آدم: أدم: أمر تنفيذي ممتد زمنيا
لتأليف إنشائي وجودي من تعامدٍ بين حركتي الزّمان والمكان ذو اندفاع قصديّ
الدّلالة بالحركة لأبعد مدى ليحل محل أمر سابق ، وقد جاءت ألف المد ( آ ) للدلالة
على أن هناك فترة طويلة ممتدة عبر الزمان . فآدم ما هو إلا جنس بشري تطور عن أجناس
بشرية أخرى نتيجة الخلط ، وهذه العملية / التطور أخذت زمنا طويلا بعد التسوية و
التعديل ، فآدم هو النسخة الأخيرة بعد نفخة الروح فيه ( المعرفة ، الإرادة) وآدم
ما نطلق عنه الإنسان العاقل
.
إذا آدم ليس بشخص وإنما سلالة بشرية إنسية (عاقلة) تطورت عبر مراحل زمنية
طويلة تعرضت لعملية خلط (أدم) بين أعراق أخرى. ولابد من الإشارة الى أن لفظة الجنة
والسكن فيها والأكل منها في الكتاب لا يقصد بها ذلك البستان وإنما هي مجموعة من
العلاقات الاجتماعية في ما بين هذه السلالة ( المأدومين ) يدخل فيها التزاوج (
العلاقات الحميمية)، وهي علاقات نتائجها مضمونة وتفرز جيل خالي من العيوب ( الصفات
الجنّية النارية) فهنا تكون العلاقات
منطقية وفيها رغد العيش والاستثناءات فيها قليلة جدا ولكن إذا أراد آدم البحث خارج
الجنة ، من سلالات/أعراق أخرى فعليه الانتباه ولابد أن يختار الشريك الذي يناسبه
لذلك قال تعالى فَكُلَا فالتزاوج من خارج الجنة متاح لكن يجب الانتباه لأن في تلك
السلالات يوجد فيها أجناس ذات صفات نارية كامنة ، ونتيجة الاختيار غير مضمونة بعكس
الجنة الأولى. إذا ما المقصود بالشجرة
في الكتاب؟
وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ. فعملية
القرب تعبّر عن حالة من الانسجام والألفة والتودد (العلاقة الحميمية) نقول قرب
الزوج زوجته، أما إذا قلنا اقترب الزوج من زوجته فهذا لا تؤدي مفهوم"
الجنس" بل تؤدي إلى التقرب مكانيا.
ونلاحظ في سور المصحف أن مشتقات لفظ قَرُبَ تعطي معاني معنوية أي ذاتية أكثر
منها مادية مثل التقرب من الله، ذوي القربى، التقرب من مال اليتيم، التقرب من
الفواحش.... كلّها معنوية وليست مكانية مادية قال تعالى:
- ﴿ تِلْكَ حُدُودُ
اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ﴾البقرة187 هل يعني أن الله شيء مادي و له حدود ؟...!
- ﴿ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ ﴾النساء 43
الصلاة ليست شيء مادي
- ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا
الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ﴾الانعام 151
وهناك العديد من الآيات التي تبيّن أن عملية القرب هي معنوية وليست مادية
محسوسة.
إذا القرب من الشيء هو الإحساس به داخليا ووجود ملابسة بين جوهر الشيئين إلى
جانب القرب الزماني والمكاني والنفسي والظرفي، فهو معنى واسع.
ثانيا جاءت الآية بصيغة النهي من التقرب وليس الأكل مخافة الوقوع في الظلم،
فقط مجرد التقرب.
ثالثا لماذا النهي عما هو متاح مادامت هي شجرة مثمرة. أي النهي عن التقرب من
الشجرة وليس ثمارها؟ والمعروف وكما قالوا إن النهي جاء عن الأكل من ثمار الشجرة.
فالشجرة هي تعبير عن صفات وراثية تمت السيطرة عليها في جنة آدم وهي ذات صفات
متقاربة تتيح الانسجام رغم وجود بعض الأفراد مما يحملون صفات وراثية سيئة من تلك
الشجرة فكلما تمّ الابتعاد عن هؤلاء كلما قويت الصفات الجيدة، والجنة هي تلك
الصفات الوراثية المبلسة والتي يمكن لها أن تظهر بكامل قوتها لذلك قلنا أن الجنّة
هي أشياء / صفات مخفية يمكن أن تظهر بقوة (الخروج والبروز) نتيجة مسببات . أما إذا
تمّ الخروج من هذه الجنة والبحث خارجها (سلالة أخرى) فلابد لك أن تتحرى أكثر لأن
الصفات السيئة هي الغالبة وبالتالي انتقالها إليك عبر التناسل ويتّم تخريب ما تمّ
بناءه منذ آلاف السنين (عزل الصفات السيئة).
اذن آدم و زوجه وليست حواء كما يقولون يعيشان في منطقة حيث السكن و الأكل
وعلاقات مبنية على الانسجام تربط بعض المجموعات من المأدومين ، غير أنهم اقتربوا و
تعرفوا على سلالة قديمة من البشر وهي الشجرة المنهي عنها ، هنا بدأ جانب الفضول
بالظهور وذلك للتعرف على هذه السلالة والاقتراب والاحتكاك بها عن طريق التزاوج وهي
ما عبّرت عنها بعض أجزاء سور المصحف بالأكل ، وهذه المسألة أخذت وقت بين أخذ ورد و
تفكير حتى تحولت إلى وسوسة وهذا قبل الاحتكاك بهذه السلالة ثم جرت الوسوسة بعد
الاقتراب منها والاحتكاك بها ( عملية التناسل ) فظهرت أجيال جديد فيها صفات عنيفة
، هنا بدأ الندم بسب الخروج عن الضوابط ( الشطن)
.
﴿ فَدَلَّاهُمَا
بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا
يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ
أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ
لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾22 الأعراف. فلفظ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ جاءت لتدل بعد
أكل آدم من الشجرة. ظهور عورتهما وتغطيتها بأوراق الجنة كما يروى أنهما أخذا ورق
الشجرة الموجودة في الجنة وغطيا بها عورتهما والمسألة ليست كذلك ولفهمها لابد لنا
من المثال التالي: شخص يريد ان يتزوج من فتاة من عائلة معينة هو ليس به عيوب ولكن
في عائلته الوالد أو الوالدة أو الأخ به عيب (مرض نفسي، تشوه خلقي، منغولي ...)
هذه الصفات الوراثية ستنتقل للأجيال الجديدة الأبن أو الحفيد أو فتاة تنتمي الى عائلة
يغلب عليها طابع الإجرام والعنف فشجرة العائلة بها هذه الصفات. فآدم هذا الجنس
الإنسي الجديد الناتج عن عمليات الخلط، قد تمّ تنحية الصفات العنيفة والسيطرة
عليها ( بلسها) غير أن التزاوج بسلالة خارج المأدومين والتي مازالت في طور النمو و
التطور نتج عنه جيل فيه صفات العنف بسبب انتقال هذه الصفات الوراثية الى الأجيال
اللاحقة التي تنتمي الى آدم وهذا ما عبّر عنه المصحف في بعض أجزاء السور بالهبوط
وظهور الصفات السيئة (سَوْآتُهُمَا ) ﴿وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن
وَرَقِ الْجَنَّةِ ﴾ أي استمرت عملية التناسل والتزاوج وليس كما قال المفسرون أنهم
بعد الأكل من الشجرة ظهرت عورتهما و غطّياها بورق الجنة.
﴿ وَلَقَدْ
عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴾(115)
طه. إذا جنس آدم اختلط بهذه الأعراق والتي مازالت في طور البناء والسيطرة على
صفاتها السيئة وبلسها وكانت النتائج سيئة بسبب اختيار آدم (الإرادة، المعرفة) وهي
ما عبّر عنها القرآن بنفخة الرّوح، فهذا الاختيار والتزاوج من الشجرة المنهية عنها
كانت نتائجها ذرية مختلطة الصفات مع بروز الصفات السيئة.
فالهبوط في النص القرآني ليس كما فسروه هو الهبوط من فوق إلى تحت ، بمعنى من
الجنّة الموجودة في السماء الى الأرض ، وإنما هو انتقال من حال الى حال آخر أو من
هيئة إلى هيئة أخرى كما حدث مع قوم موسى ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ
نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ
الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ
أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا
فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ
وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ
بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا
عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ البقرة:61.
﴿ قَالَ اهْبِطَا
مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ
مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ﴾123 طه
الخطاب هنا مثنى وموجه لجنس، جميعا أي مجموعات وليس فردين آدم وحواء، بعضكم
لبعض عدو هنا جاء التبعيض ليدل أن المجموعة تحتوي على أكثر من اثنين من الأفراد
وليس آدم وحواء كما فهموا، أعداء لبعضهم بعضا، أي أن هناك أكثر من مجموعة.
حواء لم تذكر المصحف بل اسم أقحم في التفاسير وتبنّاه المفسرين وما انجر عنه
من قصة الخلق ككل، كما أثبتت الدراسات العلمية الحديثة (الرياضيات) أنه من
المستحيل أن يتكون هذا العدد من سكان الأرض من شخصين فلابد أن تكون هناك جذور
وسلالات مختلفة التي باستطاعتها ان تنتج هذا الرقم.
نحن ، الإنسان العاقل ( آدم) والمنتشرين حول هذا الكوكب حمضه النووي يشبه
الحمض النووي للنياندرتال بنسبة 99.7%
حيث حدث اختلاط جيني بين النياندرتال والإنسان العاقل قبل 150 ألف عام.
نصيحتي إلى من يريد أن يتزوج أو تتزوج ابتعدوا عن الأقارب لأنه و كما هو معلوم
زواج الأقارب يورث 82 مرضاً، مثل الإجهاض المتكرر، الإعاقات المتعددة، مرض
الحويصلات المتعددة بالكلية، مرض الثلاسيميا، مرض زيادة الحديد بالدم، مرض ضمور
عضلات الوجه والكتفين، مرض الأورام المتعددة بالقولون، وزن المواليد يكون أقل من
زيجات غير الأقارب، وغيرها من الأمراض.
Subscribe by Email
Follow Updates Articles from This Blog via Email
No Comments