![]() |
متى شهر الصيام؟ |
إذا كان" علماء الأمة" لا
يدرون بجهلهم فتلك مصيبة وإن كانوا يدرون بجهلهم فالمصيبة أعظم .
هل نحن نصوم رمضان في وقته الأصلي ؟ هل كان العرب قبل البعثة يعتمدون على
تقويم معيّن وكذلك في زمن النبي(ص)؟. الله
سبحانه وتعالى كتب علينا الصيام كما كتبه على الذين من قبلنا ولكن نحن أتباع ملة
محمد (ص) متى وفي أي وقت نصوم؟
من المعروف أن الستة الشمسية أو التقويم الشمسي طولها 365.25 يوم وفي السنة
الرابعة يتمّ إضافة يوم في شهر فيفري ويطلق على هذه السنة بالسنة الكبيسة ( ربع
يوم x 4 = يوم) فتصبح السنة 366 يوم ، والسؤال الذي يطرح
نفسه لماذا هذه الإضافة والجواب لكي تبقى الأشهر في أماكنها وبالتالي الفصول .
السنة القمرية أو التقويم القمري
أقل من السنة الشمسية ب 11 يوما وهذا راجع إلى مسائل فلكية يطول شرحها فلماذا لا يتم تعويض هذا النقص الحاصل.(11 يوم).؟ طبعا في وقتنا
الحاضر.
هناك الكثير من يقول أن التقويم القمري أصح من التقويم الشمسي لأن الله ذكر
ذلك وهذا غير صحيح بل الله ذكر التقويم الشمسي.
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ
اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن
رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ
فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) الإسراء. فآية النهار هي الشمس ومنها نعرف
الحساب و عدد السنين أي التقويم الشمسي فالله يحدثنا عن مسائل فلكية وعلينا البحث
فيها ('آية الليل و النهار). وقد سمى الله
سبحانه و تعالى السنة التي نعرفها بـــ"حول"
(وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) (البقرة 233)
و(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً
لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ) (البقرة 240)
لأن" الحول " هو تسمية له علاقة بدوران الأرض حول الشمس خلال سنة .
- القمر كان منطلق الإنسان لرصد حركة الكواكب و الشمس بمعنى أن القمر هو
وسيلة لمعرفة السنة و بالتالي الفصول من خلال حركة الشمس و القمر فلولا الشمس لما
عرف القمر فهو دال على حركتها وبهذه الدلالة استطاع الإنسان أن ينظّم حياته
الاقتصادية و الاجتماعية.
- إذا أردنا أن نصحح ( تقويم ) بين الشمس و القمر علينا إيجاد وسيلة لحساب
الفرق بينهما .
- التقويم الميلادي ليس بالتقويم الشمسي بل هو التأريخ الميلادي والسبب
بسيط لأن التقويم الشمسي كان موجودا أصلا قبل ميلاد المسيح غير أن المؤرخين بدؤوا
يؤرخون الأحداث انطلاقا من ميلاد المسيح مثل ما حدث بالنسبة للمسلمين بدؤوا يؤرخون
انطلاقا من "الهجرة النبوية" (كحدث) علما أن التقويم القمري كان موجودا قبل بعثة
النبي .
-العرب كانت تعتمد على التقويم القمري وكذلك النبي (ص) ولكن كيف كانت تعوض
النقص في الأيام (11 يوم) لتثبت الشهور و الفصول في أماكنها ؟ لقد كانوا يضيفون
شهرا واحدا كل 32 شهرا قمري وذلك لتتوافق مع التقويم الشمسي .
-وفق الأشهر العربية وتسمياتها والتي
لها دلالات و معاني موسمية بدليل أن التقويم العربي لم يقتبس من أحد:
فربيع الأول وربيع الثاني هو فصل الربيع
وجمادي الأول و جمادي الثاني أشهر جماد الحبوب في سنابلها أي في الصيف
ورمضان هو شهر المطر بعد الحر الشديد أي فصل الخريف وقد سمى العرب
شهر رمضان بهذا الاسم نسبة إلى أول مطر ينزل بالخريف لأنها تغسل وجه الأرض من تراب
الصيف لذلك نقول رمضت الأرض وصفر هو الشهر الذي يتساوى فيه طول الليل و النهار وهو الاعتدال الربيعي ويصادف ذلك 21 مارس ومن هنا
أشتق مصطلح صفر تسمية لهذا الشهر حيث يكون طول الليل و النهار صفرا، أما ذو القعدة
دلالة على دخول فصل الشتاء برياحه
الشديدة، وكان العرب يقعدون ولا يرحلون لكثرة رياحها التي كانت تصعب عليهم نصب
خيامهم فيها وتأتى تسمية شهر ذو الحجة، لأن في هذا الشهر تنشط فيه الحجاج والأدلة في عدة ميادين وكانت تنشط التجارة، فكان دائما ما يأتي بين شهري ديسمبر وجانفي. شعبان شهر موسمي
كان العرب يتشعبون فيه في البادية طلبا للماء من أجل أنعامهم بعد فصل الصيف الذي
تتوقف فيه الأمطار شوال هو موسم تزاوج النوق مع الجمال فنقول: شولت الناقة بذنبها
دلالة على بدء بحثها عن الذكر.
- الأشهر الحرم منع الله فيها الصيد
لأن في هذه الأشهر تكون الحيوانات من غزلان أو ضباء وأرانب ترضع صغارها وبالتالي هي فرصة تكاثرها
وحين تنسلخ الأشهر الحرم وهي أشهر متتابعة ، محرم، صفر، ربيع أول وربيع ثاني يمكن الصيد بعدها.
- شهر التقويم، هو شهر يضاف كل 32 شهر قمري، ولا يغير عدة الشهور، كإضافة
يوم في السنة الكبيسة تماماً، وإنما يعيد التقويم إلى موضعه، والعرب قبل الإسلام
وبعده كانت تظيف هذا الشهر لتصحح الفرق بين السنتين (تقومه)
أما قوله تعالى ( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ
بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً
لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ
زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)
التوبة 37 فنفهم منه أنه يضل الذين كفروا، حيث كانوا يتحايلون فيضيفونه عاماً
ويتركونه عاماً ( حسب أهوائهم و مصالحهم).النسيء من نسأ وهو عمل يقوم به كل شخص ابتدع / أنشأ وضعا لحماية نفسه وفي
نفس الوقت يسيء لغيره وبالتالي يحدث أمرا له تأثير في واقع الناس .يُحِلُّواْ مَا
حَرَّمَ ٱللَّهُۚ زُيِّنَ لَهُمۡ سُوٓءُ أَعۡمَٰلِهِمۡۗ]. فالنسيء هو إساءة.
- كهنوت الدين قالوا :
أن النسيء هذا هو عبارة عن شهر يضاف على عدة الشهور كل ثلاث سنوات مرة من أجل
تثبيت الأشهر في أزمنتها المناخية, فتأتي جميعها موافقة للحر والبرد والاعتدال,
وأنهم تعلموا هذه الطريقة من اليهود, فتلازمت بهذه الطريقة تجارتهم وطقوسهم
الدينية مع مواسم السنة, وصارت تجارتهم تتلائم مع فصول السنة . وكان هذا هو فعل شهر التقويم وعندما جاء
الإسلام منع كل هذا وبطل العمل به بالاعتماد على رواية رواها البخاري معارضة
لآيات المصحف !! لسببين
:
أولاً : لم يبطل خاتم النبيّين العمل بشهر التقويم بل
تم حذفه وبطل العمل به بعد وفاته.
ثانياً : لما لشهر التقويم من فائدة رائعة للناس جميعاً في حساب الزمن الذي حثَّ الله عليها في العديد من
آيات القرءان, من أجل تحديد الأشهر الحرم وشهر الصوم , بل أن هناك سور
كاملة في القرءان سميت بأسماء الأجرام السماوية المعتمدة في حساب الزمن.
- دون شهر النسئ لا
يمكننا معرفة المواسم في التقويم العربي الذي يستحق على شكله الحالي لقب: اللاتقويم "العربي الهجري"، لكون كلمة تقويم تفقد معناها بدون ذلك الشهر الذي وظيفته تقويم
وتعديل الأشهر القمرية مع المواسم الأربعة (ربيع صيف خريف شتاء).
- لفهم شهر النسيء، سأطرح المثال التالي نفرض لدى رجل ساعة لخلل ما تقصر دقيقة كاملة كل 60 دقيقة فهي
بالتالي تقصر ساعة كاملة كل 60 ساعة لهذا الرجل خيارين إذا أراد الاحتفاظ بساعته إما أن يصحح ساعته
بتقديمها دقيقة كل ساعة أو تقديمها ساعة كل 60 ساعة أو البحث عن ساعة جديدة يستطيع
بها تحديد ساعات الليل وفصلها عن ساعات النهار بانتظام. لكن، مع الأسف، الفقهاء
والمفتين ما زالوا يعتقدون إلى يومنا هذا خطأ أن مهمة التقويم الهجري ليست تحديد
فصول السنة خدمة للناس بل هي من اختصاص رجال الدين الذين يجهلون تماما علم الفلك
أو علم الحساب ليعرفوا بها منازل القمر في بروج السماء والتي عددها 12 برجا ، بل
أغلبهم أفتوا و ما زالوا يظنون أن الله تعالى قد ألغى شهر التقويم وحرمه على
المسلمين كي يأتي رمضان في كل المواسم ليختبر الله تعالى صبر وتحملهم الصيام في حر الصيف وفي قرّ الشتاء، متناسين قوله
تعالى: ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) 185النساء
المعمول به حاليا وما يطلقون عليه التقويم
الهجري ، أصبحت تعد أيامه سنين ناقصة عن سنين تقاويم أمم العالم كلها بلا
استثناء : فحسب الروايات إن صدقت والتي تقول بأن النبي هاجر سنة 622 م أي يقابلها
1 هجري ونحن الآن حسب التقويم الهجري 1440 = 2019 ميلادي ولكن بحسبة بسيطة 622 م + 1440 ه=
2062 م وهذا لا يتطابق مع السنة الميلادية الحالية 2019 لقد حصل ذلك لأن التقويم العربي الإسلامي بعد إلغاء
الشهر النسئ منه قد أصبح يتقدم بمقدار سنة بمعدل كل 32 سنة. أما السنة الهجرية
الحالية يحب أن تكون 1397 و ليس 1440 وذلك بحسبة بسيطة : 2019 م – 622 م =1397 ه
(622 م = 1ه )
-
في حالة تعديل التقويم، وتطبيق «الشهر المقوّم»، سيأتي رمضان في خريف نصف الكرة الشمالي،
وفى ربيع نصف الكرة الجنوبي، وسيصبح عدد ساعات الصيام في كل العالم تقريبا 12 ساعة
يوميا، وبذلك تتحقق عدالة رب العالمين فمن غير المعقول وحسب التقويم الحالي أن
هناك أناس يصومون 8 ساعات و آخرون يصومون 20 ساعة خاصة إذا كان في فصل الصيف .
- إذا تم اعتماد شهر التقويم يصبح شهر الصيام كل عام في الشهر التاسع
الميلادي سبتمبر، يوافق بالتقويم القمري شهر رمضان بين سبتمبر و أكتوبر حيث يتساوى الليل والنهار في نصفي الكرة الجنوبي
والشمالي، ويصوم الناس عدد ساعات واحد في جو لطيف مقبول، وتوافق الأشهر الحرم موسم توالد
الطيور.
- الأجرام السماوية والتي من خلالها نعرف الزمن و تحديد المواسم و الاتجاهات، غير أن اليوم مع وجود وسائل متطورة كالبوصلة
و الخرائط والتلسكوبات وأجهزة تحديد المواقع ... لم نعد بحاجة إلى معرفة المواسم
والأشهر والتقويم من خلال هذه الأجرام السماوية، وبالتالي لسنا مجبرين أن نعتمد
على القمر كوسيلة حساب لمعرفة شهر الصوم بالطريقة البدائية ونترك كل هذه التقنيات.
وقد يسأل سائل متى نصوم إذاً ؟ أقول فلنحكم عقولنا .
"محرم – صفر – ربيع الأول – ربيع ثاني"'( الأشهر الحرم ) – جمادي الأول –
جمادي ثاني – رجب – شعبان – رمضان –" شوال – ذو
القعدة – ذو الحجة"
Subscribe by Email
Follow Updates Articles from This Blog via Email
No Comments