبهمة التي تشمل كل النعم.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ۚ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ

وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۗ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ﴿1 المائدة﴾ بهيمة الأنعام لها علاقة بالعقود وهي قرارات قوية غايتها التمييز والتوضيح واستعمالها كدليل بعد بذل جهد من أجل تأليف ووصل العناصر في ما بينها بحيث يحدث تأثيرا في الواقع وهذا العمل هو مدخل أو جزء من موضوع البحث لأنه ما زال غامضا ومبهم فصيد المعلومة والبحث عنها تبقى محرمة علينا لأنه إذا خضنا فيها بدون منهج علمي كانت وبالا علينا وهذا الحذر مردّه الغموض، يحتاج إلى دراسة كل جوانبه وكل الاحتمالات من أجل فك الإحرام عنه.

لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ

الْفَقِيرَ﴿28 الحج ﴾ الأكل هنا هو أكل معنوي وهو عمل ناتج عن تكتل أشياء مع ما يشبهها ، الغاية نسج عمل جديد يكون مرغوب فيه والأكل له قواعد و أسس علمية / الكيل الصحيح ، به نصل إلى الحج والدليل تشهره ليستفاد به / تعمل به إحسانا للفئات أو لعموم النّاس التي لا تستطيع أن تجد حاجياتها الضرورية والذين تمّ تفريقهم و قطع الإمداد عنهم ، ومن يمارسون سياسة التفقير/( التفريق ) فهم إخوان الشياطين .

وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ

الْمُخْبِتِينَ ﴿34 الحج﴾

رغم الاختلاف بين الأمم في وجهات النظر غير أنّه مطلوب منها عدم الكتمان و احتكار المعلومة ، المطلوب عمل الخير لما فيه مصلحة للجميع ،وهذا الهدف بدوره يولد التنافس الشريف وحافز بين هذه الأمم للغوص وكشف ما خفي عنّا من علوم ، وهذه العلوم المختلفة والمتشعبة والمبهمة لها مناسك / طرق وأماكن لفك الإحرام عنها .

Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

No Comments

About