شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

الاثنين، 22 أغسطس 2022

thumbnail

السيّارة

 


السياّرة ، سيروا، الإسراء، سيرتها ، نسيّر ،السّير ألفاظ وردت في أجزاء من سور القران وكلّها لها قريبا نفس المدلول والتي تفيد حركة / عمل متكرر ضمن مسار مهيمن عليه لتحقيق مطلوب ما وقد ورد لفظ السيّارة في سورة يوسف مرتان ومرة واحدة في سورة المائدة

أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) المائدة

طبعا هذا الجزء من سورة المائدة لا يقصد به، صيد السمك / الحوت وأن أكله حلال ونحن حُرُمْ، وأن الفائدة في إباحته هو انتفاعنا وانتفاع من يرافقنا و يسيرون معنا، المهم دعونا من الكتب الصفراء وأصحابها ، هذا الجزء له علاقة بالحج /الحجج و التبحر في العلوم المختلفة للوصول إلى النتائج المرجوة التي فيها منفعة.

فالصيد هو تصرف له استمرارية بنسبة مقدرة ودفعه إلى أقصى حد ، فكل نتائج أعمالنا هي نتيجة صيدنا /تصرفاتنا التي عملتها أيدينا والتي يمكن التحكم فيها /تحت تصرفنا ، أما المسائل التي لازالت غامضة ومبهمة تبقى محرمة علينا وإذا خضنا فيها بدون علم كانت وبالا علينا( وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ) فــــ صَيْدُ الْبَرِّ ليس بصيد الغزلان و الأرانب... لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٞ 92 آل عمران فالبّر هو الأشياء المخفية ، الغائبة عن أذهاننا ، غير مألوفة ( لاحظ الكسرة المخفية تحت حرف الباء) أما البّر ( الفتحة فوق الباء ) حركة متكررة تحمل في طياتها الحذر من أجل الوصول إلى رؤية محكمة وهذا الحذر مردّه الغموض، يحتاج إلى دراسة كل جوانبه وكل الاحتمالات من أجل فك الإحرام عنه ثم يتّم إشهار معالمه .

فالصّيد من حق وحق كل شخص له القدرة على التصدي ( ص) لكل معلومة بدون حجج وبالتالي فهي محرمة حتى تتضح حقيقتها ونزع الإحرام عنها. وينطبق مصطلح الصيد على الحيوانات والتي حرّمها الله لفترة معيّنة من أجل التكاثر وعدم اندثارها وبالتالي الحفاظ على هذه الثروة التي فيها مصلحة للجميع، و الصيد عموما هو ما تناله أيدينا.

نعود إلى وَلِلسَّيَّارَةِ : كل شخص / مجموعة يسيرون ضمن مسار مسيطر عليه في سبيل تحقيق مطلوب ما ، لكشف سّر ففي سورة يوسف هؤلاء " السيّارة" عبارة عن مجموعة من الأشخاص مهنتهم البحث والتفتيش عن أشياء متجمعة يمكن الاستفادة منها في أماكن معيّنة وهذه الأشياء تكون عادة مخفية ، وبتعبير القران هي غَيَابَتِ الْجُبِّ حيث فيه يتم جمع أشياء من أجل تغييبها وإخفاء معالمها وهذا التغييب بنسبة ممتد زمنيا يمكن أن يستمر أو لا ، إذا نحن أمام مكان، فيه يتم إلقاء الأشياء التي لا قيمة لها / قديمة أو غير صالحة للاستعمال وهذا المكان يأتونه أشخاص / شخص من أجل البحث فيه وإخوة يوسف يعلمون ذلك وقد تفاجؤوا بوجود غلام عندما أرسلوا واردهم /دليلهم والذي لديه خبرة في التمييز من أجل كشف ما غاب عنهم فهو يميّز بين الأشياء الصالحة التي يمكن الاستفادة منها من الغير الصالحة وكانت المفاجئة غلام فأصبح في قبضتهم وحولوه إلى بضاعة وتمّ بيعه بِثَمَنٍ بَخْسٍ والبخس وسيلة / طريقة بها نخرج الطالب عن مساره و إخماد رغبته لكي لا تتحقق مطالبه. فقد تخلصوا منه تحت ضغوط إما من طرف الشاري أو خوفا أن ينتشر الخبر إلى مسامع أهله علما أن هؤلاء السيارة مهنتهم ليست بيع الرقيق بل بيع أشياء مستعملة.

السيّارة موجودون في مختلف المجتمعات وفي جميع الاختصاصات ( الأثاث، قطع غيار السيارات، أجهزة الكمبيوتر، البلاستيك، الخردة بأنواعها...)

Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

No Comments

About