شبهات و بينات - عبدالباسط يحياوي

الاثنين، 27 أبريل 2020

thumbnail

اليهود






الغالبية الساحقة من الناس في العالم وتحديدا نحن ، عندنا اليهود هم بني إسرائيل وبني إسرائيل هم اليهود وألفت كتب  ومقالات وبحوث تبيّن وفي نفس الوقت تؤكد ذلك وأنهم من أهل الكتاب، وأنهم جماعات دينيّة لها كتابٌ سماوي تحديدًا، و الذي أنزل على نبيّ الله موسى وهو التّوراة .
ورد مصطلح اليهود في المصحف تسع مرّات في ثماني آيات. ورد التعبير في سورة البقرة في آيتين، وفي آل عمران مرّة، وفي المائدة في أربعة مواضع، وفي سورة التوبة و المتتبع لكلمة (اليهود) في المصحف يلاحظ أنها دائماً تُذكر بسياق اللعن، والغضب، والذم، كما أن الله سبحانه وتعالى  لم يوجه لهم  خطاب التشريع ، ولم يرسل فيهم أنبياء، وعلينا أن نفرق بين كلمة ( اليهود)  و( الذين هادوا ) فمصطلح اليهود هي صفة لا تصلح للخطاب لأن هذه الفئة لا تسمع إلا صوتهم فهم منغلقون عن أنفسهم عدوانيون ،سلفيون في أفكارهم ، فهي فئة ( ملّة) مجتمعة على عقيدة معيّنة أساسها الفوقية و النظرة الأحادية مشبعة بالحقد و الكراهية وهي مستعدة في أي وقت أن تقتل كل من يعارض أفكارها أو ينقدها تمارس سياسة الإرهاب وتحرض على الفتن فهي لا دين لها و لا عرق لها نجدها في كل المجتمعات المختلفة تتكاثر وتنشأ في أي فكر أو ثقافة ومن ارتضى لنفسه هذه الصفة ، صفة التهوّد و سلك هذا الدرب فهو يهودي بغض النظر عن دينه أو معتقده ، هذه الملّة هي التي لعنها الله سبحانه و تعالى وغضب عليهم في كل زمان ومكان، وجعل منهم قردة وخنازير قال تعالى(  قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ القِرَدَةَ وَالخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ) المائدة 60 . والجعل لا يعني تحولهم إلى قردة و خنازير كما هو السائد ( المسخ) وإنما تحويل نفوسهم وبالتالي صاروا مثل القردة يقلدون كل شيء بدون تفكير ووعي ومثل الخنازير يأكلون كل شيء كذلك بدون وعي و تفكير. وقد حذّر الله سبحانه و تعالى نبيّه الكريم من هذه الفئة بقوله ( وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ) البقرة 120 والملّة هي منهج أو طريقة التفكير وهي عبارة عن منظومة متكاملة منغلقة على نفسها أحادية الجانب سلفية المنهج و التفكير .
إذا مصطلح (اليهود) لا تدل على أتباع النبي موسى، ولا علاقة لهم ببني إسرائيل، فهم ليسوا أتباع أي نبي، ولا يوجد عندهم كتاب وبناء على ما ذكرت ينبغي ضبط المفاهيم، واستخدامها بصورة صائبة، حتى لا يتم الخلط، أو التلاعب فيها، واستغلال العاطفة الدينية للشعوب ، وهذه الدولة و التي يطلق عليها " إسرائيل " ما هي إلا  كيان يهودي  صهيوني غاصب، و هؤلاء اليهود ليسوا أتباع النَّبيِّ موسى، ولا يُمثلون ذرية بني إسرائيل، وإنما هم كتلة يهودية إرهابية متطرفة، لا دين لها قط والدليل على ذلك يوجد بنابلس فئة دينية غير معترف بها من هذا الكيان وهي "الطائفة  السامرية" يطلقون على أنفسهم الموسويون نسبة الى النبي موسى و تقوم عقيدتهم على أركان خمسة وعلى السامري أن يؤمن بهذه الأركان جميعها، حتى يحق له أن يحمل اسم سامري، وهذه الأركان هي:
1. وحدانية الله، أي أنه لا يوجد له شريك ولا مشير ولم يلد ولم يولد أبدي سرمدي قادر كامل.
2. الإيمان بأن سيدنا موسى رسوله وحبيبه وكليمه ولا إيمان بغيره البتّة.
3. الإيمان بأن التوراة (الخمسة أسفار الأولى من الكتاب المقدس) هي شريعة الله.
4. الإيمان بأن جبل جرزيم هو قبلة أنظار السامريين ومحجة قولبهم وهو الواقع مقابل جبل عيبال جنوبي مدينة نابلس.
5. الإيمان بيوم الدينونة، يوم الحساب والعقاب المعروف لدى عامة الناس بيوم القيامة.

أما كلمة هادوا والتي وردت في المصحف لا علاقة لها بكلمة اليهود ، وقد توجه لهم الخطاب توجيهاً، وأمراً ونهياً قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ) المائدة 44. وقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة 62. / (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) النحل 118./ (فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً) النساء160.
فكلمة (هادوا) من (هاد) تدل على حركة الإنسان غير المستقرة، ولكنه يندفع إلى الأمام رغم ذلك، فهؤلاء مضطربون بحركتهم نحو الأمام وقَبولهم للحق، فكانوا محل خطاب من الله، وتوجيه، وبَعث فيهم الأنبياء ليأخذوا بيدهم، ويهدوهم إلى الصراط المستقيم
أما قوله تعالى: (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ) الأعراف 156. فقد استخدم الله كلمة (هُدنا)، وهي لا علاقة لها بكل من كلمة (هادَ) أو (هَوَدَ)، وإنما هي الجذر الثنائي ذاته (هدْ) وأضيف له ضمير الرفع (نا)، ومن هذا الوجه فُسِّرت بالتوبة، أو بالرجوع إلى الله، وهي بمثابة من دفع نفسه إلى الله إسلاماً.
"فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِإِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ; أَيْ تُبْنَا إِلَيْكَ ، وَهُوَ قَوْلُ مُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمَ . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ : عَدَّاهُ بِإِلَى ; لِأَنَّ فِيهِ مَعْنَى رَجَعْنَا ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ تُبْنَا إِلَيْكَ وَرَجَعْنَا وَقَرُبْنَا مِنَ الْمَغْفِرَةِ " لسان العرب
وكلمة (هُود) مفردها (أهود)، مثل كلمة (عُور) ومفردها (أعور)، وكلمة (أهود) يصح أن تستخدم في وصف الكلمتين (هاد، وهَوَدَ)، حسب سياق الكلام ومحل الخطاب نحو قوله تعالى:(وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ) البقرة 135.فحسب سياق الآية تعلقت كلمة (هوداً) بالفكر والمنهج، فتكون من (هَوَدَ)، وليس من (هاد)، فعندما نقول: إن فلانا  أهود في فكره من فلان، فيعني شدة يهوديته، من (هَوَدَ)، وإذا قلنا: فلان أهود في مشيه من فلان، فيعني أكثر تمايلاً وأبطأ في حركته، من (هاد)، وبالتالي فدلالة اسم النَّبيِّ (هود) ليست من (هَوَدَ)، وإنما من (هاد).
خلاصة القول اليهود كلمة تدل على فئة اتخذت منهجاً متطرفاً منغلقاً على أنفسهم ضد الحق والخير، وأخلدوا إلى الأرض وتشبثوا بالملذات والشهوات، وأغفلوا وجود اليوم الآخر من إيمانهم. لذا، ينبغي التفريق بين دلالة كلمة (هادوا)، وكلمة (اليهود)، وكلمة (بني إسرائيل).

Subscribe by Email

Follow Updates Articles from This Blog via Email

No Comments

About