شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

الاثنين، 27 ديسمبر 2021

thumbnail

ومضات 02




يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ..النساء 19

قلنا في تعريف الإرث في منشور سابق لا علاقة له بالأموال المنقولة أو غير المنقولة، بل له علاقة بالمعرفة والعلم و العمل والنساء ( ذكور و إناث فيزيولوجيا) هم الأقل مرتبة من الرجال ( ذكور و إناث فيزيولوجيا) من ناحية المعرفة أو العمل أو الإدارة ، فالله نهانا عن هذه الحركة / العمل والخطاب موجه للمؤمنين وليس للمشركين أو الكفّار بل لفئة مؤمنة والتي لا يجب عليها أن تستغل هذه الفئة من المجتمع نظرا لظروفها سواء المادية أو الاجتماعية ، بحيث تقبل بعض العروض وهي مكرهة والأمثلة كثيرة ، فمثلا صاحب مؤسسة ( ذكر أو أنثى) مختصة في صناعة الهواتف الجوالة ولديها اسم في السوق ولكن أقل مرتبة من شركات أخرى في نفس الاختصاص، غير أن أحد المهندسين أو المختصين في البرمجيات توصل إلى فكرة تجعل من المنتوج أكثر فعّالية وأسرع في الاستعمال من بقية المنتوج الموجود في السوق وطرح هذا الجيل أو النوع الجديد من الهواتف ووقع الإقبال عليه وهذه الإضافة ساهمت في رفع المبيعات و بالتالي الأرباح وأصبحت هذه المؤسسة ذات سمعة عالية ، هنا وجب على صاحب/ أصحاب المؤسسة والذي بيده المال و الإدارة أن يعترف بأن هذه الإضافة في المنتوج هي فكرة ذلك المهندس أو المختص وأن يكافئ ماديا و معنويا فهو من النساء ولا يحق له – أي صاحب المؤسسة – أن يغظ الطرف بتعلة أنه موظف يعمل لديه و له راتب شهري أو أن يطالب هذا المهندس بحقه كاملا سواء أخذ نسبة معينة من الأرباح أو أن يرّفع له في راتبه غير أنه يجد الإجابة سلبية و المتمثلة في تهديده بالطرد إن طالب بذلك أو اختلاق مشكلة قضائية وبالتالي تحت هذا الضغط يرضى بالعمل وهو مكره وواقع الحال يثبت ذلك فكم براءة اختراع أصحابها مجهولون تمّ شراءها بأبخس الأثمان وتمّ تسجيلها بإسم الشركة أو المؤسسة الفلانية أو الشخص الفلاني وفي جميع الميادين .

 

الإرث

ورث : عمل /حركة لها صفة مكانية لضم العناصر ووضعها في مكانها النهائي من أجل رؤية محكمة ، إذا هذا اللفظ لا علاقة له بالأموال المنقولة أو الغير منقولة لأشخاص تمّ تحديدهم من طرف شيوخ قبائل خاضعين لأعراف قبلية فأخذها أناس فوضوا أنفسهم كعلماء دين ، وقالوا هذا شرع الله.

فلفظ ورث ومشتقاته و التي وردت بسور المصحف ، له علاقة بالمعرفة و العلم والعمل .

 

فشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ﴿55 الواقعة﴾

الهيم :

الهاء: التنبيه إلى نهاية الحركة، أو إنهائها فعليا / الحمل علي.

ياء: ملازمة الحركة في البُعد الزّمنيّ المستمر.

ميم: اكتمال الحركة و في آخر الكلمة يعني تمام الخواص

عمل / أمر ما، يحمله الإنسان باستمرار ويجعله مهموما، ومن أهم الأمور هي مسألة الخلق وما بعد الحياة ولماذا خلقنا ، وهي أسئلة مشروعة ، غير أن هذه الفئة على قلوبهم أقفال لأنهم لا يتدبرون القرآن فكان الجواب في نفس السورة " الواقعة " والتي لها دلالة ، هو" الواقع " نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57)... عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ..... وهذا يذكرنا بالنبي إبراهيم وطرحه سؤال كيفية إحياء الموتى ، يريد برهان "عملي" لتوسيع دائرته المعرفية مع إيمانه "النظري" على قدرة الله في إحياء الموتى وكانت التجربة أربعة من الطير كبرهان وهو المصداق العملي للحجة ، فتبرأ من الهمّ إبرا+هيم إلى جانب قضايا أخرى التي تبرأ منها، فالنفس الإبراهيمية آمنت بالله وحده، ثم طبقت المنهج التجريبي القائم على الشك المنهجي حتى وصلت للبرهان/اليقين فاطمأنت به و"تبرأت" من الشرك والضلال.

وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ (224) أَلَمۡ تَرَ أَنَّهُمۡ فِي كُلِّ وَادٖ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمۡ يَقُولُونَ مَا لَا يَفۡعَلُونَ (226) إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱنتَصَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْۗ وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ (227)الشعراء

الشعراء ليسوا من ينظّمون الشعر ، بل كل شخص يحمل قضية ، فكرة ، مشروع سياسي ،اجتماعي ...إلخ (رجال السياسة، القادة، الزعماء، رجال الدين ومفتي البلاط...) يشعر به و يشغل باله وكلّ تفكيره من أجل تحقيقه ، غير أن معظمهم لا يفون بوعودهم حين وصولهم إلى مبتغاهم باستثناء فئة قليلة () إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ...

وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ... ، نفس يوسف مطمأنة لأنها من ملّة إبراهيم غير أنها مهمومة بالعديد من القضايا ، وهي قضايا مؤقتة واستثنائية تبحث لها عن حلول علمية ناجعة لتخرج منها مكرّمة .

 

 مفهوم الابتلاء

الابتلاء ومشتقاتها وردت 37 مرة في المصحف وهي من أكثر المفردات تناولا عند العامة و كتب الفقه والتفاسير والتاريخ وقد تمّ تفسير الابتلاء بأنه الحزن و الأذى والسوء والهموم وذهبت كتب التفاسير والفقه بأنه امتحان للنفس وبأن في الابتلاءات يتميّز الناس ويظهر كل واحد على حقيقته وأن المؤمن إذا ما ابتلاه الله فهو تعبير عن محبّته له وفي نفس الوقت يختبر صبره هكذا قال المحتالون ، ولكن هل هذا صحيح ؟.

دعونا من المعاجم وكتب الفقه في ما يخص هذا اللفظ ولنقرأه بلسان عربي مبين ( معاني الحروف المجردة) فالابتلاء هو واسطة لفتح المجال لتلاحم و توصيل لنسج حركة جديدة وذلك للتمكين و الضم.

لقد ابتلاني الله بما آتاني لأُبلي فيه بلاءً حسناً يتناسب وقدرتي.

نقول فلان أبلى بلاءً مضاعفا في عمله، مهما كان هذا العمل عضلي أو فكري وبالتالي ينطبق هذا التعريف على هذا المثال ، إذا فالابتلاء لا علاقة له كما ذهبت له كتب التفاسير والمعاجم وقد تمّ الخلط بينه وبين المصيبة لأن بنية عقلية هؤلاء مبنية على الترادف وهذا ينم عن جهل بألفاظ القرآن ومعانيها .

كذلك يمكنك أن تبتلي شخص بفعل عمل ما وذلك حسب معرفته وقدرته، بمعنى كلّفته أو وضعت على عاتقته مهمة تصليح سيارتك مثلا.

فالابتلاء غير المصيبة ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )سورة البقرة:155- 157

(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (165) الأنعام.

الخطاب موجه للناس جميعا ورفع بعضهم فوق بعض درجات في الإمكانات ، كل حسب وظيفته وعمله وقدرته وذلك حسب مجاله فالطبيب الجرّاح ليس كالمختص في التخدير وهذا ليس كالممرض والممرض ليس كالمختص في التحاليل .... رغم أنهم جميعا ينتمون إلى نفس الميدان.وقس على ذلك في جميع الميادين الأخرى ومدى تفاعلها وارتباطها مع بعضها

لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ هل تعني هنا المصائب و المحن ؟ طبعا لا أي ليوكل إليكم ويضع على عاتقكم مهمة البلاء فيما أتاكم من الأرض وكنوزها وثرواتها ..من المطر والتربة والحديد والمياه وغيرها إلى جانب المعرفة و العلم ليكون لكلٍّ منكم وظيفة وعمل يُبلي فيه البلاء اللازم.. فيؤدّيه على أحسن وجه فيتحقق شرط الاستخلاف .

أَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) الفجر. فالذي يحسن ويتقن وظيفته ويطورها ويؤديها على أحسن وجه فالمحصلة ربح مادي و معنوي ( المال واحترام وتقدير الناس له) بعكس الذي لديه موهبة في أي ميدان ولكن يهملها فلا يطورها ولا يتقنها النتيجة تكون سلبية .

إذا كيف يعتبرون أن الابتلاء شيء سلبي وفي نفس الوقت هناك تكريم وكيف نفهم الآية التالية ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) 124 البقرة . أو (وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ...) 06 النساء. هل الابتلاء هنا هو الأذى و الإساءة... !!! .

 

لِّلرِّجَالِ نَصِيبٞ مِّمَّا تَرَكَ ٱلۡوَٰلِدَانِ وَٱلۡأَقۡرَبُونَ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٞ مِّمَّا تَرَكَ ٱلۡوَٰلِدَانِ وَٱلۡأَقۡرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنۡهُ أَوۡ كَثُرَۚ نَصِيبٗا مَّفۡرُوضٗا (7)

نصيب : عمل مستمر فيه إبداع وبيان ، متولد من عمل سابق ذو حيوية وفعالية له استمرارية في البعد الزمني المستمر. وهناك من عرّف النصيب بأنه حصة الإنسان في الوصية، إذا كان كذلك فهل هذه الآية وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ 56 النحل.لها علاقة بالإرث أو الوصية كذلك الآية التالية من سورة النساء أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ44 النساء وغيرها من الآيات أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ 23 آل عمران

ترك: عمل الغاية منه جذب الحركة و ملاحقتها، فيه رؤية بشكل منظّم يستبطن المحاذير بعد كبحه و تكتله مع ما يشبه

والدان : حركة تم ضم عناصرها و دفعها إلى أقصى حد كدليل ووضعها في موضعها النهائي لها تأثير عبر الزمان والألف والنون تفيد التعددية والكثرة وليس المثنى مثل إنسان / الرحمان/ الشيطان....

الأقربون: ليس المقصود به الأقارب بل عمل فيه إنشاء وإبداع بعد دراسة وتدبر ووضعه في إطار واضح المعالم وهذا العمل له صفة مكانية .

مفروضا: مصدر لعمل الغاية منه الفصل و التفريق من أجل رؤية محكمة والإحاطة بالعمل وتوجيهه لوجهة محددة فالشخص حين يفرض عليه شيء أو يقوم بشيء ما لا يعني بالقوة أو الإكراه بل هو نوع من المسؤولية وجب الالتزام بها ، فالشيء المفروض يتسم بالحكمة ورؤية فيها صلاح ومنفعة.

الرجال(ذكور وإناث) هم مصدر العمل الذي فيه إبداع وتطور نتيجة جهد فكري ودراسة معمّقة وحسن الإدارة، له نتائج مستقبلية مؤثرة على المجتمع ، وهذا العمل أو الجهد ليس حكرا على الرجال فقط و بالتالي يعطيهم الحق في التصرف كما تهوى أنفسهم بتعلة أنهم أصحاب الفكرة أو الإدارة أو المال أو الإثنين معا ، بل بالعكس فنتيجة العمل المبذول وما توصلوا إليه لولا النساء ( ذكور وإناث) لما تحقق على أرض الواقع وبالتالي هؤلاء لهم دور فعّال رغم أنهم يأتون في مرتبة أقل من الرجال غير أنهم يمتازون بالمهارة وإتقان العمل ولهم خبرة في تسيير مهمتهم وكانت النتيجة إيجابية وفيها صلاح للمجتمع ككل .وبالتالي النساء يكمّلون عمل الرجال و العكس صحيح وهذا يقودنا إلى عدم هضم حقوق النساء على جميع المستويات ماديا أو معنويا ، غير أن واقع الحال نلاحظ عكس ذلك في أغلب دول العالم .

وَإِذَا حَضَرَ ٱلۡقِسۡمَةَ أُوْلُواْ ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينُ فَٱرۡزُقُوهُم مِّنۡهُ وَقُولُواْ لَهُمۡ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا (😎 وَلۡيَخۡشَ ٱلَّذِينَ لَوۡ تَرَكُواْ مِنۡ خَلۡفِهِمۡ ذُرِّيَّةٗ ضِعَٰفًا خَافُواْ عَلَيۡهِمۡ فَلۡيَتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡيَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدًا (9)

العمل ونتائجه المنفعية ،هو محصّلة لعمل ذو غاية وهدف واضح المعالم يحمل في طياّته رؤى محكمة وموجهة وبعد وصوله للغاية المنشودة بشكل نهائي

حضر:عمل ذو رُؤية مُحكمَة بشكل منظم محاط وموجه لجهة محدودة للتحقيق و التحقق.

القسمة : آلية بها نضع العمل في إطار واضح المعالم ضمن مسار ثابت بعد تمام خواصه وربطه بشكل نهائي (ة : تؤلف وتربط الرأي وتُوثِّقه بشكل نهائي).

القربى وردت في آيات المصحف بصيغ مختلفة ذي القربى / ذوي القربى/ذا القربى /في القربى/أولوا القربى /أولي القربى . كل التفاسير قديمها وحديثها اتفقت تقريبا القربى هم الأقارب / الأرحام ابتداء من الوالدين وصولا للأحفاد وهؤلاء لديهم نصيب في الإرث وأن هذه الآية فيها حث من الله تعالى عند قسمة المواريث ان يصلوا أرحامهم ويتماهم و مساكينهم من الوصية فان لم تكن وصية وصل لهم من الميراث شيئاً يرون به ويكسب في قلوبهم الود والمحبة.طبعا هذه المفاهيم تعبّر عن عقلية قبلية عنصرية كما قالوا أن ذي القربى هم أقرباء النبي ( آل بيته) و ربطوها بخمس الغنائم ، أو غيرها ممّا يتعلق بها الخمس ولا أدري هل للنبي أقارب وما علاقتهم بهذه المسألة علما في وقتنا الحاضر خلقوا آل بيت الرسول من أجل الاحتيال و النصب وجني الأموال .

أولوا القربى: ما هي إلا حركة /عمل به نستطيع خلق ونسج عمل جديد وذلك للتمكين وفتح آفاق الزمان ووضعه ضمن إطار واضح المعالم من جل رؤية سديدة ومحكمة.

دائما نبقى في العمل و العقود المبرمة / الاتفاقيات / المعاهدات والطريقة المتبعة في صياغتها فهذا العمل يحمل رؤية محكمة ومنظم وموجه من اجل التحقيق والتحقق ووضعه ضمن مسار ثابت بعد تمام خواصه وربطه بشكل نهائي من أجل خلق ونسج عمل جديد ووضعه في إطار واضح به يطمأن الطرف المقابل وهم اليتامى ( من لا سند لهم) والمساكين: من يعيشون حالة ثابتة / ركود بسبب ظرف ما . فالمساكين هي حالة احتواء ضمن مسار ثابت يتكرّر باستمرار حسب واقع الناس . ففي بعض الحالات لسبب من الأسباب يضعف الإنتاج فيسارع صاحب المشروع أو فريق الإدارة بتسريح او طرد بعض العمال بدون تعويض لهم أو تقوم المؤسسات المالية العالمية أو بعض الدول ذات النفوذ بابتزاز الدول الضعيفة ( اليتامى) بل الله سبحانه و تعالى أمرنا بإيجاد حلول تتسم بالحكمة و الرشاد في ضل بعض الأزمات .

الرزق: آلية تحمل رؤية محكمة بها نزيح العمل بدون تكراره ووضعه في إطار واضح المعالم والرزق لا علاقة له بالنقد أو الأكل

يخش : هل الخشية هي الخوف علما أن لفظ الخوف ذكر في نفس الآية . الخشية عمل مستمر بنسبة لإخماده وكبت جماحه في مكانه يسبب تشعبا للحركة . فكلما تعمقنا في عمل ما وسبرناه وعالجناه من كل الجوانب كلّما وجدنا الحلول المناسبة .

ذرية: عمل مقيدة باتجاه معيّن ذات رؤية محكمة متكرر باستمرار بنسبة مقدرة ( حسب واقع الناس) تربط الرأي وتُوثِّقه بشكل نهائي فالذرية لا يقصد بها الأبناء،بل طريقة عمل له غاية / منهج فذرية إبراهيم غير ذرية إبليس

ضِعَٰفًا : الإحاطة بالعمل وتوجيهه لكي لا ينحرف عن وجهته المحددة من أجل الوضوح والمعرفة بعد الفصل والتفريق لفتح أفاق الزمان و المكان أمام العمل.

الخوف: آلية بها نكبت /نخمد العمل في مكانه لوضعه في مكانه النهائي للتفريق والإفصاح.

 

﴿ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ (61) هود

﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ (32) ﴾النجم

ففي الآيات أن العملية الأولى هي الإنشاء من الأرض وذلك كقضية عامة للخلق وهي عملية تركيب معقدة ومدروسة والإنشاء هو البناء، ونحن نعلم أن عملية البناء تتطلب مخططات مدروسة وهذا هو الإنشاء مثل ما نقول منشآت صناعية هي أبنية ولكن وراءها مخططات ولها هدف معيّن وراء بناءها ...

الإنشاء عملية تركيب لمواد مركّبة ومعقدة ومدروسة ولا يعني الخلق البسيط، كما هو الحال للبيوت والطرقات والجسور التي تدخل في تركيبها مواد مختلفة ومعقدة وبحساب إلى جانب الخرائط أو المخططات سلفا. ثم هناك عملية إنشاء ثانية مشابهة للأولى وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ (النطفة والبويضة). فالإنشاء الأول تطور عام أما الإنشاء الثاني تطور خاص.

استعمار الأرض ليس كما ذهب له جلّ المفسرين بان الله عمّر الأرض بالإنسان، بل استعمار الإنسان في الأرض وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا وليس على الأرض، والاستعمار عائد على الناس وليس على الأرض بمعنى أن عملية تطوير البشر تمت بما يناسبه وليس تطوير الأرض بالبشر وإلا لقال الله وَاسْتَعْمَرِهَا بكُمْ مثل دولة تستعمر دولة أخرى ويكون مبررها تعمّير البلد أي جلب أشياء جديدة مثل الاختراعات الجديدة ونظم جديدة في شتى المجالات أي أستعمركم. فاستعمار الشيء هو البناء وتطويره.

﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) ذَٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131) وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (132) وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133) ﴾الأنعام . الخطاب هنا ليس للمؤمنين بل لمعشر الإنس والجن أجمعين، موجه لهم كلهم لكل البشر وهي إمكانية الله من باب الربوبية (ربك) تغيير أقوام بأقوام أخرى أو إفنائهم وتبديلهم بأقوام جدد (انقراض وظهور أجناس بشرية ، تعاقب الحضارات) ثم الحديث عن النشأة من ذرية قوم آخرين وتداخلها مع بعضها وانتقال الصفات الوراثية من جيل إلى آخر حيث تنتج لنا عملية التطور صفات قادرة على البقاء وأخرى تفنى (السلالات البشرية عبر الزمن) ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) ﴾العنكبوت . عملية الخلق والنشوء لها بداية إلى أن تصل إلى النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ لذا أمرنا الله أن نبحث في مسألة الخلق وقد توصل الإنسان في الوقت الحاضر بعد بحث طويل إلى أننا نحن البشر خلقنا وتطورنا من سلالات بشرية موغلة في التاريخ.

نشأة وتكون السحب هي معقدة وليست ببسيطة، فهناك العديد من العناصر والمركبات التي تدخل في هذه العملية من بحار وبخار الماء والرياح ودرجات الحرارة والذرات المتواجدة في الجو والصواعق ... لذلك عبر عنها الله في قوله

﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) ﴾الرعد. فالنشأة لا تأتي هكذا جملة واحدة بل تمرّ بمراحل كثيرة للوصول إلى نتيجة معينة مخطط لها(قوانين).

 

 

وَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تُقۡسِطُواْ فِي ٱلۡيَتَٰمَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۖ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تَعۡدِلُواْ فَوَٰحِدَةً أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَلَّا تَعُولُواْ (3)

آية مشهورة تؤكد أنّ الله سمح بالزواج والجمع بأكثر من زوجة وبالتالي هي شريعة من شرائع الله وجب تطبيقها . تسألهم لماذا يجيبونك بأجوبة كلّها لها علاقة بالجنس والعصبية الدينية / الطائفية أما الحداثيون أو المعاصرون فيقولون المقصود هو الأرملة والتي لها أيتام يتزوجها الرجل لحمايتها من الانحراف وحماية أبناءها ورعايتهم... وهل من الضروري أن يتزوجها لكي يحمي أبنائها وفي نفس الوقت لا تنحرف ، كذلك هل الفرنسية او اليابانية أو البرازيلية و غيرها ينطبق عليهن هذا الفهم الذين توصلوا إليه ؟ علما أن كلا الفريقين أجهل من الآخر .

هذه الآية لا علاقة لها بتعدد الزوجات وعقود الزواج والمهور ولا علاقة لها بيتامى النساء اللاتي تحت حجورنا وولايتنا و ملك اليمين / النساء من الرقيق والإماء غيرها من الأمور المذكورة في الكتب الصفراء .

الآية تتحدث عن إبرام العقود /اتفاقيات والخطوات المتبعة في ذلك من تدقيق ودراسة للبنود والفصول وذلك من أجل الحفاظ على حقوق الطرفين سواء أكانا فردين أو أكثر لتشمل حتى دول . سأضرب مثل شخص لديه رأس مال معيّن لإنجاز مشروع ما أو يبحث عن عمل في بلد أو في جهة لا يعرف فيها أحد ، هذا الشخص يعتبر يتيم ، سأل وبحث فوجد مؤسسة تعنى ببعث المشاريع أو وجد عملا فالجهة التي سوف يتعامل معها ستدرس ملفه من كل الجوانب ( الشهائد المتحصل عليها ، الخبرة ومدتها ، ويدخل كذلك فيها المسائل الأمنية هل لديه سوابق عدلية أم لا ....الخ) فبعد اتضاح الرؤية نتيجة الدراسة والتبيان والتي توصلت إليها الجهة المعنية بالأمر، يتم اتخاذ قرار واضح ذو هدف نتيجة عمل فيه تدبّر، بعدها تبدأ عملية كتابة العقد من أجل حفظ حقه و في نفس الوقت حق منشئ هذا العقد ، وكما هو معلوم هذا العقد يحتوي على فصول وبنود تحمل رؤية واضحة أي يجب أن تكون مفصلة وغير معقّدة ولا يوجد فيها فقرات أو بنود فيها ثغرات يستغلها الطرف الآخر ، واليتيم من النساء لأنه أقل مرتبة من الجهة التي أبرمت العقد التي سوف يعمل تحت إدارتها وأوامرها وهذا المثال وما يحمله من أعمال يمكن تطبيقه بين الشركات ، المؤسسات ، الدول والتي تبرم اتفاقيات ومعاهدات أو شراكة تجارية والعالم يشهد ذلك ولكن أغلبها أو معظمها تصب في مصلحة الدول القوية والتي تبرم عقود /اتفاقيات مع دول ضعيفة لا سند لها ، هذه العقود وا تحتويه من بنود غالبا ليس فيها مراعاة مصلحة هذه الدولة وشعبها ، وكم أيتام مستغلين من طرف مشغليهم يذّبحونهم ويأكلون حقوقهم ، فالظلم على هذه الأرض و التفرقة بين الأجناس سببه الإنسان و لا دخل لله في ذلك ، بل الله يأمرنا بالعدل و الإحسان.

إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44) يونس

إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ(النحل90)

خوف : حركة مبطنة تمّ كبت جماحها في مكانها بعد ضم عناصرها ووضعها في مكانها النهائي للفصلٌ والتفريقٌ وذلك للتمييز والبت في وجهتها. فالخوف هو عمل تم اتخاذه بعد دراسة موضوعية وليس كما هو في تصورنا وكما هو متداول فالشخص حين يقرر عدم الذهاب إلى مكان ما أو عدم القيام بعمل ما إنما اتخذ قراره بعد دراسة وتبيان.فالخوف لا يعني الجبن فعندما نقول فلان خائف لا يعني جبان و إنما تصرفه مبني على دراية بالموضوع.

قسط : عمل مدفوع بتدبر مقصود ومدروس لوضعه في إطار واضح المعالم وفق مسار وفي اتجاه ما بعيدا عن المركز فالقسط لا علاقة له بالعدل بل هو عمل موجه لهدف ما من أجل غاية، فكيف نفهم هذه الآية إذا كان القسط هو العدل يقول تعالى ( وَأَنَّا مِنَّا الْـمُسْلِـمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَـمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا )* الجن آية 14-15

اليتيم من لا سند له و لا علاقة لليتم بسن معيّنة فاليتيم، عمل حركة ملازمة في البعد الزمني المستمر يصحبه جهد كبير لإتمام خواص الشيء، بمعنى أي شخص يسعى لتحقيق شيء ما أو الوصول إليه غير أنه ّيجد صعوبة ناتجة عن عدم المعرفة ، أو يجد نفسه محتارا لا يدري ماذا يعمل ولا يجد من يساعده أو يوجهه ويحيط به.

نَكَحَ : إنشاء حركة مستمرة ومتولدة من الحركة السابقة وتكتلها مع ما يشبهها للإحاطة والتحقيق و التحقق بجذب العناصر اللازمة واحتواها في النهاية. فالناكح منشئ مبدع و جذاب للعناصر اللازمة للتكوين ومحيط بكل التفاصيل والنكاح عقد نفعي تبادلي يتم بين عنصرين على الأقل والعقد يمكن أن يكون شفاهيا أو كتابيا .

طاب :اجتذاب داخلي للحركة بعد تضخم محتواها موجهة إلى جهة معلومة بعيدا عن المركز

مَثْنَى : مصدر لتسكين الحركة/العمل لأجل الثبات و المقاومة، للإنشاء والإبداع لها استمرارية في البعد الزمني المستمر.

ثلاث : عمل متريث في مساره ملتحم لنسج حركة جديدة .

رباع : رؤية محكمة بعد انبثاقها من مكمنها بقوة بعيد عن المركز وألف المد فاعل الحركات وهو رمز للفاعل الحقيقي

عدل: عمل نستعين به لمعرفة الشيء بمعرفة ضده ودفعه إلى أقصى حد لنسج حركة جديدة.

واحدة : حركة لها صفة مكانية موجهة إلى جهة ما للتحقيق و التحقق كدليل موثّق بشكل نهائي .

ملك اليمين : كل من يتبع وينفذ أوامر غيره بأمان.بمعنى أي إنسان بينك وبينه عقد أو عهد مكتوب أو شفوي ويعمل تحت توجيهاتك حسب الاتفاق والعمل المنوط له .

أدنى : عمل موجه إلى جهة ما قصديّ الدلالة للإبداع والوقاية

عول: وضوح العمل المبهم ووضعه في موضعه النهائي لنسج عمل جديد

 

وَٱبۡتَلُواْ ٱلۡيَتَٰمَىٰ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغُواْ ٱلنِّكَاحَ فَإِنۡ ءَانَسۡتُم مِّنۡهُمۡ رُشۡدٗا فَٱدۡفَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ أَمۡوَٰلَهُمۡۖ وَلَا تَأۡكُلُوهَآ إِسۡرَافٗا وَبِدَارًا أَن يَكۡبَرُواْۚ وَمَن كَانَ غَنِيّٗا فَلۡيَسۡتَعۡفِفۡۖ وَمَن كَانَ فَقِيرٗا فَلۡيَأۡكُلۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِذَا دَفَعۡتُمۡ إِلَيۡهِمۡ أَمۡوَٰلَهُمۡ فَأَشۡهِدُواْ عَلَيۡهِمۡۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا (6)

تعطينا خطوة أو طريقة لانتداب هذا اليتيم في عمل أو مجال ما وذلك باختباره وَٱبۡتَلُواْ ٱلۡيَتَٰمَىٰ فالابتلاء هو واسطة لفتح المجال لتلاحم و توصيل لنسج حركة جديدة وذلك للتمكين و الضم.بمعنى يمكنك أن تبتلي هذا اليتيم بفعل عمل ما وذلك حسب معرفته وقدرته، أي كلّفته أو وضعت على عاتقته مهمة فإذا أتقنها و أبلى بلاء حسنا وأعجبك عمله وإتقانه هنا يمكنك أن تبرم عقد عمل معه وتتفق معه ، غير أن هناك حالات ، -وهي كثيرة -أن الفترة التي تمت فيها تجربته ويمكن أن تمتد لثلاثة أو خمسة أشهر لا يعطيه راتبه لهذه المدة الزمنية بتعلة " تحت التجربة" في هذه الحالة نهانا الله من هكذا أفعال بل أمرنا أن ندفع لهم .

وفي حالات أخرى لم يقم بالعمل المطلوب أو فيه بعض النقائص ، بمعنى آخر فشل خلال مدّة معيّنة، هنا وجب عليك أن تعطيه أجره بالكامل مهما كانت طول مدة الاختبار أو إبرام عقد كتابي بينك وبينه بأنه أخذ كل مستحقاته والابتلاء ليس كما يروّج له بأنه " المصائب و الجوائح الحزن و الأذى والسوء والهموم وقد ذهبوا أبعد من ذلك بأنه امتحان للنفس وبأن في الابتلاءات يتميّز الناس ويظهر كل واحد على حقيقته وأن المؤمن إذا ما ابتلاه الله فهو تعبير عن محبّته له وفي نفس الوقت يختبر صبره هكذا قال المحتالون نقول لقد ابتلاني الله بما آتاني لأُبلي فيه بلاءً حسناً يتناسب وقدرتي. وكذلك نقول فلان أبلى بلاءً مضاعفا في عمله، مهما كان هذا العمل عضلي أو فكري.

اليتيم عمل حركة ملازمة في البعد الزمني المستمر يصحبه جهد كبير لإتمام خواص الشيء، بمعنى أي شخص يسعى لتحقيق شيء ما أو الوصول إليه غير أنه ّيجد صعوبة ناتجة عن عدم المعرفة ، أو يجد نفسه محتارا لا يدري ماذا يعمل ولا يجد من يساعده أو يوجهه ويحيط به . فاليتيم من لا سند له و لا علاقة لليتم بسن معيّنة ، و ليس كما ذهب إليه " المفسرون الحداثيون أو المعاصرون " بأنه فاقد الأب ولم يبلغ بعد سن البلوغ والواقع يثبت عكس ذلك فكم ولد أو بنت فقدوا والدهم وهم تحت رعاية أمهاتهم وتربوا تربية سوية واهتمت بهم أمهاتهم وحمتهم وكانت هي معيلتهم نجحوا في حياتهم رغم وفاة والدهم .كذلك كم يتيم و والده على قيد الحياة غير أنّه مهمل ولا يعتني به واليتيم/اليتامى يمكن أن يتعدى ليشمل دول وشعوب .

 

 

وَلَا تُؤۡتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمۡوَٰلَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمۡ قِيَٰمٗا وَٱرۡزُقُوهُمۡ فِيهَا وَٱكۡسُوهُمۡ وَقُولُواْ لَهُمۡ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا (5) النساء

سفيه : سلوك ذو مسار ثابت للفصل و التفريق والبت في وجه الحركة لها استمرارية مهيمنة في البعد الزمني والسفيه ليس كما ذهب إليه أرباب المعاجم أو الفقهاء والذين تفننوا في شرح هذا اللفظ فمنهم من قال انه التبذير/ الإسراف في المال وآخرون قالوا المضطرب في الفكر و الرأي فالمقصود بالسفيه في هذه الآية وغيرها هو كل شخص يحمل فكرة ثابتة سائر عليها و لا يريد استبدالها أو تطويرها رغم تطور الزمن ونجد هذه الصفة في العديد من المجالات ، الإدارة ، المهن ، الصناعة ، الأفكار ... فهذه الفئة من الناس أمرنا الله أن نتعامل معهم وأن نغيّر أفكارهم رغم إصرارهم على موروثهم والذي لا يلاءم تطور العصر و بأن ما يقومون به ليس فيه فائدة سواء على المستوى الفردي أو الجماعي وبان الشعوب تنهض وتتطور بتطوير أفكارها وبالخلق و الإبداع . والمال ليس بالضرورة " النقد " بل يتعدى ليشمل أشياء مادية فمثلا حرفي في مجال النجارة أراد أن يقترض مبلغ مالي من إحدى المؤسسات المالية ، طبعا هذه المؤسسة ستدرس ملفه من كل الجوانب غير أن هذا الحرفي لا زال يستعمل أساليب لنقل بدائية سواء على صعيد أدوات العمل و الذي يؤثر على نوعية المنتوج ، هذا الحرفي يعتبر من السفهاء لأنه ثابت على فكرة واحدة لا يريد أن يطورها وبالتالي هذه المؤسسة لن تلقي بأموالها في مشروع فاشل وبالتالي هي من ستأخذ بزمام الأمور وتنصحه بأن يغيّر طريقة أفكاره وإعطائه آلات جديدة وتوجهه .والسفيه ضد التغيير و التجديد بعد دراسة وبحث علمي يقول تعالى وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ﴿130 البقرة﴾ فملة إبراهيم هي تلك الملة المتجددة في الأفكار و العمل والذي فيه خير للبشرية أما المتقوقع والمنغلق على نفسه سواء كفرد أو أشخاص فلا يرجى منهم خيرا بل هم سد وحجرة عثر أمام كل إبداع.

قِيَٰمٗا: عمل مدفوع بتدبير مقصود ولهدف معلوم لها تأثير في البعد الزمني المستمر و ملازمة له.

 

(فَرَدَدْنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَىْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) القصص 13

﴿إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَنْ يَكْفُلُهُ ۖ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ۚ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ۚ فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يَا مُوسَىٰ﴾...طه 40

ظاهريا هاتان الآيتان ترويان نفس الحدث غير أن هناك لفظتان تعتبران مفتاحهما ومع تدبرهما سوف تصل إلى نتيجة مغايرة لما هو سائد وفي نفس الوقت تعطيك رؤية عن تسلسل الأحداث: فَرَدَدْنَاهُ / فَرَجَعْنَاكَ الردّ هو إعادة تكرار العملية في كل مرة عكس الإرجاع وهي حركة، فعل لمرة واحدة ، فرددناه المقصود به إعادته كلّ مرة من القصر إلى المرضعة ( والدة النبي موسى) في غياب عدم معرفة آل فرعون بذلك – أنّها أمه- أما فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ هي العودة الأخيرة والتي لم يعد بعدها إلى القصر إلا بمحض إرادته لتجاوزه مرحلة الرضاع، فتوجّه فيها الخطاب إليه.

ردّ : تكرار مندفع إلى مركز الحركة والشدة تفيد بأن العمل/ الاندفاع متكرر .

الراء: تكرارٌ للحركة بشكل مُنظّم

دال: اندفاعٌ قصديّ الدّلالة بالحركة لأبعد مدى

رجع : جماد الحركة المتكررة على حالها وهي حركة مستقلة ليست بحاجة لغيرها بعد اتضاح معالمها المبهمة.

الراء :تكرار ،رؤية ،إحكام

جيم:جماد الحركة على حالها وعدم احتياجها لغيرها بحيث تبدو وكأنها مستقلة

عين: اتضاح معالم الحركة المبهمة


قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ (47) آل عمران

قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81) الزخرف

واو: يعطي للحركة صفة مكانية. بعد مكاني / تموضعٌ مكانيّ يحدّد حيّز الحركة

لام: تلاحمٌ وتوصيلٌ لنسج حركة جديدة.

دال: اندفاعٌ قصديّ الدّلالة بالحركة لأبعد مدى/ دفعٌ إلى وِجهة معلومة / دليل

ولد: بعد مكاني يعطي للحركة- للعمل صفة مكانية / حيّز للتواصل ونسج حركة جديدة ودفعها لجهة معلومة.

فالولد له علاقة بالعمل/ الاختصاص و الحركة ضمن مكان معيّن /حيّز معيّن وبالتالي حاشى للرحمان أن يتموضع ضمن إطار مكاني أو أن يتخذ الله ولدا / حيّز يعمل فيه.

النبية مريم والمقصود من وراء هذا الكلام من ستلده سيكون له عمل ضمن اختصاص ومجال له نتائج مؤثرة على البشرية بحكم أنّ لها خبرة وتعمل ضمن مجال الطب والصيدلة


المن و السلوى

وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) البقرة

یَمُنُّونَ عَلَیۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُوا۟ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا۟ عَلَیَّ إِسۡلَـٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ یَمُنُّ عَلَیۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِیمَـٰنِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ

(17 ) الحجرات

یَمُنُّونَ من الْمَنَّ

الميم : كل شيء له خواص مميّزة له / مآوى الوعي / المكان ، المحل ، المنزل أو المصدر

النون: النقي / وعاء يحمل الوعي/ تكوينٌ مستمرٌّ لحركةٍ مستقرّةٍ مكاناً وزماناً/ للإنشاء ، البناء ،للإبداع

المنّ وسيـــــلة ، طـــريقة ، آليـــة الإنشــــاء والبنـــــاء وفـــق خـــواص ممـــيزة وشديـــدة.

السين : إسراء وسير وفق مسار مهيمن عليه في سبيل تحقيق مطلوب ما ،أي بمعنى آخر السعي (لكشف السِّر) / حركة إسراء مسيطر عليها لتسوية المطلوب / هيمنةٌ وبسط نفوذ فوقيّ متعالي./ السائد أو السائر على أصل أو حال واحد.

اللام : اللاصق ، أو اللاحم / لزوم وتواصل / تلاحمٌ وتوصيلٌ لنسج حركة جديدة.

الواو : تموضعٌ مكانيّ يحدّد حيّز الحركة/ مكان ،تمكين ،ضم

الياء: تموضع وتمكين

السَّــلْوَى طـــريقة إســـراء مسيطر عليـــها لتحقيـــق شـــيء مـــا

السلوى فهي سل + وى

سل : تحرك وسر واطلب تتحقق لك أهدافك وتصل إلى غايتك (لكشف السِّر) وبالتالي سوف تلتحم وتتمكن لك الأمور وتتحقق لك مطالبك إلى أجل مسمى

وى : العطية نتيجة السؤال

إذا المن و السلوى هو الإبداع و الإنشاء الذي تمّ وفق معايير ومنهج وخصائص مميّزة ويمكن أن يأخذه أي شخص في أي لحظة .

ثماني حجج

قَالَ إِنِّىٓ أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ٱبْنَتَىَّ هَٰتَيْنِ عَلَىٰٓ أَن تَأْجُرَنِى ثَمَٰنِىَ حِجَجٍۢ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِىٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ( القصص 27 (

الحج / الحجج / الحجاب كلّها لها علاقة بالعلم و المعرفة المرفق بالأدلّة الواضحة وهذه الألفاظ مترابطة مع يبعضها البعض ، فالحج المكتمل هو برهان علمي دامغ لا غبار عليه فهو دراسة مبنية على منهج واضح على حجج وتجارب لمعرفة حقيقة الأمور وهذا يتطلب صبرا وتروي وكذلك إلى الحجاب وهو نوع من الوقاية وحماية الشيء وهذا لا يحصل إلا بسلاح العلم وبالتالي من لا زال في مرحلة السقاية والعمارة ، مرحلة عدم المعرفة ،فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج .

ولتحقيق الحج عليك أن تصل إلى مستوى السبع وهو أن تتبع مسار ثابت أن تستخدم أساليب البيان باستيعاب ما تمّ اتضاحه ، سبع ما تم اتضاحه وهذه العملية توصلك إلى ثمانية / تثمين وتقييم العمل المنجز وإصدار الحكم الموافق له فتتسع ( تسع ) لك الرؤية النهائية للأمور فتتم العشرة و التآلف فتصبح من أصاحب الحجج والأعراف / العارفين .



Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

No Comments

About