يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ
إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ
وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ
جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ
أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا
مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ
مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ
لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)
المائدة
هذا الجزء من سورة المائدة إحدى
الحجج الدامغة ضد كل من يقول " أن الصلاة الحركية والتي لها أوقات معيّنة
تقام فيها لا وجود لها أو بالأحرى لم يأمرنا الله بإقامتها " وقد أطلق عليها
"علماء الغمة" بآية الوضوء ، ولكن سأطرح سؤال لأن هناك خلل في الفهم ،
مصطلح الوضوء من أين تمّ الإتيان به ؟ كذلك كيف نفهم وامسحوا برؤوسكم وليس رؤوسكم علما أن الرأس هو ذاك العضو الذي
نحمله بين كتفينا ، كيف تتم عملية المسح به ؟
وكذلك بأرجلكم ؟ وهل جنبا تعني الإصابة بالجنابة علما أن جنبا و مشتقاتها وردت في الكثير من
أجزاء سور المصحف لا تفيد " الجنابة" والكثير من الأسئلة في ما يخص هذا
الجزء من سورة المائدة فإذا تدبّرناها كما أمرنا الله سنصل إلى نتيجة مغايرة تماما
لما هو سائد في مجتمعنا وما يروّج له علماء الغمة بمختلف شيعها .
الخطاب موجه لفئة معيّنة وليس
لكل الناس وكذلك ليس للمسلمين بل للذين آمنوا ، وهي الفئة التي تشارك في إعمار
الأرض ، فئة آمنت بالقوانين الإلهية / الطبيعية
سميها ما شئت يطبقونها و يتّبعونها من أجل بناء الإنسان، بناء الجنّة ، فالمؤمن هو مصدر الأمان ولا علاقة للإيمان
بما روجته كتب التراث وخطباء المنابر وتمّ حصره في الذين آمنوا بخاتم النبيين محمد
.
فأي باحث في أي ميدان سواء كان
فكري أو مادي لكي يقيم الحجة و البيان ، عليه أن يصلي فبالصلاة نحقق العديد من
الأشياء فعن طريقها نحقق أهدافنا المنشودة وفي جميع الشؤون الحياتية، فالصلاة هي
طريقة / آلية بها نوصل الأشياء / الأعمال لكي نتمكن من الترابط والتآلف فالصلاة هي "وضع ضوابط
ومقاييس معيّنة وذلك لتحديد مسار شيء أو أمر ما للوصول إلى غاية أو هدف
معيّن" ففي هذا الجزء من سورة المائدة لكي نقيم الصلاة
-وهي واحدة من العديد من الصلوات- لها
علاقة بمسائل عظيمة ومهمة ، لهذا لا بد
لها من مراحل :
غسل الوجه: هو إتباع طريقة
لدراسة أي موضوع منكب عليه من زوايا أخرى وبالتالي توجهك يجب أن لا يكون عادي بل
الواجب هو إيجاد طريقة جديدة / منهج جديد
وتستغني عن القديم الذي لا يقدّم شيئا بل يؤخرنا
الأيدي إلى المرافق : اليد هي
وسيلة / آلية لتنفيذ الإرادة ، واليد ليست محصورة في عضو بل تتعدى لتشمل المال ،
القوانين ، المؤيدات ، السلطة ... أما المرافق هي مكملات / أدوات معرفية مرافقة تعينك على البحث أو العمل
الذي توجهت إليه وكلّه بأساليب جديدة ( الغسل)
وربما يتبادر للبعض مصطلح " غسيل الأموال" ولا يخفى علينا كيف
تتم تلك العملية.
وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى
الكعبين : مسح الشيء أي دراسته من كل الجوانب فلا يترك صغيرة و لا كبيرة إلا و مرّ عليها والمسح يمكن
أن يكون بآلة أو بالعين المجردة ، وما المسيح عيسى ابن مريم إلا طبيب يقدم خدمات
ويشفي المرضى ، فهو يعاين ويفحص
المريض بكل دقة لكي يصل إلى النتيجة المرجوة فهو عبارة عن سكانير
والمسح هنا يتم عن طريق الرأس
، والمقصود به عن طريق أدوات رئيسية تستعمل في عمليات البحث والتقصي من أجل الوصول إلى
المعرفة فبالمسح تنجلي لنا الرؤية إلى أقصى حد ممكن .
أما الأرجل إلى الكعبين: هي كل
رؤية جلية تجول في الفكر متكتلة مع ما يشبهها فبمسحها ومعاينتها يمكننا أن نستعين
بها من أجل معرفة العمل بمعرفة ضده وبالتالي ينبثق من مكمنه.
لا تمارس نشاطك / عملك و أنت في
حالة تعب وإرهاق نفسي أو بالاعتماد على أفكار وطرق قديمة من أجل الوصول إلى نتيجة
جديدة وهذا نوع من الغباء لأن هذا سيؤثر على مردودية العمل وبالتالي النتائج
المرجوة وهذا هو مفهوم وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا لذا وجب الطهارة /
التخلص من هذه الحالة ، من أي تلوث فكري يمنعك من التفكير و البحث .
حالة المرض وهي حالة سكون وتردد نتيجة ضغط ، وهي حالة
ضرورية يمر بها كل شخص باحث عن البرهان الشافي ، فهي مرحلة / جزء من البحث و
التقصي لأن الباحث دخل ضمن الفكرة غير أنّه لم يجد السبيل للخروج بنتيجة مرضية .
والمرض عموما هي حالة اضطرارية يمر به كل شخص قد تدوم أو تقصر.
حالة السفر هي حالة عدم الاستقرار ، الأخذ والرد
والتحرك ضمن وضع معيّن
الغائط وهي أن الفكرة مغطاة، مخفية بعيدة عن مركز
الفكرة التي تريد أن تحققها
لامستم النساء تفيد أن هذا العمل أو البحث لمست منه
أنّه معروف متأخر ليس فيه جديد عن الفكرة التي تريد الوصول إليها .
إذا ما الحل ؟ الجواب هو التيمم أي إتمام العمل عن
طريق المسح ، عن طريق المزيد من البحث و
التقصي وتقليب الموضوع من كل جوانبه
مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ
عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ
عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
فالحجج التي أوصلتك إلى الرؤية
المحكمة لتكون دليل والتي تمّ ردّها عليك وقلّبت عليك رؤيتك وبالتالي قلبوا لك
الأمور، فترى بسبب ذلك الحق باطلا غير أن
الحقيقة والتي لا يدركها الكثيرين هي بالأساس طهارة من أي فكر ملوث غير صالح
فالنتيجة هي رؤية أخرجتنا من الشك ( الشكر) وهذه نعمة من نعم الله .
هذا الجزء من سورة المائدة، هي
نصيحة و منهج يتّبعه كل شخص في أي ميدان به تتطور الشعوب وتخرج من ظلمات الجهل إلى
نور المعرفة . وليست وضوء وغسل بعض أعضاء الجسم سواء بالماء أو التمسح بحجر ثم تذهب بعدها للقيام ببعض الحركات ، فهل
نفعتنا هذه الحركات؟ طبعا لا .
Subscribe by Email
Follow Updates Articles from This Blog via Email
No Comments