لوط: كل من يوصل ويربط لنسج حركة جديدة وذلك
للتمكين و الضم وطيّها في اتجاه ما بعيدا عن المركز، وهذا ما فعله لوط بالضبط فقد قام
بوصل الأفكار وضمّ أجزائها ووصلها مع بعضها من أجل الالتحام ولصقها بقوّة فلوط كان
له موقف مع أهل قريته التي لا تقبل الرأي الآخر، القرية
التي تمثل دكتاتورية القرار والرأي الأحادي ، القرية التي طغى عليها الفحش وهي حقائق
خرجت / انفصلت عن الطبيعي وشاعت فقد جاءهم
بأفكار ورؤى تبعدهم عن الشرك "قال هؤلاء
بناتي إن كنتم فاعلين..." الحجر 71 غير أنهم أصرّوا وتعنّتوا
لذا فقد غادر / تطهّر من الأمور التي طافت
و مضت في اتجاه معين..
قوم لوط يأتون الذكران من العالمين وليس من
الناس، والإتيان له علاقة بالإرادة والطلب، قوم لوط يتشبثون وبإرادتهم بأفكار
وأذكار علمائهم الغابرين ولا يرضون عنها بدلا ، أفكار ومفاهيم يسيطرون بها على
الناس ، لا يرضون التجديد ، لأن في التجديد ضياع مصالحهم النفعية الضيّقة ، يتركون
كل مبادرة فيها منفعة عامة تساعد المجتمع
على التطور ، بل يضعون العراقيل أمامهم بل
وصل الأمر بإخراجهم من القرية فكل فكرة
نابعة من أزواجهم والزوج هو شبيهك سواء على المستوى الثقافي ، العلمي ، الفكري ،
الاجتماعي ... الخ كان يتّم كتم صوته بطرق
مختلفة أو الطرد وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ
لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ فقوم لوط يرون
في أنفسهم الصفوة في فكرهم ، و الحقيقة هم عبّاد التراث فأفكارهم وبهذه الطريقة لا
نفع منها . إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ
النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ماذا يعني ذلك ؟ هل يعني ذلك ما ذهب
له " الذين يفكّرون بنصفهم السفلي ؟ " وهل هذه دعوة من لوط إلى نوع جديد
من الفاحشة ؟ قلت في العديد من المناشير أن الرجال ( ذكور و إناث فيزيولجيا) من
لديهم القوامة على المستوى الفكري / الإداري أو المالي أو الاثنين معا .قوم لوط لا
يريدون التخلي عما ورثوه سواء مادي أو
معنوي بل يتحالفون مع بعضهم ويشكلون" لوبيات" تهيمن على المجتمع ولا
يفتحون المجال للنساء ( ذكور و إناث
فيزيولجيا) الأقل مرتبة منهم من الإبداع والمضي قدما خوفا على مصالحهم ، فقد وقفوا
ضد القوانين الإلهية ، وهذا هو الطبيعي ، فالإنسانية دائما تمضي وتتقدم نحو الأمام
، فالنساء بجهدهم سيحملون المشعل من الرجال
ويحلون محلهم وفي يوم ما سيعطون هذا المشعل للجيل اللاحق وهكذا ، هذا هو
قانون التطور والتقدم ، قوم لوط كسّروا هذه القاعدة وهذا نوع من الإسراف لأن
الإسراف هو وضع الأشياء في غير محلّها .قوم لوط يريدون طي المراحل لبلوغ ما
يشتهون ، مرحلة الرجال من دون جهد وعمل
وواقعنا يؤكد ذلك ، لوبيات وعصابات وعائلات تورث لأبنائها وأقاربها مناصب لا يستحقونها و هم في الحقيقة
ليسوا أهلا لها .
النبي لوط يؤكد في كل مرّة على هذه البدعة ، على
هذا العمل الشنيع والذي لم يفعله أي أحد من العالمين ( العارفين ، علماء ) وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ
لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ )
العنكبوث 28 واسم السورة لها مدلول ، الدوران في حلقات مفرغة واحدة تلوى الأخرى وهذه "كبوة"
حقيقية...ثم الانطلاق في عملية
المعاينة والكب من جديد دون أن تنتفع أو تنفع غيرك ، فالعنكبوت تقضي معظم عمرها
سجينة شبكتها .
فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا
امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ْ الأعراف 83
وإِنَّ
لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ
(134) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135) الصافات
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ
وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ...التحريم
10
هناك قاعدة أساسية ، سور المصحف لم
تتطرق لا من بعيد أو من قريب ولا بالإشارة إلى الحياة الشخصية للأنبياء و الرسل
ومن يقول ذلك فهو من" حزب الشيطان
" ، العجوز هي صفة لنفس عجزت عن التعلم والفهم عن استيعاب الحديث الذي فيه منفعة عامة وتشبثت
بالموروث فأصابتها الغيرة و الحسد ، فهي
إمرأت ( بالتاء المفتوحة ) والتي تفيد كل نفس تؤلف و تأمر الرؤى بانفتاح ويمكن
لهذا الأمر أن يُطاع أو لا يُطاع فهو مفتوح على احتمالين فكانت( التاء) مفتوحة عكس
امرأة من تَأمر وتؤلف وتربط الرأي
وتُوثِّقه بشكل نهائي. فالمرأة / النفس ترى
النفع الحقيقي لأنها نفس موثوقة .
قوم لوط هم أصحاب الفيل ، أصحاب الرأي الضعيف الذي
لا يتحلى بالحكمة والرشاد ( الرأي الفائل) ،
الرأي الثقيل أصحاب العنعنة ، قوم لوط بأفكارهم و تصرفاتهم يضللون الناس يضللون
عقولهم ، في هذا الوضع ظهر لوط الذي آمن لإبراهيم و منهجه وأفكاره ( المرسلين ) وواصل
سلوك طريقته ، وكان مؤمنا أنه سيصّل إلى الحقائق هو ومن آل إليه ، فقد هجروا بيت
العنكبوت ، الذي بناه الآباء الضالون . وتمسكوا
بالمنهج العلمي التجريبي البرهاني وواصلوا المنهج الابراهيمي وعدم التسليم لمناهج الشرك الأبائي ، لأن المنهج
الإبراهيمي هو الضمانة الأكيدة.
فمن يقول أن قوم لوط تعرضوا إلى زلزال أو إلى
ثورة بركان ورافق ذلك صيحة عظيمة ومطر بحجارة من سجيل فهو
على خطأ ، ولا علاقة له بالتدبّر وما نعيشه
حاليا ، وهو التشريع والقوانين التي سنّت في بعض الدول تبيح مثل هكذا أعمال (
المثلية الجنسية) كـــ هولندا، النرويج،
السويد ، الدنمارك، البرتغال، المكسيك، آيسلندا، الأرجنتين، الأورغواي، نيوزيلندا،
البرازيل، فرنسا ، بريطانيا، لوكسمبورغ، الولايات المتحدة، ايرلندا، كولومبيا،
ألمانيا، مالطا، استراليا، النمسا، تايوان ،إسبانيا ،الإكوادور، بلجيكيا، كندا و
جنوب إفريقيا.
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يغضب عليهم الله
ويدمرهم كما دمّر قوم لوط ؟ سواء بزلزال أو ثورة بركان أو أي كارثة طبيعية أخرى.
Subscribe by Email
Follow Updates Articles from This Blog via Email
No Comments