(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا
لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ بَلْ زَعَمْتُمْ
أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا (48) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى
الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ
هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) ) الكهف
ارتبط مصطلح الحشر في المصحف بيوم البعث ، حيث يحشر
الناس بأرض يطلق عليها أرض المحشر وهي أرض الشام وذلك للحساب كبيرهم وصغيرهم المجانين ومن لم
تبلغه الدعوة ، كذلك الحيوانات !!! ولا ندري أية أرض ستسع لهذا الكم
الهائل من المليارات المتعاقبة من البشر ولا ننسى الحيوانات ( الوحوش ) . وما
الفائدة من هذه العملية أصلا؟ فهل هذا معنى الحشر كما فهموه وأفهموه للناس ؟
طبعا لا
ورد مصطلح الحشر ومشتقاته بالمصحف 43 مرة في 28 سورة
حَشَرَ :
تتكون من ( ح) + (شرى)
الحاء تفيد الإحاطة والاحتواء إلى جانب النماء المتعاظم من داخل الحركة .
شرى تفيد الإعلان و النشر وكرّر ذلك النشر والغاية من
ذلك أن يراه الناس لكي يُحيطهم به علما و يعرّفهم به.
إذا حَشَرَ هي عملية إعلام ونشر تحيط بجميع المُبَلَّغين
علما لكي تُعرِّفَهُم بالمطلوب. وبالتالي نفهم من ذلك أنها عملية
إعلام و ليست الحشد ( حَشَدَ ) والحشر من هذا المفهوم هو عملية تكون من داخل الشيء
إلى خارجه.
لنقرأ حشر من زاوية أخرى
حشا + ر كذلك تعاظمٌ داخلي للشيء وانتشاره نحو الخارج فيصبح
بارزا واضحا ومرئيا للجميع.
نصل إلى نتيجة أن الحشر هو عملية إعادة الاختراق والتخلل
لإظهار كل ما كان محفوظا و هو أيضا فتح مُحتوى الموضوع وإخراج ما في باطنه من
صغيرة وكبيرة إلى العيان وإعلانه.
فالأحشاء مثلا هي أعضاءنا الداخلية الموجودة داخل تجويف cavité ولكي نبرزها و
نظهرها وننشرها يجب أن تكون عن طريق عملية جراحية ، كذلك الحشري هو ذلك الشخص الذي
يتدخل ويضع انفه في خصوصيات الناس ليعرفها ويخرج أسرارهم والحاشر وكما نلاحظ هي
قريبة من كلمة hacker وهو الشخص الذي يقوم باختراق
المواقع والمنظومات المعلوماتية السرية ليستولي عليها و ينشرها إما لفضح أصحابها
أو لتخريبها.
وبالرجوع إلى آيات المصحف أفهم الحشر :
وبالرجوع إلى آيات المصحف أفهم الحشر :
(يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ
) العاديات 10
( و إذَا الصُّحُفُ نشِرَتْ (10) ............ عَلِمَتْ
نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ) التكوير 14.
( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ) الحاقة 18
( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ) الحاقة 18
(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ
مُحْضَراً وَ مَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ ...) آل عمران30
وبما أنه في يوم القيامة تكشف كل أعمال الإنسان صغيرة و
كبيرة لذلك قال تعالى( لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا
ۚ…) الكهف 49 .
لا يغادر
هل يعني لا يترك في القرآن ؟ طبعا لا لأن القرآن ليس فيه ترادف.
غَدَرَ
غ+ دَرَى و أدرى
غ (غين): تغييب وإخفاء معالم الشيء.
دَرَى: " من الدراية، فالذي "أدراك" فقد علَّمَك علمَ ما لم تكن تعلم، أي علمّك ما كان "غائبا" عنك.. فإذا دريت به فقد صار معروفا ومأنوسا لديك، كما جاء في الآية التالية:
(قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) يونس
غ (غين): تغييب وإخفاء معالم الشيء.
دَرَى: " من الدراية، فالذي "أدراك" فقد علَّمَك علمَ ما لم تكن تعلم، أي علمّك ما كان "غائبا" عنك.. فإذا دريت به فقد صار معروفا ومأنوسا لديك، كما جاء في الآية التالية:
(قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) يونس
إذا غَدَرَ إخفاء وتغييب الشيء لكي لا تدركه ولكي لا
يصبح مأنوسا لديك.
"لا يغادر" هو: لا يغيِّب ولا يخفي معالم الشيء... فتكون النتيجةُ أن ذلك الشيء
يصير مدركا تماما لأن معالمه الصغيرة والكبيرة كلها بارزة لا تخفى.
وهكذا نعرف سر ارتباط عملية" الحشر " مع الفعل
"لا يغادر" في الآية : (مَالِ
هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا
أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا
(49) ) الكهف.
قال تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ
ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) #وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ
وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) 17 النمل.
عملية الحشر جاء نتيجة عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ
وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ هو المنهج أو الطريقة العلمية الإلهية التي تسهل
الطريقة لمعرفة القوانين و البرامج .
وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19)
وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) ص. عملية
التمكن في الأرض وإيتاء الحكم وفصل الخطاب لا يأتي إلا بهد معرفة البرامج و
القوانين الإلهية العلمية واستخراجها ثم يتّم نشرها وإعلانها.
وَإِذَا
الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5 التكوير
الوحش :هو كل مخلوق لا نعرف أي شيء عن سلوكه و حياته "
الباطنية" والسب أنه موجود خارج معارفنا
وإدراكنا
إذا فــــ " وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ كل نفس التي تخفي أسرارا عند حشرها تخرج تلك الأسرار
للعلن(عُلم كل ما كانت تغيِّبُه وتَخفيه في باطنها).
كل لسان يوصل المعنى الحقيقي الدقيق للكلمة هو لسان عربي
وإن سميناه نحن "أعجميا".
Subscribe by Email
Follow Updates Articles from This Blog via Email
No Comments