شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

الخميس، 24 مارس 2022

thumbnail

الخـــــمر

 

 



 

وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ﴿15 محمد﴾

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ 219 البقرة﴾

إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ 90 المائدة﴾

إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ 91 المائدة﴾

قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا 36 يوسف﴾

يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا 41 يوسف﴾

 

الخمر: آلية بها نكمل العمل بعد احتوائه و السيطرة عليه، وذلك من أجل اتخاذ قرارات ترتقي بك وتنشي لك رؤية محكمة.

الميسر: عمل تمّ احتواءه متكرر باستمرار حسب واقع الناس ومتحكم فيه لتحقيق أهداف مستقبلية إذا فالميسر هو كل عمل مصدره ميسر، صاحبه لم يبذل عناء وجهد للحصول عليه ، كل ما فعله التواكل و التحايل والاعتماد على ما نعبر عنه بــــ" الحظ"

العصر / المصعرات / أعصر كلها من عصر وهو معاينة فيها تفاعل وتصميم من أجل رؤية محكمة وواضحة فالعصر هي حركة فصل الأشياء عن بعضها لإخراج شيء وما المطر إلا ماء معصور من بطون السحاب الثقال ( المعصرات) كذلك كلمة عصير هو نتاج لعملية فصل / عصر السائل الموجود في الحمضيات وغيرها من الغلال الحاوية له.

الجزء 36 من سورة يوسف كيف نفهم   أَعْصِرُ خَمْرًا  المقصود به – وكما ذهبوا - أي أعصر عنبا . هل الخمر يعصر ، فعندهم تحول الخمر عنبا  وتبريرهم لذلك أن أهل  عُمَان يسمون العنب خمرا !!!  

أَعْصِرُ خَمْرًا فصل /عزل العمل المنجز وهو حصيلة مجهود بعد معاينة من أجل اتخاذ موقف على ضوئه يصبح لك رؤية واضحة .

سقى عمل فيه سيرورة نحو المستقبل بتدبر ولهدف معلوم ، فالذي سيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا هو سيسوق له وعي وبيان لتنشئ له رؤية حكيمة. 

الأنصاب: عمل مستمر تمّ إنشائه من عمل سابق فيه إبداع وترابط و تراص منبثق من مكمنه بقوة بعيدا عن المركز . الاستحواذ على جهد الآخرين في أي ميدان من الميادين والانتفاع به بدون وجه حق كالوصول إلى منصب ما هو ليس أهل له بل أعلى من قدراته، والنصاب يستعمل هذه الطريقة.

زّلم :كل عنصر بارز يضم / لام لعناصر التوازن ، فالأزلام هي فئة بارزة لمجموعة ما ( مذهب ، حزب، قوم ...) تعتبر مرجعية لهم من أجل الحفاظ على توازنهم وهذا الحفاظ يعتبر مؤقت .

 

رجس : رأي/سلوك  جامد ومتكرر متحكم فيه سائر على أصل أو حال واحد لتحقيق أهداف مستقبلية وهو عمل من أعمال الشيطان يتكرر من جيل إلى جيل فالتمسك بالعادات و التقاليد  وعقائد التي لا تساهم في التقدم والتطور بل تخدم فئات معيّنة وتقاتل بتثبيته وهذا من طبيعتهم فالفئة المتعصبة / اليهودية هي بالأساس فئة – وهم كثر- منغلقة وتغلق كل باب يوصلك إلى المعرفة والتحرر من عبودية العقائد الشيطانية رأي السلف الضالين هؤلاء يرفضون ويضيق صدرهم  من كل دعوة تجديد / الحجج غير أن "حجتهم" المحافظة على الثوابت وفي الحقيقة ما هو إلا رجس  صادر من شياطين لكي يتحكموا فيهم بآرائهم الفاسدة

البغضاء : آلية ضغط  بها نلزم الطرف الآخر بفعل أمر ما  وهذا نوع من البغي الضاغط على النفس المقابلة بحيث تنفذ أمر ما وهي مكرهة والبغضاء نوعان بحق و بغير حق . فإبراهيم ومن معه والذين اعتزلوا وتبرؤوا مما يعبد قومهم وبغوا لهم الطريق الصحيح وقدّموا لهم الحجج والبراهين الثابتة وهي براهين ملزمة ومدركة لتدحض بغضائهم الشركية (الجزء 4 من سورة الممتحنة ) والبغضاء مرتبطة بالعداوة وهذه الأخيرة ما نعبّر عنه بالجانب النظري أما البغضاء تمثل الجانب العملي .

الإثم :عمل بطيء ومتريث في مساره يتصف بالسكون فالآثم أو الإثم هو التخلف على جميع المستويات والذي لا يتقي الله فهو متخلف عكس المصلي ، فالمجتمعات المتطورة وكذلك التي تسعى نحو التطور هي مجتمعات تقيم الصلاة ، و هناك من يقول أن الإثم من المحرمات وهذا غير صحيح لأن المحرمات واضحة ومبيّنة في المصحف .

إذا كيف نفهم الجزء 219 من سورة البقرة  (يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمٞ كَبِيرٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلِ ٱلۡعَفۡوَۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ )

فالخمر والميسر من عمل الشيطان يفرق بين الناس ويسبب أذى للمجتمع وللتغلب على ذلك هو الإنفاق في سبيل الله والعفو، وبالتالي نفهم الخمر، هذا المنهج السالب إلى جانب الميسر هما سبب لتأخر المجتمعات ويعيق التطور. 

نفق : عمل تمّ إنشاءه من عمل سابق له استمرارية من أجل وضعه في إطار واضح المعالم  فالإنفاق هو عمل من أجل البناء و العمران / في سبيل الله  أما المنافقون ينفقون من أجل التهديم  فالمنافقون هم الفاسدون

العفو : آلية بها تتم معاينة الشيء ، معاينة علمية والنتيجة ضم العناصر ووضعها في موضعها النهائي ( الواو في آخر اللفظ) من أجل المعرفة ، إذا العفو ليس المغفرة أو التسامح بل له علاقة بالعلم ، البحث عن حل سليم لكي نعرف كيف نتصرف ولا نكون من الجاهلين .

 

بيت القصيد ، هل الخمر  هو كما في أذهان الناس ؟ هل الخمر ذالك المشروب الكحولي والذي تمّ " تحريمه" في هذه الحياة الدنيا مجرد " رشفة " يدخل صاحبه إلى النار ومباح في الجنة حيث يوجد منه أنهار ؟ فالجنة و النار كما ذكرت أكثر من مرة في هذه الحياة الدنيا والخمر لا علاقة له بأي مشروب روحي- كحولي- نبيذ  ... بل  هو سلوك / عمل يقوم به أي شخص أو مجموعة  من أجل غاية .

Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

No Comments

About