وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصۡبِرَ عَلَىٰ
طَعَامٖ وَٰحِدٖ فَٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُخۡرِجۡ لَنَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ
مِنۢ بَقۡلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَاۖ قَالَ
أَتَسۡتَبۡدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدۡنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيۡرٌۚ ٱهۡبِطُواْ
مِصۡرٗا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلۡتُمۡۗ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ
وَٱلۡمَسۡكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ
يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ
ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ (61)البقرة
فمن يستعمل البقل والقثاء و الفوم والعدس والبصل وهي طرق
ووسائط ، من يستعملها في المعصية ، والإصرار على ذلك تكون نتيجته غضب من الله
بمعنى تغييب كل الوسائل المؤدية لأسباب الرحمة.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو هذا الطعام الواحد
و الذي لا يستطيعون أن يصبروا عليه؟ هو الضرب بعصا موسى الحجر بمعنى أعطاهم منهج من
خلاله تتضح الرؤية ( الضَرب) فيحصلون على الحجة القوية ، ما تحجر من معلومات (
الحَجَرَ) اختاروا الأدنى والأدنى لا يقصد به الشيء " التافه" ، الأدنى
هو الأقل مرتبة والمتعب والمكلف مما هو موجود بمعنى هو جيّد ولكن هناك أو يتواجد
مما هو أحسن منه وفيه حلول نهائية بأقل جهد وبأقل وقت لجميع المسائل العالقة
والمبهمة (بِٱلَّذِي هُوَ خَيۡرٌۚ ) لأن الهبوط هو عمل تمّ إنهاءه فعليا يحمل في
طياته طاقة من أجل البيان وهذا العمل لا يتم إلا بالمرور عبر بذل مجهود / الطاقات
الخمس(بَقۡلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَاۖ ) والإصرار
من أجل الوصول بذلك العمل في نفس المكان (مصرا) فــــ ٱهۡبِطُواْ مِصۡرٗا
أن تكونوا متأهبين و مستعدين لأي عمل والإصرار على ذلك يتطلب التزود بعدة طاقات ،
وإتباع هذا المنهج هو في حدّ ذاته تغييب كل الوسائل المؤدية لأسباب الرحمة ( بِغَضَبٖ ) لأنّه
تمّ تقييد العمل وحصره باتجاه معيّن ( ٱلذِّلَّةُ ) وتمّ تكتّله مع ما يشبهه من
أجل الوقاية وربطه بشكل نهائي (وَٱلۡمَسۡكَنَةُ ) والنتيجة الكف عن الرؤية ، عن
عدم التطور على المستوى المعرفي والعملي ( الكفر) وقتلهم / إرهاق ومعاندة النبيين
بدون حقائق واضحة المعالم .
ما هي الرسالة من وراء ذلك و كيف " نفهم "
هذا الجزء من هذه السورة ؟ أي عمل مهما كان نوعه لديه أدوات /طرق لإنجازه نختار
منها الأسهل والأقل جهدا وفي نفس الوقت ذو نتائج مضمونة نأخذ مثلا قطاع البناء ففي
بلد ما نجد مقاولين يتّبعون طرق عصرية في عملهم غير أن هناك بعض الأشخاص في هذه
الشركة سواء في الإدارة أو على أرض الميدان ( مراقبي العمال ومهندسين) لا يريدون
هذه السياسة في إدارة شركة المقاولات بل يرون أن هناك طرق أفضل - حسب اعتقادهم- أفضل
من الطريقة المتبّعة حاليا فيدخلون في جدال رغم أن الرئيس المدير العام والبعض من
الشركاء وبالحجة و الأدلة بيّن لهم أن الطريقة المتّبعة حاليا هي الأنفع والأحسن
من وجهة نظر الشق الآخر والمصّر على إتباع طريقته غير أن النتيجة تقهقر وانخفاض
مردودية هذه الشركة على مستوى السوق العقاري والنتيجة انخفاض المرابيح أو الإفلاس
، كذلك على مستوى الدول والسياسة المتّبعة في تسييرها وحتى على مستوى الأسرة.
Subscribe by Email
Follow Updates Articles from This Blog via Email
No Comments