شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

thumbnail

الصيد

 


في كل سنة مع بداية فصل الخريف يبدأ موسم القتل، قتل الحيوانات و الطيور، ويطلقون على ذلك موسم الصيد وجعلوا له نوادي وجمعيات تهتم بشؤون هذا الحدث وبإشراف أجهزة الدولة وحين تسألهم لماذا تصطادون ؟ هل من أجل الأكل ؟ لأنكم جوعا ؟ الإجابة تكون لا ، بل يقولون لك إن الصيد رياضة، طيب !! ولكن هل القتل رياضة ؟ هذا اسمه إجرام في حقي وحق غيري و الطبيعة وتوازنها ، ألا تعلم أن هذه الحيوانات وهذه الطيور بدأت بالانقراض طبعا من دون أن نتحدث عن الضباع والذئاب التي انقرضت ، تريد أن تمارس الرياضة ، هناك رياضة اسمها الجري ، تريد أن تمارس رياضة الرمي مارسها ولكن أطلق النار على علب فارغة ،!!! ماذا يكون جوابه الهروب إلى الأمام ويستشهد لك بآيات ويقول إن الصيد حلال والله أمرنا بذلك !!! أقول له الله لا يأمر بالقتل والذي تمارسونه اسمه إجرام ، فاحشة .

أحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) المائدة

طبعا هذا الجزء من سورة المائدة لا يقصد به، صيد السمك / الحوت وأن أكله حلال ونحن حُرُمْ، وأن الفائدة في إباحته هو انتفاعنا وانتفاع من يرافقنا و يسيرون معنا، المهم دعونا من الكتب الصفراء وأصحابها ، هذا الجزء له علاقة بالحج /الحجج و التبحر في العلوم المختلفة للوصول إلى النتائج المرجوة التي فيها منفعة.

فالصيد هو تصرف له استمرارية بنسبة مقدرة ودفعه إلى أقصى حد ،فكما هو معلوم كل نتيجة هو محصّلة لعملنا و لجهدنا صيدنا /تصرفاتنا التي عملتها أيدينا ، واليد ليست مختصرة على العضو بل يتعدى ليشمل المال ، العلم والأفراد التي نتعامل معها والتي يمكن التحكم فيها لأنها تحت تصرفنا ، أما المسائل التي لازالت غامضة ومبهمة تبقى محرمة علينا وإذا خضنا فيها بدون علم كانت وبالا علينا( وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ) فــــ صَيْدُ الْبَرِّ ليس بصيد الغزلان و الأرانب... لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٞ 92 آل عمران فالبّر هو الأشياء المخفية ، الغائبة عن أذهاننا ، غير مألوفة ( لاحظ الكسرة المخفية تحت حرف الباء) أما البّر ( الفتحة فوق الباء ) حركة متكررة تحمل في طياتها الحذر من أجل الوصول إلى رؤية محكمة وهذا الحذر مردّه الغموض، يحتاج إلى دراسة كل جوانبه وكل الاحتمالات من أجل فك الإحرام عنه ثم يتّم إشهار معالمه .

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ 94 المائدة﴾

الابتلاء كما ذكرت في إحدى المنشورات بأنه عمل يؤديه شخص ما في مجال ما يُبلي فيه البلاء الحسن واللازم.. فيؤدّيه على أحسن وجه فيتحقق شرط الاستخلاف ، فالذي يحسن ويتقن وظيفته ويطورها ويؤديها على أحسن وجه تكون المحصلة منفعة خاصة وعامة للناس ، فالابتلاء ليس الحزن و الأذى والسوء والهموم .فكل عمل مكتمل بعد دراسته دراسة دقيقة ، تمّ إتقانه يحمل رؤية محكمة من أجل الإحاطة والمعرفة في النهاية له محصلة يجب كشفها وإظهار نتائجها وتأثيرها على الناس بخاصة إذا تمّ استخدامها في الضرر.

فصيد المعلومة الصحيحة من حقل المعرفة، والإصرار عليها متبعا في ذلك المنهج العلمي الحق أو الامتناع عن ذلك وإتباع الهوى.

Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

No Comments

About