شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

السبت، 26 فبراير 2022

thumbnail

المحرمات

 



﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾[116]النحل.

قوانين وفصول جائرة ، ظالمة  أغلبها مستمدة من المذاهب الدينية الفاسدة، تلك المذاهب العنصرية  والتّي صدّعت رؤوسنا بكم هائل من فتاوى التحريم ، فتاوى تحلل و تحرم باسم الله حسب أهواء السلطان والقادة وأصحاب المصالح الدنيوية  والكل يقول ألفاظ المصحف تؤكد ذلك والنتائج  متناقضة ولا علاقة لها بأرض الواقع ، ظلم واستغلال على جميع المستويات وفي كل الميادين، فهؤلاء يرتكبون محرّم لأنهم يكذبون على الله ، يتعدون ويعتدون على القانون الإلهي  

قبل الحديث عن المحرمات ، علينا أن نتدبّر مصطلح حرام ومشتقاته

حرام : عمل تمّ تحديده منذ البداية ودفعه إلى نهايته، وهذا العمل متكرر و مكتمل له تأثير عبر الزمان. فالحرام هو حركة تمت دراستها من جميع الجوانب من أجل هدف كقانون، وجب الالتزام به لما فيه مصلحة للجميع  وهذا القانون أزلي إلى يوم القيامة متكرر وواضح فالله وحده  يعلم ما ينفع وما يضر فلا يمكن لأي أحد غير الله أن يحرم أو يحلل .

والتحريم المقصد منه الحماية ، فمن يحرم عليك شيء هو بالأساس  يحميك منه فهو  عبارة عن  حركة متكررة ، فيه الشّدة  والحزم فمهما تغيرت الأحوال و الظروف والمبررات فلا يمكنك انتهاكه ، والتحريم عكس القوانين الوضعية والتي تتغير حسب تطور المجتمع ، وكما هو معلوم الشيء المحرّم لا نفع منه بل كلّه ضرر من بدايته حتى نهايته إذا نصل إلى نتيجة أن المحرمات تشريع إلهي لا يحق لأي شخص التدخل فيها و التلاعب بها ، وهذه المحرمات الدائمة جاءت مذكورة في المصحف واضحة  و صريحة وليس تلميحا ومفصلا لا يحتمل أي لُبس لأن الشيء المحرّم يحمل في طياته أمور خطيرة جدا  لها ضرر على المجتمع ككل .

﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾[23]النساء. قالوا في ما يخص هذا الجزء من سورة النساء:

  أن الله حرّم العلاقات " الجنسية " مع هؤلاء، ولكني سأطرح سؤال هل قبل بعثة النبي محمد خاتم النبيين كانت العلاقات الحميمية مباحة مع هذه الفئة " المحارم" ؟ أيعقل ذلك ،  فالإنسان البدائي يدرك أن هذا النوع من العلاقات محرّمة  !!! والأهبل يدرك ذلك !!!  حتى المجنون . السؤال الثاني هل هناك إشارة في هذه الآية إلى العلاقات الحميمية ؟ طبعا لا ، غير أن الجهلة ربطوها بالآية التي سبقتها ﴿ وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ وهذه لا علاقة لها بالآية موضوع البحث  كما فهموا النكاح يعني الزواج علما أن النكاح هو ضم الشيء من أجل عمل ما  أي حددت عمل ما وأخضعته من أجل هدف .

 فالنكاح   عقد كتابي أو شفوي يلزم طرفين أو أكثر وبما أن سورة النساء هي منهج لدستور من أجل إرساء العدل وكيفية تسيير شؤون هذه الحياة الدنيا  والعلاقة بين الرجال ( إناث و ذكور فيزيولوجيا) والذين بيدهم القرار والإدارة و المال إلى جانب المعرفة و النساء ( ذكورا و إناث فيزيولوجيا) الأقل مرتبة من الرجال وجب حماية حقوقهم  من بين هذه الأمور العقود والاتفاقيات والتي عن  طريقها تحفظ تلك الحقوق .

الآيات موضوع التدبّر هي عبارة عن هيكل تنظيمي في المجتمع وما يحتويه من مؤسسات بمختلف أنواعها ، فالألفاظ الواردة في هذه الآية الكريمة ليست كما في أذهان غالبية الناس إن لم أقل الكّل  بل هي صفات يمتاز بها كل شخص ( أنثى أو ذكر فيزيولوجيا)  كل حسب موقعه وما يقدّمه من منفعة للعموم ، فالله كقانون حرّم علينا التلاعب أو المساس بهذا النظام المتراص و المترابط والذي فيه ديمومة للإنسانية  .

﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾[3]المائدة.

ٱلْمَيـــْتَــةُ : الميت عكس الحي ، فالميت صفة لكل شخص مستمر على عمل واحد وبشكل نهائي ، فلا يجدد ولا يبحث وبالتالي لا حياة في الواقع ، فهو عبارة عن قبر متحرك يحتوي على نفس ميتة قال تعالى ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُور﴾ 22 فاطر. وهنا سؤال يطرح نفسه هل الرسول بعث لكي يُسْمِعْ من في القبور  المتعارف عليها ؟، فالقبور هي هذه الأجساد المتحركة والتي تحوي نفوس ميّتة والذي قال الله عنهم( وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَخۡلُقُونَ شَيۡ‍ٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ (20) أَمۡوَٰتٌ غَيۡرُ أَحۡيَآءٖۖ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ (21) إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۚ فَٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٞ وَهُم مُّسۡتَكۡبِرُونَ (22) ) النحل. أموات وهم على قيد الحياة فأسماعهم وأفئدتهم وقلوبهم معطّلة فهم تبّع لأصنامهم وشيوخهم وتجّار الدين وأسلافهم وحكّامهم الطغاة  ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُون) 170 البقرة . هؤلاء هم قبور جماعية تمشي على الأرض . فالميت لا يعمّر الأرض فحذاري أن تكون من الأموات .

الدّم : آلية بها ندفع الحركة / العمل إلى أقصى حد في اتجاه معلوم وقد جاءت الميم في آخر الكلمة للدلالة على إتمام خواص الشيء، يعني في مسار مغلق يتصف  بالديمومة مثل الدورة الدموية ، فكل عمل / حركة ليس فيها التجديد الغاية منها مضرة عامة و منفعة ضيقة فهي عبارة على نمط أحادي يقتل روح الإبداع والمعرفة و يغمرها الرتابة والملل

لحم خنزير

لحم : تلاحم و توصيل الغاية منه نسج حركة جديدة وذلك لاحتوائها بعد دفعها إلى نهايتها والميم في آخر الكلمة تفيد تمام خواص الشيء ونقول لحم الحدّاد  قطعتين من الحديد أي وصلهما مع بعضهما لتكوين قطعة واحدة  و سمي اللّحم لحما لأنّه عبارة عن كتلة من العضلات و الأنسجة والدهون مترابطة / ملحومة ضّامّة.

خنزير : خروج مبطّن للحركة وإخمادها وكبت جماحها( السيطرة عليها) في مكانها نشأت وتولدت عن حركة سابقة تمت إزاحتها بسرعة مرة واحدة من غير ان تتكرر فتنقطع آثارها ، لها استمرارية وملازمة في البعد الزمني متكررة بشكل منظّم يستبطن المحاذير. و سمي الخنزير بهذا الاسم باعتباره وعاء يحتوي على كل شيء ، فالخنزير حيوان كالش يأكل كل شيء حتى فضلاته فهو خن + زير

إذا لحم خنزير ، هي حركة / تصرف يقوم به شخص ما  أو مجموعة الغاية منه تغيير مواصفات/مكونات والنتيجة مكوّن / شيء جديد متحكم فيه نابع عن حركة سابقة تمّ محوها ، وهذه الحركة متكررة وملازمة عبر الزمن تصحبها نوع من الحذر والحيطة لكي لا تكشف ، ونجد هذا العمل في ميدان اللحوم / الأسماك / النقانق / اللحم المفروم التي يتّم بيعها على أساس أنّها طازجة وهي بالأساس فاسدة  أو نافقة بإضافة أصحابها  بعض المواد التي تزيل رائحتها الكريهة  وتغيير لونها  باستعمال الكللور او الشب والخل لتبييض لونها  أو توابل معيّنة . هذا هو المقصود بتحريم لحم الخنزير وليس لحم ذالك الحيوان الذي يربى في المزارع أو البرّي ومن يقول أن لحم الخنزير حرام فعليه مراجعة أفكاره ولا أعلم لماذا حرّمه الجهلة . 

وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ استعمال المؤهلات و المهارات من أجل الضرر العام والأمثلة بالآلاف من أبسط الأشياء إلى أكبرها وهذه تنتج المذلة وضرر للنفس

المنخنقة : مصدر لحركة متولدة من السابقة  للإنشاء والإبداع تمّ كبت جماحها في مكانها لوضعها في إطار واضح وبشكل نهائي. فكل نفس خضعت للضغط والحصار والإكراه بالتأكيد ستكون النتيجة إما البطء في التطور وبالتالي شل تفكيرها أو دفنها نهائيا وكم موهبة تمّ القضاء عليها نتيجة الخنق. فالمختنقة عموما هو ذلك المناخ الضاغط والقاتل لأي فكرة فيها فائدة للجميع.

الموقـــوذة آلية بها نقيد العمل / الحركة باتجاه معيّن وذلك تحت أملاءات معيّنة بحيث تكون النتيجة الضلال كحق حرية التفكير والتعبير وكشف زيّف ما يروجون له ، فلاتكن بيدق أو بوق دعاية لهؤلاء الضلاليين .   

المتردية: صفة لكل شخص متردد بحيث يكرر العمل ويجذبه باستمرار ، فكل إنسان يمتاز بهذه الصفة لا نفع منه بل سيبقى يدور في نفس الدائرة ولا يقدم شيئا فيه صلاح للمجتمع ، فالنفس المترددة باستمرار هي نفس بدون إرادة وبالتالي ستكون تحت رحمة غيرها وبعبارة أخرى تحت أقدام غيره وهذه هي الرداءة بحيث تنعدم الرؤية

النطيحة : حركة متولدة من حركة سابقة تمّ طيّها في اتجاه بعيدا عن المركز ( احتواء ، جذب) فالإنسان الذي يحرق المراحل سيصطدم/ ينطح بعدة حواجز ولن يصل إلى هدفه بل سيبتعد عن الهدف المنشود ويتجه إلى وجهة أخرى دون إعطاء النفس فرصة التفكير في العواقب ، فالذي لا يتبّع منهج واضح و دقيق بل يعتمد على ردة الفعل مرّة هنا و مرّة هناك ما هو في الحقيقة إلا استنزاف للطاقة لهدف غير واضح.

سبع: مسار ثابت منبثق بقوة بعيدا عن المركز للمعاينة و التمييز ، فالإنسان الذي يستخدم أساليب البيان وينتهي باستعاب ما تمّ اتضاحه هو إنسان مسيطر على ذلك الشيء. ومن هذا المنطلق سمي الأسد ، النمر، الضبع ...  سبعا لأنّه يسيطر على فريسته .

أما الأكل فلا يقصد به الأكل المادي بل المعنوي ، فالأكل هو عبارة عن حركة / عمل به تتكتل و تلتحم الأشياء كليّا ، ولكن من هو السبع في هذه الآية وما هو أكله المحرّم علينا ؟ إنّها قائمة طويلة ومتنوعة نذكر منها  الوهم و الخرافة و التراث والشعوذة والأفكار الهدّامة والعنصرية...إلخ ولكن هناك استثناء إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ ، بذكاء و فطنة و معرفة بتفعيل القدرات العقلية المتعلقة بالقدرة على التحليل وبالتالي نذلل وبشكل كاف هذه الأفكار المتكتلة والراسخة ونلعنها أي كشف زيفها وزيف أصحابها ونخرجها للعلن ، هكذا أمرنا الله بأن نلعن الكافرين و الكذّابين ونكشف حقيقتهم المزيّفة.

وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ الذبح كما هو معروف استفراغ طاقة من عنصر معين لتحقيق هدف ، مثل ما فعل فرعون ببني إسرائيل قال تعالى ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ العَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ إبراهيم:6  فالذبح هنا هو استغلال طاقتهم و جهدهم من أجل المنفعة الشخصية أو الفئوية،ولو كان الذبح بمعنى فيزيائي فما هي الاستفادة من وراء ذلك لتحول الى قتل ، والقتل هو كبح طاقة المقتول .

نصب : عمل مستمر تمّ إنشائه من عمل سابق فيه إبداع وترابط و تراص منبثق من مكمنه بقوة بعيدا عن المركز . الاستحواذ على جهد الآخرين في أي ميدان من الميادين والانتفاع به بدون وجه حق كالوصول إلى منصب ما هو ليس أهل له بل أعلى من قدراته، والنصاب يستعمل هذه الطريقة .

تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ

قسم : عمل مقصود و متحكم فيه واضح المعالم من أجل هدف معلوم ذو مسار ثابت ومكتمل بمعنى يصبح مرجعية / قس+م  :عمل تام الخواص يستعمل كمرجع للقياس . والاستقسام هو عملية خاصة الغاية منه تحقيق عمل ما وذلك بالاعتماد على مرجعية يعتمدها المجتمع كقياس.

زّلم :كل عنصر بارز يضم / لام لعناصر التوازن ، فالأزلام هي فئة بارزة لمجموعة ما ( مذهب ، حزب، قوم ...) تعتبر مرجعية لهم من أجل الحفاظ على توازنهم وهذا الحفاظ يعتبر مؤقت .

الاستقسام بالأزلام هو جعل ( كبراء القوم من قادة و شيوخ  ورهبان والآباء و الأجداد ورجال ساسة  ...) مرجعا تقاس عليهم الأمور .

فكل الذين تم ذكره من المحرمات ، هو فسق والفسق هو الخروج عن الأصل ، عن المسار الصحيح وبالتالي يؤدي إلى عواقب كارثية . فدين الحق وعلى الرغم من بروز الحقائق التي تبيّن نقائضهم في دين آبائهم والمتشبثين بها فهم مصرّين على الاستمرار و المحافظة على فسقهم لأنهم يرون في ذلك استقرار ، وهو في الحقيقة استقرار زائف .

في الجزء 23 من سورة النساء ،  قلت أن المقصود هو :    يمنع منعا باتا المساس و التلاعب بهذا الهيكل التنظيمي المترابط والمتشابك مع بعضه ، وهذا المنع / التحريم أزلي ، غير أن المشكلة وذلك لقلة تدبّر آيات الله ربطوا الآية موضوع التدبّر بالآية التي سبقتها ﴿ وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ وقالوا أن الله حرّم " العلاقات الجنسية " مع الأسماء المذكورة في الجزء 23 من سورة النساء وهذا غير صحيح ، لأن الآية تتحدث عن موضوع آخر ، فيها نصيحة ثمينة ، فيها خير للجميع وجب تطبيقها على جميع المستويات وفي جميع الميادين ، ماذا يعني ﴿ وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ... سأضرب مثلا لتصل الفكرة ، مصنع فيه العديد من العمّال كل حسب اختصاصه ، غير أن هناك بعض المطالب من طرف العمّال لتحسين أوضاعهم ويطالبون بها ،  إدارة هذا المصنع تمّ تغييرها وأصبح هناك مجلس إدارة جديد ، فعلى الإدارة الجديدة مراجعة ظروف عمل العمّال ومراجعة عقودهم وحلّ مشاكلهم وتغيير ظروف عملهم    كالزيادة في الرواتب والمنح ...  إلخ وبالتالي لا يجب على هذه الإدارة مواصلة تسيير ظروف العمل بالمصنع بنفس الطريقة للإدارة السابقة والذي يعتبر  نوع من الفاحشة  ولفظ السلف لا يقصد به كما ذهبوا " عفا الله عما سلف " عن ما مضى بل السلف  ما هو إلا سلوك/عمل ذو مسار ثابت من أجل نسج حركة جديدة  والبت في وجهتها. ونفهم من ذلك هو تحريض على التغيير نحو الأفضل والتجديد  وعدم الركون لما هو موروث وإلا يعتبر هذا العمل كما قلت من الفواحش، كذلك على مستوى الأنظمة الحاكمة والمسيّرة للمجتمع ، فالدول المتطورة تطورت بتغيير قوانينها  على جميع المستويات ولم تركن لما هو موروث ، دين الآباء و الأجداد .

الأب كما هو معلوم غير الوالد ،  والأب لا يقصد به أبوك الذي أنت من صلبه بل يتعدى ذلك ليشمل  الأخوال ، الأعمام ، الأجداد  كذلك يشمل  فئة من الناس لا صلة قرابة بينهم ، بل أشخاص يحملون فكر /عمل واحد تمّ بالوراثة ( منهج أو طريقة ) وقد ورد هذا المصطلح في العديد من سور المصحف للتعبير عن ذلك .

لنعد إلى موضوعنا

 الأمّ : مصدر لتوجه جميع الأفعال  إلى جهة ما وتعتبر  هي المرجعية لذلك كانت الأم هي الأصل والتي نتواصل معها ، فالأم كلّ من يؤويك . الأمّة : هي عبارة عن جماعة من الناس لها مصدر و مرجعية واحدة ينظمون تحتها أمّا إذا اختلفت مرجعياتها يحدث انشقاق لأن هذه المرجعيات تحولت إلى شيع وأحزاب وبالتالي فرقوا دينهم. الإمام ، الامّي كلّها من أمّ ولها نفس المعنى .

بنت : بنى + ت : التحكم في الشيء لتبني وتخرج منه ما تريد . فالبنات ما هي إلا محصلة لأفكار وأعمال نابعة من فئة مبدعة تتحكم في الأشياء لتنبني وتخرج منه ما تريد فبناتكم هو كل عمل ناتج  عن مجهود فكري ، ونقول هذا العمل من بنات أفكاري . ( قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ) 78 هود . والمقصود يا قوم هذه أفكاري فيها منفعة لكم و مصلحة  ومنهج  يخرجكم من بيت العنكبوت،  من كبواتكم  ويبعدكم عن الشرك الذي بناه الآباء الأولون واتركوا ما ورثتموه .

أخت:  حركة / عمل موجه لجهة ما ثابت ومتحكم فيه وهو عمل تام و تابع لغيره وهذا العمل بطبيعة الحال  هو نتاج فكرة أو مجموعة من الأفكار فالأخوات أو الإخوة ليس بالضرورة أن يكونوا من نفس الصلب فيمكن لأي شخص أن يكون له أخ أو أخت في بلد ما  بسبب تقارب وجهات النظر وتشابه الأفكار والأعمال والمبادئ التي بينهم .

العمّة :صفة لكل شخص لديه خاصية يستعان به للتمييز والتوضيح وذلك لإتمام العمل لتكميل النواقص و لربط الرأي وتُوثِّقه بشكل نهائي، فالعمّ أو العمّة لا علاقة لها بالمؤنث أو المذكر أو القرابة بل هي صفات يتمتّع بها أي إنسان نلجأ إليه ليساعدنا في إتمام عمل ما سواء بالنصيحة والتوجيه  أو بالعمل فهي صفة لذوي الاختصاص

الخال : صفة لكل شخص يمتاز بالسيطرة وترويض أي حركة أو عمل ولحمه لنسج عمل جديد له فعّالية ممتدة عبر الزمان .

الرضاعة هي  التغذية المعنوية سواء على المستوى الفكري أو العملي أو الاثنين معا نابع من مرجعية / مصدر يؤويك ، فالنبي إبراهيم أمة نتغذى من منهجه الذي يوصلنا ويهدينا إلى طريق الحق لأنّه هو المؤوى والمرجعية.

الربيب/ الرب / أرباب /يربو / ريب /ريبة / الربا  هذه الألفاظ وغيرها مثل الرايب ( الحليب المتخثر yaourt  ) ورب البندورة ( الطماطم المركّزة ) كلّها لها معنى مشترك وهو تغيير خواص الشيء  .

حجور ، الحجر : كل ذو أفكار مدمجة مخفية ( الحاء بالكسرة المخفية) جالت في الوعي بشكل منظّم وبتكرار محكم ، فكل شخص يمتاز بهذه الصفة باستطاعته التأثير وتحويل مجريات الأحداث وتحويلها إلى هدف لا نشتهيه كما فعل أصحاب الحجر  

الحلائل حركة تم تحديدها منذ بدايتها ومندفعة إلى نهايتها للحم و التوصيل من أجل نسج عمل جديدة

صلب: عمل متراص ذو فعّالية لنسج حركة جديدة منبثقة من مكمنها بعيد عن المركز

سلف : سلوك/عمل ذو مسار ثابت من أجل نسج حركة جديدة  والبت في وجهتها

دخل : عمل مدفوع لجهة معلومة و إخماده في مكانه من أجل غاية .

جناح : حركة غايتها الجمع من أجل الإنشاء تمّ تحديدها منذ بدايتها لها تأثير عبر الزمان .

وأن تجمعوا بين فكرتين أو عملين ( أختين) من أجل نسج شيء جديد والبت في وجهته.

بعد معرفتنا لألفاظ هذا الجزء من سورة النساء، يتبيّن لنا أن هذه الصفات والتي تعتبر الركيزة الأساسية لأي مجتمع أو لأي مؤسسة سواء مدنية أو أمنية بصفتها مترابطة ومتناغمة مع بعضها ومتعاونة في ما بينها من أجل الاستقرار وفي نفس الوقت التطور نحو الأفضل لما فيه خير سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي ليشمل المجتمع ككل ، هذه الصفات لا يمكن لأي شخص أو جهة  التلاعب بها أو تغييرها من أجل مصلحة  ضيقة لأن في ذلك تخريب وفساد ، فالتخلف الذي تشهده الكثير من الشعوب  هو نتيجة طبيعية للتلاعب و المس بأحد هياكل المجتمع والذي يؤثر حتميا على بقية الهياكل المتكون منها هذا المجتمع بعكس المجتمعات المتطورة ذات الهياكل التنظيمية  المتراصة و المترابطة والتي تعمل فيما بينها وفي نفس الوقت تطور نحو الأفضل. 

عليه نستنتج أننا نعيش في مجتمع غارق في المحرمات .

﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾[275]البقرة

الرِّبَا : تغيير خواص الشيء بطريقة محددة  وقد ورد لفظ الرّبا و ومشتقاته في أجزاء عديدة من سور المصحف ، يقول تعالى ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴿2 البقرة﴾ بمعنى هذا الكتاب لا يمكن تغيير بنيته و خواصه فهو متماسك و مترابط وليس كما ذهبوا " لا شكّ فيه" لأن لفظ " الشّك ورد في هذا الجزء من سورة هود مقترنة بلفظ مريب   وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴿110 هود﴾ كذلك التربية قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ﴿18 الشعراء﴾  وكما هو معلوم التربية الغاية منها تغيير بنية وتركيبة الشخص ( ايجابي أم سلبي )  وهناك ألفاظ عامية متداولة تفيد ما ذهبت إليه مثل الرايب ( الحليب المتخثر yaourt  ) ورب البندورة ( الطماطم المركّزة ) كلّها لها معنى مشترك وهو تغيير خواص  وتركيبة الشيء  .

إذا الربا ليس كما هو في أذهاننا قرض مالي بفائدة لأن لفظ قرض ذكر في هذا الجزء من سورة  الحديد  11 ﴿ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾ وفيه كذلك فائدة / مضاعفة .

الربا المحرّم هو  بيع شيء ولكن يلفه الغموض والمتعامل معه لا يعرف مصيره ، والناس التي تتعامل مع الربا تضعف أحوالها عكس المرابي الذي تزداد أرباحه وبما أن الربا يدخل في البيع والشراء غير أن الفرق بين الربّا و البيع ، هو أن  البيع واضح ومحدد وفيه رضا الطرفين  أما الشراء توقيف النشر بعد الاقتناء ، و هناك نوع آخر من الربا غير المتعارف عليه ، فشخص ما اقترض مبلغ مالي معيّن من شخص آخر وحدّد موعد إرجاعه بعد أسبوع غير أن هذا الأخير تباطأ عن عمد ويخلق الأعذار و في الحقيقة ، المبلغ الذي اقترضه يستفيد من استخدامه كلّما تأخر في ردّه وبالتالي تضاعفت أرباحه أما صاحب المال فقد ضعف ماله مع طول المدّة بسبب تزايد القدرة الشرائية .

فأخذ أموال الناس بالباطل منهي عنه وإن كان في ظاهره خير غير أنّه في الحقيقة باطل الجزء 161 النساء وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ﴿161 النساء﴾ فالذين يأكلون الربا فإنه سيفقد توازنه ويصبح أسير نفسه  الشيطانية ويصبح غير قادر على الاستقامة لأن تركيبة  نفسه امتزجت وتغيرت وفقدت نقاوتها البقرة 275 الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ والمسّ مرض نفسي يقتل صاحبه ، فالإدمان على أخذ أموال الناس من دون وجه حق لن تقوم لهم قائمة فسيبقى أسير نفسه يتخبط يدور في حلقة مفرغة ويتحول إلى عدو لنفسه

وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) الأنعام

 وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ﴿33﴾ الإسراء

هل يعني ذلك أن الله أعطانا الضوء الأخضر في تنفيذ عملية القتل لحالات معيّنة كالقصاص من القاتل أو في حالة الزنا بعد الإحصان أو( الردة عن الإسلام)  بمعنى المفارقة عن الجماعة ؟  ألا تلاحظون معي أن هذه الحالات مأخوذة من عادات وتقاليد قبلية تمّ إلصاقها بهذا الدين ( الثأر – الدية - الشرف – الخروج عن طاعة شيخ القبيلة)

 لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ۖ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70) المائدة هل لفظ يقتلون في هذا الجزء من سورة المائدة تفيد القتل الفيزيائي ؟ طبعا لا، كذلك هل هذا الحدث أو الحركة حدثت وانتهت بانتهاء / وفاة المعنيين بالأمر ؟ طبعا لا ! فالأمر مستمر و القتل مستمر و سوف يستمر ، فبنو إسرائيل / العلماء الدارسين  في مختلف الميادين على عاتقهم عدم كتمان ما توصلوا إليه ، بل عليهم البيان وإيضاحه للناس وعدم التحريف والتزوير ولاحظوا لفظ   يَقْتُلُون  تدل على الاستمرار أي أنّه فعل متواصل ،فكما هو معلوم في كل زمن و في كل مكان هناك علماء وباحثين جزء منهم يغيّر مقاصد النتائج التي توصلوا  إليها من الحق إلى الباطل متناسين العهد والذي هو فطري بنبذ الفساد ، فكم من العلوم تحولت وتمّ استعمالها في ضرر  الناس والطبيعة وكم عالم و باحث ناصح تمّ قتله وذلك بالتشكيك في نتائجه التي توصل إليها  بكل الطرق و الوسائل إما عن طريق تشويهه في المحافل العلمية و وسائل الإعلام المأجورة و محاصرته  لأنه يضرب مصالحهم الضيّقة  يقول تعالى   وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) الفرقان فالعلوم التي يتم استعمالها في فساد العباد و البلاد وتهديد الشعوب اليتيمة / الضعيفة التي لا سند لها  من أجل السيطرة عليها و استغلال ثرواتها الطبيعية بالباطل وبالغش كلّه قتل .

ما معنى إِلَّا بِالْحَقِّ ؟ علما يقول تعالى في آخر هذا الجزء من سورة الفرقان  ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ، لماذا لأن استعمال/استدعاء  وإشراك القوانين الخاصة ذات المنفعة الضيقة والفئوية مع القوانين الإلهية التي فيها مصلحة عامة فهو شرك بالله إلى جانب الغش /الزنا فهو عمل غير موزون ، فقتل النفس إلا بالحق تفيد من يسيطر ويتحكم في أي طاقة  التي بحوزته من أجل عمل مقصود ، عمل فيه خير ومنفعة ومصلحة عامة يعني بسبب وجيه و منطقي ، أما قتل النفس بغير حق فهو عمل محرم فاستعمال والتحكم في  أية طاقة بما فيها النفس البشرية في غير محلّها ، فهو حرام لأن ضرره عام  

فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)البقرة  هل يعني الانتحار ؟ !! وهل هذا العمل هو باب من أبواب التوبة ؟؟؟؟ فالنفس الجاهلة المقلّدة ،هذه الطاقة  عليها أن تفعّل اسم الله البارئ لكي تبرأ من الشرك والفساد ، فقتل النفس هي التوبة.
القتل : آلية  قبض بها نتحكم و نسيطر على الشيء الذي بقبضتنا لنخرج منه ما نريد وذلك من أجل نسج حركة / عمل جديد ، فالقتل هو عبارة عن قوة اقتفاء  به نتابع و نلاحق أي آثار لأي عمل حتى الآخر .

وقد ورد لفظ القتل في أجزاء عديد من سور المصحف لا تفيد كما في أذهاننا.

النفس : هي حركة مستمرة وليدة حركات سابقة من أجل الفصل والبت في وجهتها ّلإنشاء سلوك ذات مسار و النفس البشرية ما هي إلا  طاقة لا كتلة لها .

الحق : آلية بها نحدد بداية العمل بتدبير مقصود للتحكم والسيطرة على الشيء الذي في حوزتنا.

Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

No Comments

About