(سَنُرِيهِمْ
آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ
أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ
شَهِيدٌ ) 53 فصلت
قبل
أن نغوص في سورة المسد ذات الشهرة الواسعة والتي يحفظها الصغير و الكبير عن ظهر
قلب إلى جانب سبب نزولها ، وقبل أن نتدبّر ألفاظها والتي هي مفتاح هذه السورة لا
بد لنا من طرح بعض الأسئلة في ما يخص التفسير التقليدي والذي لا يغيب عن أذهان
الغالبية العظمى لما يطلق عليه عرفيا "سكان العالم الإسلامي" .
-
أيعقل ، الله سبحانه و
تعالى ينزل سورة كاملة فيها حكم قطعي بخلود أبو لهب وزوجته في النار وهم لازالوا
على قيد الحياة علما أنّه يتعارض تماما مع قول الله سبحانه و تعالى في العديد من آيات المصحف ، فالقاعدة الأساسية في
الآيات تصرّح أن الحساب مؤجل إلى يوم القيامة، فالموازين توضع يوم القيامة و ليس
قبلها ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ
نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ
وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ( (47 – الأنبياء
-
كتب التاريخ و السيرة
و المسلسلات تذكر لنا أن هناك أشخاص قاموا بأعمال شنيعة ومروّعة ضد النبي و أصحابه
أكثر من أبو لهب وزوجته فأبو سفيان وخالد بن الوليد والوليد بن المغيرة بن عبد
الله بن مخزوم إلى جانب والد عمرو بن العاص العاص بن وائل السهمي والعشرات العشرات ، غير أنهم أتيحت لهم فرصة لاحقا حيث تابوا ودخلوا الإسلام .
-
هل الله سبحانه و
تعالى يعادي شخص وينزل سورة في حقه من أجل انّه وضع كومة من الشوك أو الحطب
بمساعدة زوجته وأضرموا فيها النار بالطريق
الذي يمر منه النبي وأصحابه .
-
يقولون أن النبي قد زوّج
بنتيه إلى أبناء أبي لهب ، وهم مشركون أيعقل ذلك !!! و أمر أبو لهب ولديه
بتطليقهما حينما نزلت هذه السورة والأغرب و الأعجب يقولون أن التطليق كان قبل
دخولهما بهما بمعنى أن التزويج كان قبل نزول السورة بأيام ، كذلك كيف يرض النبي
بكل الأذى الذي لحقه من عمه وفي نفس الوقت يعطي بناته لولديه . أليس هذا غريب !!!.
-
هل جهنم كما فهموها و تصوروها،
أصحابها يبحثون فيها عن الحطب فيحملونه لبعضهم ويوقدونه لكي تزداد سعيرا !!!؟
-
القرآن يتعارض مع التاريخ،
فنسل أبو لهب تواصل و لم ينقطع، كذلك ماله، ومات مثله مثل بقية الناس.
-
لماذا الحكم على أبو
لهب بالخلود هو وزوجته في النار قبل أن ينهيا اختبارهما في الحياة الدنيا، فاحتمال
إن يتوبا ويسلما يبقى موجودا.
النتيجة: تناقض واضح وفاضح مع
ما جاء به القرآن والتفاسيروكتب التاريخ.
بِسْمِ
اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَب وَ تَبَّ (1) مَا أَغْنَى
عَنْه مَالُه وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارا ذَاتَ لَهَب (3) وَامْرَأَتُه
حَمَّالَة الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْل مِنْ مَسد (5) . المسد
تَبَّ
:
هو الجهد
الكبير لجذب عناصر وتكاثفها الغاية منها بناء قوة جديدة بارزة للعيان وهذه العملية
متكررة ( التشديد) إلحاح الحاجة.
تبّ من
تَبَبَ : التب : الخسار . والتباب : الخسران والهلاك.
نلاحظ أن
المعنى متقارب وله نفس المدلول بين ما أوردته المعاجم العربية و معاني الحروف
المجردة فالخسران والاستمرار إلى درجة الهلاك هو نتيجة لبذل مجهود كبير وبإلحاح.
والمعنى سيتضح مع تدبّرنا لهذه السورة خاصة في ما يخص أبو لهب .
يدا :
حركة
يقظة قصديّ الدّلالة غايتها تأليف إنشائي وجودي من تعامدٍ بين حركتي الزّمان
والمكان.
اليد من
الجذر يَدَيَ أداة لتنفيذ الإرادة والقدرة و القابلية على التصرف ضمن دائرة
الاستحواذ وهي وسيلة لتحقيق المآرب واليد الجارحة يستعملها البشر في إنفاذ إرادتهم
والتصرف بالمحيط ومن خلال استهلاك الطاقة . إذا فالمال يد والعمال الذي يعملون
لديك أياد لك والجيش يد الدولة كذلك القلم الذي تكتب به يد من أياديك تكتب به ما
تريد لإيصال فكرة ما ، فهو يد من أياديك .
واليد من
أبرز المصاديق التي تستخدم يوميا وهي اليد الجارحة و المال، عموما
اليد هي أداة أو وسيلة لتنفيذ الإرادة وتبابها يعني حرمان صاحبها منها . يقول
تعالى (قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِي ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِ
عُ ٱلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ
بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُل شَيْ ء قَدِير) آل عمران . فلو
كان لله يد كما يتصور البعض لقال إِنَّكَ عَلَى كُل شَيْ ء مُحِيطْ لينبهنا أنه تعالى ممسك بالأمور ، فــ إِنَّكَ
عَلَى كُل شَيْ ء قَدِير جاءت بهذه الصيغة ليلفت إلى قضية الإرادة في الموضوع وليس
الاستحواذ ولكي يؤكد لنا الله أن معنى اليد هي وسيلة لتنفيذ الإرادة مبنية على
التقدير.
أما في هذه
الآية حيث الحديث عن الإنسان بأن له يد وهي وسيلة بطش لإنفاذ القدرة على الآخر و
أرجل يتنقل بها ، ذكر ذلك كلّه دون التفريق بين السليم أو المعاق ليعطينا المفهوم
و التعريف . قال تعالى (لَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ
يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ
يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ
(195) الاعراف.
اللّهب :
تلاحم وتوصيل لنسج حركة جديدة لهيئة
غير مستقرة ينتج عنها فتح مجال مَكْمَن الطاقة لتصبح بارزة وبادئة للعيان.
اللهب
: هو ناجم عن حرارة الاشتعال وتنقل الطاقة وتحولها من شكل إلى شكل ونوع المادة
المشتعلة ( اللهب ) . ونقول عن العواطف الجياشة باللهب العاطفي وهي ناتجة عن تلك
المحفزات النفسية و البدنية للإنسان ، كما نطلق على العلم المرفوع على السارية
بأنه لهيب أو لهب فنقول يلهب أو يرفرف فهو وصف لحركته. كما نطلق على حرارة الشمس
باللهيب في حين أننا لا نرى لهيبها كالنار. ونقول على الحصان سريع العدو بالملهب .
فهو مفهوم ينطبق على كثير من المصاديق. فأبو لهب تركيب ينطبق على كل من تكون فيه أو
لديه حركة لهبية ( طاقة)
يصلى
حركة يقظة في
البعد الزمني المستمر متراصة و متفاعلة لنسج حركة جديدة .
والصلي في
المعاجم من الصَّلَى/ الصَّلَا/ الصلو:و هي الأمور التالية:
- الإيقاد بالنار أو التعريض لها.
وصَلَّى العَصَا على النارِ وتَصَلاَّها: لَوَّحَها وأَدارَها على النارِ
ليُقَوِّمَها ويُلَيِّنَها.
- صلَّى الرجل: أزال عن نفسه الصلى الذي
هو نار الله الموقدة.
- والصَّلا: وسَطُ الظَّهرِ من الإنسانِ
ومن كلِّ ذي أَرْبَعٍ. (ليقيم استقامة جسمه)
- الصلاة: الدعاء/ التبريك/ التمجيد/
الرحمة/ الاستغفار
الصلي هو تعريض شيء ضمن محددات خاصة
لضبط مساره ، لذا فإن الصلاة هي وضع ضوابط ومقاييس معيّنة وذلك لتحديد مسار شيء أو
أمر ما للوصول إلى غاية أو هدف معيّن. فالصلي بالنار هو تعريض الشيء لتقويمه و
تعديله وليس لحرقه.
النار : من نَوَرَ
وعاء يحمل الوعي بواسطته يتم نقل
الوعي من وعاء إلى وعاء بعد رصف وربط الأمور لتنشي رؤية حكيمة .
النار :
مشتقة من الجذع اللغوي نَوَرَ وهي نوع من أنواع الطاقة تخضع لقانون في نقطة زمانية
مكانية وبشكل متواصل و لفترة معيّنة . والنار التي نعرفها ونستفاد منها في حياتنا
اليومية ، هي واحدة من أشكال الطاقة ، ومفهوم النار مفهوم واسع ووردت في المصحف
ولها عدة معاني حسب سياق الآية وعلى سبيل المثال قال تعالى (وَقَالَتِ الْيَهُودُ
يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ
يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا
مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ
وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي
الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) المائدة 64 . هل
المقصود هنا بالنار هي النار المتعارف عليها بحيث لإيقاد الحرب وجب علينا الإتيان
بالحطب و إشعاله !!! وإنما بث وتحريض ونشر الكراهية و البغضاء وهي طاقة سالبة، بين
فريقين لإشعال الحرب.
وفي موضع آخر
قال تعالى (الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا
أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ (80 يس. وهنا إشارة عن تلك الطاقة
المخزّنة في الشجر و كيفية الحصول عليها لاحقا . وقال تعالى في موضع آخر (إنَّ
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي
بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10 ( النساء . هل معنى ذلك يأكلون
النّار المتعارف عليها ؟ بل هي تعبير عن الطاقة السلبية التي ستضاف إلى أنفسهم
والتي سيتم تحريرها و تفكيكها يوم الآخرة لإعادة توزيع العناصر إلى حالتها
الطبيعية.
قال تعالى (
فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ (9) سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ (10)
وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ (12)
الأعلى . لو كانت النار المقصود بها في هذه الآية هي النّار التي نستخدمها للحرق ،
فإن ما بداخلها سيحترق حتما كما أن ليس هناك معنى أن تكون هناك نارا صغرى و أخرى
كبرى بل المقصود هنا هي الصلي بالنار و ليس الحرق وكما قلنا أن الصلي بالنار
الغاية منه هو التقويم و التعديل و ليس الحرق .
امرأة من مرأ:
مصدر تتخذ منه قرارات ترتقي بك وتنشئ
لك رؤية حكيمة له تأثير وامتداد عبر الزمان.
مرأ شخصية / كتلة معقدة معيّنة و ملفتة وظاهرة للعيان متميزة
بكيان يؤثر في الواقع .
امرأتك
هي مرآتك التي ترى بها العالم من حولك،وهي من ترتبط بك لا تنفك عنك أبدا...
الحطب
:
حركة، حياة نمت وتعاظمت داخليا عبر
طور انبثقت وبرزت منها طاقة .
والحطب ما هو
إلا كتلة تحمل بداخلها طاقة مرت بعوامل تغيّر كثيرة عبر الزمن حتى أصبح لها تأثير
في محيطها و ذلك بتحرير تلك الطاقة بطريقة ما وبسرعة. وقد ورد مصطلح الحطب مرتان في المصحف
في سورة المسد و في سورة الجن قال تعالى ( وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ
فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا
لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15 ) القاسطون هي أنفس تحمل ومشحونة بطاقة سلبية ، مارقة وفاسقة وطاغية ...
فهذه الطاقة يتمّ تحريرها في جهنم عبر قوانين و طرق خاصة وليس كما هو معتقد عبر
الحرق والشواء، أو أنهم وقود جهنم وبالتالي تحرير تلك الطاقة عن طريق التعذيب (
عذب/ تصفية ) والصلي ( التقويم والتعديل )
و إعادتها إلى موضعها الطبيعي، فالقاسطون هم الخارجون عن حالة الانسجام.
الجيد / جَيَدَ:
كتلة تدمج و تجمع لما تناثر ذات حركة
يقظة مندفعة لها دلالاتها .
فالجيد يشير إلى علاقة بين كتلتين أو
أكثر بحيث النتيجة، انسجام واحد له أثر إيجابي في المحيط وقد تمّ تسمية عنق
الإنسان بالجيد أو مقلّده لأنه المكان الذي يوضع فيه قلادة.
حبل :
كتلة تحتوي على نماء متعاظم (طاقة)
بارزة متلاحمة لنسج حركة جديدة .
فالحبل منظومة معقّدة التركيب خاضعة
إلى قانون منضبط ، فهو الحبل المفتول المتفاوت الأحجام لربط وحمل الأثقال كذلك هو
الحبل السري بين الأم و جنينها كذلك
الخلية والتي تحمل بداخلها حبل مفتول به صفات و تراكيب وأخيرا هو الحبل بين
الإنسان وربّه
المسد / مَسَدَ :
حركة
متطورة لتكميل النواقص لإتمام العمل وذلك للهيمنة
لتسود وتبسط نفوذها على الأصل .
المسد : مَسَدَ : المسد ، بالتحريك : الليف . ابن سيده . المسد حبل
من ليف أو خوص أو شعر أو وبر أو صوف أو جلود الإبل أو جلود أو من أي شيء كان. لسان
العرب .
فالمسد
ما هو إلا حبل متكون من عناصر ضمن مجموعة أكبر غايته تحقيق مجموعة من الأهداف ، ويطلق
على الحبل المفتول من خيوط بالحبل الممسّد.
فكما
هو معلوم المصحف مقسّم إلى خمسة أقسام رئيسية
وذلك حسب مواضيع الآيات ، مواضيع آفاقية / مواضيع أنفسية / مواضيع تحتوي
على قواعد دستورية ثابتة/ تشريعات عامة / القصص القرآني .
فسورة
المسد تنتمي إلى الآيات الآفاقية حيث تتجلى فيها القدرة الإلهية بأبهى صورها ، فهي
تبيّن لنا رحلة الحيوان المنوي المحفوفة بالمخاطر وعملية تلقيح البويضة ، فأبو لهب
( الحيوان المنوي) ، مهمته إيصال رسالة مشفّرة تحمل صفات إلى مكانها ونقل الحياة عبر تلك
الرسالة .
تَبَّتْ
يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) أن الحيوان المنوي ( أبو لهب ) محكوم عليه بتبات
يديه ثم يتبّ بعدها .
مَا
أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)تعود الآية لتعطينا الفكرة ما كان أبو
لهب أو الحيوان المنوي ما كان يمتلكه من يدين اللتان ساعدتاه في الوصول إلى هدفه وكما قلنا اليد حركة يقظة قصديّ الدّلالة غايتها
تأليف إنشائي وجودي من تعامدٍ بين حركتي الزّمان والمكان و يدا أبو لهب ( الحيوان
المنوي) هما:
- يد تمثل ما
يملكه أي ماله والتي ساعدته في التقدم والوصول إلى البويضة وهو الذنب ذو حركة
لهبيّة غير مستقرة
ينتج عنها فتح مجال مَكْمَن الطاقة ، كما ينطبق على الكثير من الحركات في
المحيط الذي فيه ومحاولته للوصول إلى البويضة .إلى جانب الآلاف من الحيوانات المنوية( 300مليون ) التي تمّ
القضاء عليها مما سهل له الطريق، هذه الحيوانات المنوية تعتبر هي اليد الثانية لأبو لهب ، فهي غطاء له
وتحميه ، ففرصة موته تصبح قليلة جدا بوجود هذا العدد الهائل باعتبار إذا كان وحيدا
وبمفرده لن يتمكن من إنجاز هذه المهمة الخطرة نتيجة المحيط الحامضي والإفرازات
الدفاعية في المهبل.كذلك
الغلاف الذي يحيط برأس الحيوان المنوي يعتبر يد لحماية الكروموزومات الذكرية ،
والذي ينتهي بدوره ويتحلل بمجرد دخوله البويضة حيث لا يبق منه إلا الكروموزومات
الذكرية .
-
اليد
الثانية هي صفات و معاني( وَمَا كَسَبَ) والتي يطلق عليها الكرُومُوسُوم أو
الصِبْغِيّ (بالإنجليزية
(Chromosomeالتي
يحملها الذكر وتعتبر جزء من صفات الذكر وهي الأخرى لا تنفعه بل ستذوب وتختلط مع
الصفات الأنثوية لاحقا ليتشكل لنا تكوين جديد مختلف تمام عن الحيوان المنوي ( أبو
لهب ).
سَيَصْلَىٰ
نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) النار ما هي إلا تعبير عن تلك الطاقة التي ستساعده على
الدفع حين اقترابه من البويضة فكما قلنا النار هي طاقة تخضع لقانون في نقطة زمانية
مكانية وبشكل متواصل و لفترة معيّنة ، وهذه الطاقة هي الإنزيمات
(بالإنجليزية: Enzyme) محفِّزاتٌ
بيولوجية جزيئية، تسرِّعُ التفاعلات الكيميائية) إلى جانب انزيمات هاضمة تذيب جدار
الحيوان المنوي وتدخله إلى البويضة لكي يتم التلقيح ، ثم تذيبه تلك الأنزيمات
وتلتحم البويضة مع ما بداخله.
فِي
جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ( (5) داخل البويضة ( امرأة أبو لهب ) توجد حبال تقوم
بجذب الخليتين الذكرية و الأنثوية نحو بعضهما لكي تتم عملية الاندماج بين
الكرُومُوسُومات الذكرية الكرُومُوسُومات الأنثوية.
وهكذا
تتم عملية تباب أبي لهب وانتهاء دوره في إرسال تلك الرسالة الربانية لخلق نفس
جديدة.
Subscribe by Email
Follow Updates Articles from This Blog via Email
No Comments