تمّ ذكر النبيّ والرسول
عيسى في الذكر الحكيم في العديد من المواضع، فالآيات التي ورد فيها ذكر عيسى عليه السلام
مقترنا نسبه بأمه(عيسى بن مريم( فهي: البقرة 87، 253، آل عمران 45، والنساء 157، 171، والمائدة 110،
112، 114، 116، ومريم 34، والصف 6، 14 والآيات التي ذكر فيها باسمه فقط دون أمه فهي:
آل عمران 52، 55، 59، والزخرف 63
سيدنا
عيسى لدى الشرّاح والمفسّرين:
تتلخص قصة سيدنا عيسى في:
-
ولد من دون أب.
-
كلّم الناس في المهد.
-
بأن الله سبحانه وتعالى أرسل جبريل
فتمثل لها بشرا وأخبرها بأنه سيهب لها ولدا.
-
أنه يصنع طائرا من الطين فينفح فيه
فيتحول إلى طائر حي.
-
يحي الموتى.
-
يخبر الناس بما أكلوا وما خبئوا من
أكل.
-
أن الله رفعه إليه وسيعود في آخر
الزمان.
عموما تتمحور قصة النبي
عيسى كما فهمها الشرّاح بأن كلّ أعماله التي قام بها لكي يثبت نبوءته ويقنع قومه
بأنها معجزات غير عادية، منذ ولادته حتى صعوده إلى السماء وظهوره مرّة أخرى في آخر
الزمان (إحدى علامات يوم القيامة). وتقريبا تتشابه هذه القصة (عودة المسيح) لدى
اليهود والنصارى (المخلّص، المنقذ...) وسيظهر بأرض الميعاد وهي فلسطين حاليا
وتحديدا القدس المتنازع عليها. وتتشابه قصة ميلاد النبي عيسى لدى الملل الثلاثة
وكذلك لدى الهندوس " كريشنا الهندوسي".
ولكن قبل الحديث عن النبي
عيسى ، علينا أن نعرف من هي مريم والدته وأمه ؟
-
حسب الآيات مريم هي بنت عمران وأخت هارون ، وهارون هو أخ
موسى و كلاهما نبييّن وبالتالي تكون مريم أختهما وهي التي راقبت أخاها موسى وهو
رضيع حين وضعته أمه في اليّم. سورة القصص الآيات 8-13 .
-
لقد عاشت مريم حسب نسق الآيات وأحداثها في زمن فيه الطب و
الصيدلة متطور، وقد تعلمت هذا العلم وبرعت فيه فمسألة عدم الإنجاب
الذي يعاني منه سيدنا زكريا بسبب تقدمه في السّن وامرأته العاقر ، كل هذه الأمور تقودنا إلى أن المحراب ما هو إلا
مكان تقام فيه تجارب علمية أو مخبر لتحضير العقاقير الطبية للناس وليس كما ذهب
إليه المفسرين بأنه مكان لإقامة الصلاة.
-
مريم تعمل في هذا المجال وتقوم ببعض التجارب واستحضار العقاقير الناجعة،
وكان عملها له نتائج إيجابية لذا كان سيدنا زكريا كلما دخل عليها (المحراب) يتعجب
من قدرتها العلميّة وكان دائما يسألها (أَنَّى لَكِ هَذَا) وليس من أين لك هذا
و(أَنَّى) تفيد إلى الكيفية والظرفية بمعنى أنه يسألها كيف توصلت وعرفت هذا؟ أما
(أين) تشير إلى المكان أو الجهة وهناك فرق بين اللفّظتين. كذلك إجابة السيدة مريم
هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ غير (من الله) لأن مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تدل على أن
وراءها قوانين إلهية وتعتمد عليها بمعنى أنها تعتمد على منهج بحث علمي وتطبقه يشكل
صحيح، أما من (عند الله) تدل مباشرة منه وبقراره.
الروح:
يقولون أن الروح هي النفس
و النفس هي الروح، والروح لها عدة معاني و هو مصطلح واسع فالخمر هو مشروبات روحية
أو الراح والشخص إذا توفي يقولون عنه خرجت روحه والعطور يطلقون عنها روائح والكف
هي راحة اليد والريح .... وكل هذه
الألفاظ وغيرها مشتقة من جذع لغوي واحد هي
رَوَحَ
-
المعنى القصدي للروح هو قوة أو طاقة نقل من حال
إلى حال (الإرادة) وهي قابلية التغيير. فالروح هي القوة المستعدة للعمل، والإرادة
هي الطرف الذي يدفعها للعمل من حال الإمكان إلى حال التحقق. والإرادة أنواع:
إرادة مقترنة بالله وهي خاصة به سبحانه وتعالى ينزّل الروح من أمره وهي التي تعبّر
عن إرادة ربّ العالمين وهنا لا يمكن فصلهما (الروح والإرادة). / إرادة
مفوضة ومنها الإرادة التنفيذية وهي مبنية على قوانين مبرمجة مسبقا وهذه الإرادة
تختص بها الملائكة وبقية المخلوقات في الكون.
/ الإرادة الاختيارية يختص بها
الإنس وربما مخلوقات أخرى عاقلة في هذا الكون الشاسع، وهذا الاختيار مدعوم
بالرّوح، فالإنسان وتركيبته المادية من أعضاء ومختلف أنواع الخلايا( ملائكة) تعمل
بطاقة نمطية مبرمجة فالإنسان لا يتحكم فيها ونسبة الإرادة لدينا ضئيلة جدا وهذه
الأخيرة مدعومة بالروح وهي نفخة الروح الإلهية (ونفحت فيه من روحي) والتي من
خلالها تختار القرارات أو القدرة على التأثير بالواقع.
-
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا
أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) ﴾الاسراء
-
في هذه الآية جواب عن الرّوح وقد فهمها الشرّاح على أن هذه المسألة من علم الله،
لأن الرّوح لديهم هي سرّ الحياة وهي النفس وهذا غير صحيح، فحينما أجاب على السؤال بقوله (قل الروح) فالجواب هو تعريف للروح ولو أراد النفي
والإعراض عن الإجابة لصاغ العبارة بشكل آخر كما في قوله تعالى لنوح عليه السلام:﴿
فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ ﴾هود 46 .
-
الرّوح ما يعبّر عنها الذاتي بمعنى ليس له و جود موضوعي مثل الصّوم فهو سلوك
ذاتي فنحن نرى إنسان صائما ولا نرى الصّوم مجّرد ( كشكل) وكذلك الصلاة و التقوى والحب
و الكراهية... فالرّوح هي أوامر ربّ العالمين قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي
، والمعرفة أي معلومات ربّ العالمين وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا
وهذا الجواب ليس نفيا بل إمكانية المعرفة مستقبلا لأن الآية تؤكد عن قلة معرفتنا
وما أوتينا من العلم وذلك بما يتضمنه الفعل الماضي أُوتِيتُم ، فالتنزيل الحكيم وهو مجموعة أوامر ومعرفة وهذا
هو الوحي لذا قال الله سبحانه و تعالى في آخر الآية وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ( أوامر ربّ العالمين والمعرفة )
-
الروح التي من أمره وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ الشورى 52 وهذه الآية هي جواب عن ويسألونك عن الروح
قل الروح من أمر ربي فالروح هي جزء من أوامر الله سبحانه وتعالى. / ونفخت فيه من روحي أي أعطيته طاقة وإرادة
لاتخاذ القرار.
-
الروح ليست سرّ الحياة بل هي الذاتي، هي قوانين و معرفة .
-
الروح سرّ الأنسنة ( التحول من بشر إلى إنسان) وهذه ليس لها وجود ذاتي فالله
سبحانه وتعالى خلق الموت والحياة، فالنفس تموت وتحيى ولا علاقة للروح بالموت والحياة
إطلاقا، فالله خلق الأنفس بما فيها أنفس الحيوانات ولكن ليس لها روح. فالنفس تموت وتحيى.
فالقمر أو المريخ له وجود موضوعي فهو حقّ أما معلوماتنا عنه هي الرّوح.
-
الرّوح هي حياة النفس وتدخل فيها الإرادة.
أنواع
الروح:
روح الله وهي الإرادة
الفاعلة التي تعبّر عن إرادة الله بشكل مباشر أو بتفويض لمخلوقات أخرى كالبشر.
فالروح هي قدرة الله التي يستخدمها بشكل مباشر في الخلق ولتوجيهه والإحاطة به وجزء
منه يفوضه لمخلوقات مختارة كالبشر.
الرَوْحُ وهي رحمة الله
سبحانه وتعالى﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا
مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ
الْكَافِرُونَ ﴾87 يوسف.
وهنا إشارة إلى أن سيدنا يعقوب لم ييأس من ضياع ابنه رغم أن كل الدلائل تشير إلى
ذلك لذا قال لأبنائه أن إرادة الله قد تتدخل وتغيّر هذا الحال.
ميلاد
عيسى عليه السلام:
﴿ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا
فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ
﴾(91) الأنبياء. مريم امرأة عزفت عن الزواج وهي امرأة طاهرة وتقية والله سبحانه
وتعالى أعطاها طاقة وقدرة وإرادة إضافية لمواصلة هذا الخيار فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن
رُّوحِنَا.
﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ
الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ
بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ﴾(12) التحريم. هنا
إرادة إلهية لإنشاء مخلوق.
﴿ فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا
رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ
مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ
غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أنى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ
وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) ﴾مريم
يقولون أن روحنا هو جبريل
وأنه تمثل لها على هيئة بشر ونحن نعلم وكما يقولون إن جبريل ملك من ضمن الملائكة
التي لا تعد وتحصى وهي مبرمجة لكل واحد منهم مهمة، وجبريل مهمته هي إنزال الوحي
على الأنبياء و الرسل فقط لا غير ، فهو الوسيط بين الله من جهة ورسله و أنبيائه من
جهة أخرى فما علاقته بمسألة خلق سيدنا عيسى؟ .
يقولون الملائكة هي
مخلوقات نورانية ، فكيف تحول جبريل من ملك إلى بشر علما أن الله سبحانه وتعالى
يؤكد في العديد من الآيات أن كل شيء خلقه بحساب وبقدر وأنه لا تبديل لخلق الله ولا
مبدل لكلماته.
فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا
فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا هذا الشخص ما هو إلا رجل ذو علم وكفاءة، وكما
قلنا أن الروح جزء منها يدخل في المعرفة بأمور الخلق وقوانينه إلى جانب الإرادة التي خصّ بها الله سبحانه و تعالى
جزءا منها لأناس مختارين من بينهم العلماء الذين توصلوا إلى معرفة بعض قوانين
الظواهر الطبيعية ومن ضمنها الخلق، وفي الآية تعوذت مريم منه وتعجبّت من هذا
الأمر، بحكم أنه قال لها أنه سيهب لها غلاما، وهي بالنهاية لا تريد ذلك أو تطلب
ذلك أصلا بحكم أنها عزفت عن الزواج من
أساسه وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا والتي
فسروها لست بزانية.
بَغَى: (فعل)
بغَيْتُ لك الأمرَ، وبَغَيْتُكَ
الأمرَ: طَلبْتُه لك.
﴿ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ
ۖ ﴾النساء 171
﴿ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ
يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)
﴾آل عمران
-
ميلاد السيد المسيح لم تخرج عن قوانين
الله سبحانه وتعالى وتعتبر معجزة في ذلك الزمان لأنهم لم يتوصلوا إلى فهم هذه
القوانين الإلهية ، وهي قوانين منسجمة مع الواقع وممكن تحقيق ذلك بعد دراستنا
إليها وخير دليل على ذلك استنساخ النعجة دوللي والتي أثارت ضجة كبيرة خاصة في
الأوساط الدينية وصلت الى التحريم (جامع الأزهر) والى الاستنكار (الفاتيكان) وقد
تمّ استنساخ قردة وتمت بنجاح.
-
لو أراد الله أن يخلق السيد المسيح كان
بإمكانه أن يخلقه دفعة واحدة وخارج رحمها ، ما داموا يعتقدون أن الله يقول للشيء
كن فيكون وهذه الأخيرة ليس كما فهموها و العالقة في أذهان الناس فلها معنى آخر
، إذا فما الحاجة أن يخلقه في بطنها ويتطور ثم
انعزالها عن الناس ثم تحملها لآلام المخاض وحالة الهلع والخوف الذي عانته﴿ ۞ فَحَمَلَتْهُ
فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ
قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23) ﴾مريم
-
السيد المسيح ما هو إلا نتيجة بحوث
علمية - ما يعبّر عنه اليوم بالاستنساخ - على يد شخص له معرفة بقوانين هذا العلم
الذي بتنا نعرفه في وقتنا الحاضر وهو معجزة بالنسبة لنا لماذا؟ لأن في ذلك الزمن
توصل إلى معرفته. فكم من علوم اندثرت وتم
التوصل إليها واكتشافها من جديد في عصرنا الحالي .
-
كلام الله ما هو إلا خلقه المبني على
قوانين صارمة يستحيل اختراقها قال تعالى﴿ قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ
رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ
مَدَدًا (109) ﴾الكهف قال تعالى﴿ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ﴾يونس 64
-
الله سبحانه و تعالى أعطانا كلمات
تعتبر مفاتيح للعديد من الآيات
القرآنية وأمرنا بالبحث و التقصي .
﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ
اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴾
(59) آل عمران.
من هو آدم ؟ ما هو إلا جنس بشري( بالاعتماد على ألفاظ وتراكيب القرآن) قد تطور عن أجناس سابقة له ، نتيجة الاختلاط ( الجينات أو الشجرة المنهية عنها) ، بمعنى أن جنس آدم النسخة الأخيرة والمتطورة وهو نتيجة الطفرات الجينية و تطورها (التعديل
من هو آدم ؟ ما هو إلا جنس بشري( بالاعتماد على ألفاظ وتراكيب القرآن) قد تطور عن أجناس سابقة له ، نتيجة الاختلاط ( الجينات أو الشجرة المنهية عنها) ، بمعنى أن جنس آدم النسخة الأخيرة والمتطورة وهو نتيجة الطفرات الجينية و تطورها (التعديل
-
آدم أصله من مادة أولية تم تنشيطها ضمن قوانين إحيائية معينة وبالتالي تم
الحصول على نسخة آدم .
-
عيسى أمه هي المادة الأولية، وتمّ تنشيط بعض الخلايا ضمن قوانين معينة فنتج
لنا هذا الخلق.
-
الآية لا تقول إن خلق عيسى كخلق آدم، فالآية تشير إلى مقارنة المثل
بالمثل و ليس عيسى بآدم.
-
الآية تقول عند الله و ليس لدى الله ، والعندية تشير إلى مفهوم واسع يشمل
عملية الانتساب للقانون الإلهي العام .
-
المقارنة تمت بين حالتين ولا يهم طول المدّة.
-
من خلال المثلين أراد الله سبحانه و تعالى أن نعرف كيف تتم عملية تمثيل كل حالة من الحالتين بمثال
ثم مقارنتهما.
-
لنفترض- مثلا- أن مثل خلق آدم هو نتيجة عملية زراعة ولكن تمت في حقل و أن مثل
خلق عيسى عملية زراعة تمت في المخبر ، فالعمليتان مختلفتان غير أنهما متحدتان فالأولى أخذت وقت طويل جدا
آلاف السنين إن لم نقل ملايين السنين أما الثانية استغرقت سوى 9 أشهر . فكلا
العمليتين مثل بعضهما ويخضعان لنفس المبدأ وهي الزرع والسقاية و التغذية. فالآية
تريد القول بأن العملية تعتمد على وحدة المبدأ وليس التطابق .
-
آدم هو نتاج تطوير جيني وعيسى نتاج تطوير جيني ،فالأولى استغرقت آلاف
السنين أما الثانية هي عملية هندسة وراثية فورية استغرقت 9 أشهر فالمبدأ واحد (
التطوير الجيني) .
-
في القرآن 16 آية تتحدث عن خلق الإنسان فلماذا اعتمد المفسرون والفقهاء و
علماء الدين على تراب الأرض مع إصرارهم على ذلك، بدلا من الماء المهين ، الماء و
الطين ، النفس الواحدة ،مما يعلمون ،الخلق ولم يكن شيئا مذكورا، نباتا ... الكثير
من الألفاظ التي لها علاقة بالخلق.
-
التراب الموجود في الأرض ليس بالمادة التي خلق منها الإنسان كما يعتقدون
فكلمة التراب يمكن أن نشتق منها العديد من الألفاظ وتعتبر المادة الأولية لها مثل
: التراب تعني المال / التتريب : قلة المال أو كثرة المال / أتراب : الأصدقاء
المتشابهون في العمر و الثقافة لأنهم يمثلون مادة واحدة / الترائب : عظام الصدر ،
بمعنى مادته الأساسية في تكوين شكله .
-
صحيح أن هناك معادن في جسم الإنسان ولكن لا يعني هذا أنه خلق من تراب الأرض
فهي فكرة مرفوضة من قبل العلماء، فالتراب هو المواد الأولية التي تدخل في التقدير
و التدبير في خلق الإنسان وتطويره.
-
التراب المادة الأولية لأي خلق أو صناعة أو تطوير، فبقايا الخشب ( النشارة)
تساهم في صناعة الخشب المضغوط فهي تراب تلك الصناعة و الأمثلة كثيرة. ( إعادة
تدوير المواد Le recyclage )
معجزات
عيسى :
نطقه
عند الولادة: من
غير المعقول رضيع يكلم الناس فهذا يتعارض كليا مع سنن الله في خلقه (القوانين
الإلهية)، ولنفترض أنه كذلك، من أجل ماذا؟ من أجل أن يبرأ والدته، فهذا ليس بسبب
أن يغيّر الله قوانينه العصية على التبديل، فالله لا يغير خلقه ولا يشرك في حكمه
أحدا من أجل رسول أو نبي أو أي إنسان.
النبي عيسى عليه السلام
إلى جانب الرسالة والنبوة وهي علم من عند الله، كان له دراية بعلوم الطب، فحسب
سياق الألفاظ الترتيلية في الآيات القرآنية فان سيدنا عيسى كان يجري عمليات تشبه
العمليات الجراحية للناس، رضيعهم وكبيرهم وبالتالي كان لديه تأثير في الناس إلى
جانب معالجتهم من الأمراض المستعصية كالبرص قال تعالى : وَيُكَلِّمُ
النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) آل عمران .
الْكَلْمُ، وَهُوَ الْجُرْحُ;
وَالْكَلَامُ: الْجِرَاحَاتُ، وَجَمْعُ الْكَلْمِ كُلُومٌ أَيْضًا. وَرَجُلٌ كَلِيمٌ
وَقَوْمٌ كَلْمَى، أَيْ جَرْحَى . مقاييس اللغة – ابن فارس
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : أَخْرَجْنَا
لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أي
تَجْرَحُهُمْ وتؤثر فيهم وليس تتحدث معهم .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : وَكَلَّمَ
اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا (164) النساء. أي أن النبي موسى أثر فيه الوحي تأثيرا
عظيما لأن سياق الآية يدل على ذلك فهي تتحدث عن الرسل و الأنبياء ونزول الوحي عليهم
وما تحمله رسالاتهم من قيّم و تشريعات كان لها التأثير البليغ عليهم و على
أقوامهم. وليس كما يقولون أن الله بعزّته و جلاله تحاور مع النبي موسى ، هذا تعدي
صارخ على الذات الإلهية .
العلم لم يصل إلى حد الآن
إلى إعادة البصر لمن ولد أعمى، أما الأكمه في قصة سيدنا عيسى وإعادة البصر إليه
كما فسروها لمن ولد أعمى فهذا فهم في غير محله ، فالأكمه حسب المعاجم إما أنه لا
يبصر جيدا أو لا يبصر أثناء الليل أو عمى مؤقت وسيدنا عيسى كان بمقدوره شفاء الناس
إما بعدسات (نظارات) أو بأدوية معينة.
مسألة
إحياء الموتى وعلمه بالغيب
إصرار المفسرين والفقهاء
وكل من يدور في فلكهم على ذلك، كلّه هراء وتعدي على الذات الإلهية.
المسألة
الأولى: وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ
وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ هذه الآية هي نصيحة سيدنا عيسى لقومه وهي
إعطائهم طرق ونوعية المأكولات التي تتحمل التخزين وطريقة حفظها لمدة طويلة والأخرى
التي تستهلك في حينها والتي لا يمكن تحزينها بسبب تعرضها للعفن أو الإتلاف
وهكذا... وبهذه الطريقة يعرف ماذا يدّخرون وما الذي يأكلونه. فهي نصائح علمية في
مسألة التخزين وحفظ الطعام لمدة أطول.
المسألة
الثانية: وَأُحْيِي المَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ... آل عمران 49.
وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى
بِإِذْنِي... المائدة 110
هناك فرق بين الآيتين وليس
لها علاقة بما ذهب إليه المفسرون بأنه يحي الموتى أي الذين توفت أنفسهم. الموت ليس بالوفاة فقد اختلط هذا المصطلحين لدى
الناس وأصبح يطلقان على كل من قضى أجله وعند مراجعتنا وقراءتنا للتنزيل الحكيم
نلاحظ الفرق بينهما﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ
تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ
الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾
الزمر: 42
في هذه الآية بيّن لنا
الله سبحانه وتعالى الفرق بين الموت والوفاة فالموت هو مفارقة الحياة لمدة زمنية
طالت أو قصرت كالنوم أو الإغماء أو الغيبوبة. كلها نوع من أنواع الموت وهو عدم
الحركة وعد الإحساس أو الشعور بالعالم الخارجي أي السكون. نقول ماتت الريح أي سكنت وهمدت.
أما الوفاة فأن الله يتوفى
الأنفس وليس الروح فهي شيء آخر (الطاقة أو الإرادة) والروح ليس لها جمع في التنزيل
الحكيم على عكس النفس أو الأنفس. نقول في اللغة وفيت ديني أي قبضت ديني المتخلد
بذمة فلان كاملا . فالوفاة تأتي بعد الموت في الحالات العادية .
فعملية إحياء الموتى
التي قام بها سيدنا عيسى ليست إعادة الحياة إلى جسم ميت، وبما أن الموت هو عبارة
عن حالة سكون وعدم الحركة وهذه الحالة ما نعبر عنها بالشلل فقد كان يعيد الحركة
للمرضى المقعدين وإعادة الحياة فيهم(الحركة) أو في حالة غيبوبة .
أما مسألة إخراج الموتى
فقد فسروها على النحو التالي:
وقوله: (وإذ تخرج الموتى بإذني)
أي: تدعوهم فيقومون من قبورهم بإذن الله وقدرته، وإرادته ومشيئته. ابن كثير
فالمقصود من تخرج الموتى
أن النبي عيسى عليه السلام كان يقوم بعملية إخراج لحالة إنسان ميت، مثل إخراج
سينمائي لمشهد ما، بمعنى كان يعطيه عقار أو مخدر يحول هذا الإنسان إلى ميت وإيقاف
فعّالياته لمدة زمنية معينة يوم أو أكثر بحيث يبدوا وكأنه ميت ثم يوقظه، وفي
التاريخ عرفت بعض الشعوب القديمة واستخدمت عقاقير مخدرة لأغراض معينة. لهذا السبب
كفرت فئة من بني إسرائيل به فهم عرفوا الحقيقة وغطّوها (كفر) واتهموه بالسحر
وتحريض الناس عليه ومحاربته في مسألة
إخراج الموتى أما الآيات الأخرى فقد تقبلوها ﴿ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي
وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾110 المائدة .
فعيسى عليه السلام جاءهم بالبيّنات على أساس علمي منطقي لذلك اقتنع بعضهم والبعض
الآخر كفر.
تحويل
الطائر المصنوع من الطين الى طائر حي يطير﴿ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ
كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ﴾آل
عمران 49 ﴿ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ
الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي﴾ المائدة 110
أولا :علينا أن نفهم القصد
من كلمة الطين فهو ليس بتلك المادة المتكونة من التراب والماء كما ذهب إليه
الشرّاح، بحكم ربطها وفهم خلق آدم من ذلك التمثال الطيني واختلاط الأمور
لديهم، فالمادة عبّر الله عنها بالطين وفي هذه هي المادة الأولية لصناعة شكل أو جسم
طائر يشبه الطير( خشب، ورق نوع من المعادن...)
ثانيا: الآيتان في سورتي
المائدة وآل عمران تختلفان عن بعضهما، ففي سورة المائدة هناك إذنان بينما في آل
عمران هناك إذن واحد. والإذن هنا هو القانون الإلهي بمعنى أن المادة الأولية لصنع
هذا الجسم الطائر إذا كانت مطابقة للمواصفات وليس فيها خلل في تركيبها ومنسجمة مع
القانون أذن الله لها. / أما الإذن الثاني
فهي نفخة عيسى عليه السلام في هذا الشكل وتحويله إلى جسم طائر فإذا كانت هذه
النفخة موافقة للقانون الإلهي صدر الإذن الثاني. / في آل عمران هناك إذن واحد وهو بتحويل ذلك
الشكل إلى جسم طائر بعد أن ينفخ فيه عيسى عليه السلام وكل ذلك بإذن الله.
عموما أن هذه العملية ليس
كما يعتقد بأن عيسى عليه السلام يخلق طائر حي بلحمه وريشه ، وإلا لجلب كومة من
الريش واللحم وقال لها كوني طائرا فتكون كذلك !!..
فلماذا كل هذا التعقيد والتعب من جلب الماء والطين وخلطه وتشكيله على هيئة طير
فينفخ فيه ليصبح طائرا حيا يرزق !!...
وإنما المسالة أن سيدنا عيسى له دراية ومعرفة بقوانين الطيران وله خبرة في المواد
التي تدخل في صناعة الشكل (المادة الأولية) كله هذا ضمن قوانين الله التي تدخل في
مسألة الطيران (الهواء، نوعية المادة للجسم الطائر الوزن الشكل...)
فالنفخ(المعرفة) جاء على نوعين في الطين (المادة) وفي الهيئة (الشكل) كل هذا يجب
أن تكون منسجمة ومتداخلة مع قوانين الطيران وهي قوانين إلهية (الإذن).
أثبتت البحوث والدراسات
التاريخية أن هناك شعوب عرفت الطيران، حيث عثر الباحثون على نماذج مسكوكات ذهبية
فيها صور شبيهة بالطائرات (مصر القديمة والمايا) وهي موجودة في متاحف العالم من
بينها متحف كولومبيا حيث عمد الباحثون إلى مضاعفة أحجام مقلدة لهذه النماذج (16
مرة) وتمت تجربتها فثبت بأنها تطير بشكل انسيابي وأنها قد تمت صناعتها لكي تطير.
أما مسألة أن الله رفع
النبي عيسى إليه وسوف يعود في آخر الزمان ويخلص الأمة الإسلامية وتعيش برخاء...
الخ ، ما هو إلا هراء وكلام ساذج . فالنبي عيسى عاش وتوفي مثله مثل أي إنسان ، يقول تعالى : وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ
خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ.... آل عمران 144
وكذلك قال تعالى : فَلَمَّا
تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ
شَهِيدٌ (117) المائدة وهناك الكثير من الآيات أن الوفاة و الموت مدرك
كل إنسان .
أما قوله تعالى بَلْ
رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ولم يقل عنده، فهموها أخذه عنده وهو حي جسدا و روحا ،
أي رفعه من تحت إلى فوق .
الرَّفْعُ : إِذَاعَةُ
الشَّيْءِ وَإِظْهَارُهُ ابن
فارس مقاييس اللغة .
رَفُعَ رِفْعَةً أَيِ : ارْتَفَعَ قَدْرُهُ .
لسان العرب .
فالنبي عيسى وما تعرض له من تهكم وإيذاء بأن ليس له أب وأن
والدته زنت به ...إلخ أيده الله بالنبوة و الرسالة وجعله ذو شأن وذو رفعة بين قومه
نزول المائدة :
نزول المائدة :
(إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ
يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا
مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ
قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ
الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا
أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا
وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ
يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا
مِنَ الْعَالَمِينَ ) المائدة
.
لسان العرب
ميد : مَادَ الشَّيْءُ يَمِيدُ : زَاغَ وَزَكَا ،
وَمِدْتُهُ وَأَمَدْتُهُ : أَعْطَيْتُهُ . وَامْتَادَهُ : طَلَبَ أَنْ يَمِيدَهُ .
وَمَادَ أَهْلَهُ إِذَا غَارَهُمْ وَمَارَهُمْ . وَمَادَ إِذَا تَجِرَ ، وَمَادَ :
أَفْضَلَ . وَالْمَائِدَةُ : الطَّعَامُ نَفْسُهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ
خِوَانٌ ; مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ ، وَقِيلَ : هِيَ نَفْسُ الْخِوَانِ ، قَالَ الْفَارِسِيُّ : لَا تُسَمَّى مَائِدَةً حَتَّى يَكُونَ عَلَيْهَا
طَعَامٌ وَإِلَّا فَهِيَ خِوَانٌ ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ : أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ، الْمَائِدَةُ فِي
الْمَعْنَى مُفَعْوِلَةٌ وَلَفْظُهَا فَاعِلَةٌ ، وَهِيَ مِثْلُ عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ
بِمَعْنَى مَرْضِيَّةٍ ، وَقِيلَ : إِنَّ الْمَائِدَةَ مِنَ الْعَطَاءِ .
وَالْمُمْتَادُ : الْمَطْلُوبُ مِنْهُ الْعَطَاءُ مُفْتَعَلٌ ، وَأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ :تُهْدَى رُءُوسُ الْمُتْرَفِينَ الْأَنْدَادِ إِلَى
أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُمْتَادِ
(ميد) الميم والياء والدال أصلان صحيحان أحدهما يدل على
حركة في شيء والآخر على نفع وعطاء.
فالأول الميد التحرك.وماد يميد.ومادت الأغصان تميد تمايلت.والميدان على فعلان العيش الناعم الريان.
قال ابن أحمر:
...... وصادفت * نعيما وميدانا من العيش اخضرا
قال ابن أحمر:
...... وصادفت * نعيما وميدانا من العيش اخضرا
والأصل الآخر
الميد وماد يميد أطعم ونفع.
ومادني يميدني نعشنى قالوا وسميت المائدة منه وكذا المائد من هذا القياس.
قال:
* وكنت للمنتجمين مائدا * قال أبو بكر وأصابه ميد أي دوار عن ركوب البحر.
ومدته أعطيته وأمدته بخير. وامتدته طلبت خيره.
وذهب بعض المحققين أن أصل ميد الحركة.
والمائدة الخوان لأنها تميد بما عليها أي تحركه وتزحله عن نضده.
مقاييس اللغة – ابن فارس
ومادني يميدني نعشنى قالوا وسميت المائدة منه وكذا المائد من هذا القياس.
قال:
* وكنت للمنتجمين مائدا * قال أبو بكر وأصابه ميد أي دوار عن ركوب البحر.
ومدته أعطيته وأمدته بخير. وامتدته طلبت خيره.
وذهب بعض المحققين أن أصل ميد الحركة.
والمائدة الخوان لأنها تميد بما عليها أي تحركه وتزحله عن نضده.
مقاييس اللغة – ابن فارس
في الآية صارت عملية إنزال و تنزيل للمائدة، فالتنزيل هو
عملية نقل مادة خارج إدراك ووعي الإنسان أم الإنزال هو تحول هذه المادة من غير
المدرك إلى المدرك أي أصبح الإنسان يعرفه.
الأكل ورد في المصحف بمعنى مادي ومعنوي و الأكل هو ضم شيء إليك سواء مادي كالطعام أو معنوي كأكل
مال اليتيم أو أكل العلم.
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ﴿275 البقرة﴾
الله هو القانون والذي يتبّع قوانينه
الخاصة والتي فيها مصلحة ضيقة فهو مشرك بالله.لأنه أشرك قوانينه المنفعية بالقانون
الإلهي العام و الذي فيه منفعة عامة .
القلب هو العقل وفيه تصير عمليات
الإدراك والفهم
السماء من سما ، كل ما علا الشيء فهو
سماؤه وقد وردت في القرآن بعدة مصاديق ويمكن فهمها حسب سياق الآية . والسماء في
هذه الآية لا يقصد بها السماء التي فوق رؤوسنا وإنما الصورة التي يمكن إبرازها
كاملة في الذهن مع صفة الانتشار و الشمول فيه كالسماء والاسم لذلك فالاسم عائد
إلى نفس الجذر لأن عندما تستحضر الاسم
تتكون في ذهنك صورة المسمى والسماء هي التي تحكم ما تحيطه .
النبي عيسى وكأي نبي ورسول ، هو رحمة
للناس والمتمثلة في مساعدتهم في حياتهم
فقد قدموا خدمات لهم ولم يكتموها فوجودهم بالأساس هي خدمة الناس ، فالنبي
عيسى أوتي علوم عدة في مجال الطب ( طبيب جراح ، طبيب أمراض جلدية ، طبيب عيون ،
اختصاصي في التخدير والتغذية ، له معرفة بأنواع الأطعمة وما هو يمكن تحزينه من عدمه له دراية و معرفة في شفاء المقعدين أو المصابين
بالشلل كذلك الذين يدخلون في غيبوبة طويلة
) و كذلك الاختراعات فله دراية بقوانين الطيران وله خبرة في المواد التي
تدخل في صناعة الشكل الطائر والتصميم . كل
هذه العلوم المتنوعة والتي هي خارج وعي الحواريين أصبحت ضمن مداركهم فكل واحد أخذ
قسطا من هذه العلوم وهذا هو العطاء المتنوع ( المائدة ) .
أما مسألة قل لربك فهل يعني رب الكون ؟
طبعا لا
الرب من رَبَبَ
وربُّ كلِّ شيءٍ: مالِكُه
ومُسْتَحِقُّه؛ وقيل: صاحبُه. ويقال: فلانٌ
رَبُّ هذا الشيءِ أَي مِلْكُه له.
وكُلُّ مَنْ مَلَك شيئاً، فهو رَبُّه.
من هذا المفهوم نعرف لماذا قال
الحواريون لعيسى عليه السلام " قل لربّك أن ينزل علينا مائدة" ليس
المقصود ربّ الكون وإنما المعارف والعلوم التي تملكها بمعنى أنت ربّها وهذا هو
الربّ بمعنى قال الحواريون يا عيسى أنت لديك معارف توصلت إليها ونحن نجهلها فأعطنا
وعلّمنا إياها ( الأكل) . بمعنى قال الحواريون يا عيسى أنت لديك معارف
توصلت إليها ونحن نجهلها فأعطنا وعلّمنا
إياها ( الأكل) .
التحذير من كتمان هذه العلوم واحتكارها لأن هذه العلوم
في خدمة الناس ومن يفعل ذلك سيبقى يعيش العذاب الأليم.
خلاصة الآيات (المعجزات)
أن سيدنا عيسى عليه السلام عنده بيّنات علمية محددة مرتبطة بإذن الله سبحانه
وتعالى بمعنى أن هذه المسائل لها مقدمات وقوانين ومنهجية فإذا تمّ إتباعها
وتطبيقها بدون أخطاء فإن القانون الإلهي سيبلغ ذروته وبالتالي تتحقق النتائج
المطلوبة.
Subscribe by Email
Follow Updates Articles from This Blog via Email
No Comments