شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

الاثنين، 27 ديسمبر 2021

thumbnail

الذكر و الأنثى

 



فكما هو معلوم الظلم على هذه الأرض و التفرقة بين الأجناس سببه الإنسان و لا دخل لله في ذلك وآيات " الميراث" وكذلك أجور العمّال بما فيهم ( الإناث) خير دليل على ذلك وغيرها من الآيات والتي فهموها بعيدا عن اللسان العربي المبين ، كما أسلفت في العديد من المرات أن الله سبحانه و تعالى حين يوجه خطابه لا يفرق بين ( الأنثى و الذكر) فهو يخاطب النفس البشرية ، يخاطب صفاتنا فحين تدبّرنا للآيات التي ذكرت فيها الأنثى و الذكر لا يعني أنّهما يعبران عن التكوين الفيزيولوجي .هناك مسألة أخرى حيث يوجد فئة من الناس ما يطلق عليهم " الخنثى" والذين يحملون أعضاء تناسلية مزدوجة (الذكورة و الأنوثة) فما محلهم من الإعراب في آيات الميراث المزعومة ؟

الذكر: عمل / حركة متكتلة مع ما يشبهها ومقيدة باتجاه معيّن تحمل رؤية محكمة.فالذكر هو صاحب الإبداع والفكر والخلق ، القرآن حين تدبّرنا له بعيدا عن كل خلفية أو فكر يخرجنا من الظلمات / السكون مهما كان جنسنا ( أنثى أو ذكر ) ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) فالذِكر خاصية من خصائص القرآن . وقد جاءت كلمة الــــذِكر بالكسرة المخفية لما يحمله – القرآن- من معارف وجب التعمق فيه شيئا فشيئا ، لنكتشف ما بداخله من كنوز.

أنثى : حركة /عمل موجه إلى جهة ما يحتوي على تكوين مستمر ومتولد من حركة بطيئة سابقة ، فالأنثى صفة لكل شخص أقل إبداعا وفكرا أو لا يتميّز بهما إطلاقا .

فالذكر المقصود به في آيات المصحف كما أسلفت لا يقصد بها التكوين الفيزيولوجي بل صفات لها علاقة بالعمل والاستنباط الذهني أو العضلي ونجدها في الأنثى و الذكر بمفهومنا التقليدي . ولفهم ذلك سأضرب هذا المثل لتقريب الصورة إنسان( أنثى أو ذكر) له قدرات ذهنية ، مبدع ولكنه يعاني من إعاقة بدنية يعتبر ذكر بالنسبة لإنسان ( أنثى أو ذكر) سليم الجسم ولكن تفكيره / قدراته الذهنية عادية وهذا الأخير يعتبر أنثى بالنسبة للمعاق على المستوى التفكيري . وعموما كل إنسان له نتائج ايجابية نتيجة الجهد العضلي أو الفكري أو يتقن عمل ما أكثر من الآخرين فهو ذكر ( أنثى أو ذكر) .

ذكر مصطلح الذكر و الأنثى في العديد من الآيات وعليه وجب الوقوف على بعض الآيات لفهمها سورة آل عمران 195 ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ..) لماذا أتت هذه الآية بهذه الصيغة و لم تأت كالتالي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ... فلماذا تمّ ذكر الأنثى والذكر ؟ لأن المسألة لها علاقة بالعمل و الجهد المبذول في أي ميدان سواء عضلي أو فكري فالذكر ( الأنثى و الذكر) بدون الأنثى ( ذكر أو أنثى) لا يمكنهم الوصول إلى تعمير الأرض وبناء الجنة ، فكلاهما يكملان بعضهما بعض وتتمة الآية يؤكد ذلك... لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ

ننتقل إلى آية أخرى من سورة النحل 58 وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ

لن أدخل و أستعرض مفهوم الجهلة بخصوص هذه الآية وأنا شخصيا رزقني الله بابنتين وكم فرحت و لا زلت وهناك الكثير مثلي في هذا العالم ، وكم امرأة طلقت لأن زوجها يريد الذكر بدل الأنثى أو تزوج عليها بتعلة تعدد الزوجات وقصص مأساوية كثيرة والسبب الفهم التراثي الذي " حقّر الأنثى" المقصود هنا هو إذا بشر بخبر سيء أو نتيجة لا يتوقعها لها علاقة بعمل ما ، والأمثلة كثيرة في هذه الحياة

أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَىٰ (21) النجم ألكم الرئيسي -الذي له دور فعّال وله الثانوي / المتأخر الأقل مرتبة.

... قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا ...آل عمران 36 إمرأت عمران تعرف حق المعرفة ماذا وضعت ( فيزيولوجيا) ولكن المقصود بكلامها من ناحية الإبداع والعمل والعمران

إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا (117) النساء من هم الإناث في هذه الآية ؟ هم الذين يتخذون الدجالين من شيوخ و أصحاب نفوذ والمصالح الضيقة من دون أصحاب العقل و التدبّر والذين يسعون لإصلاح المجتمع ( الذكور= اناث و ذكور) ، هؤلاء في الحقيقة يتحالفون مع الشيطان .

عموما الذكر و الأنثى لا علاقة لهما بالتكوين الفيزيولوجي بل هي صفات لها علاقة بالدور الفعّال في المجتمع وفي جميع الميادين إلى جانب التعبير عن حالات اجتماعية .

 

Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

No Comments

About