يقولون أن سور التنزيل الحكيم ( الكتاب كله بالنص و المحتوى) نزلت متقطعة(
آيات) وأن لها أسباب أو مناسبة ،و أنها
كانت تكتب على العسب وهي: جريد النخل، وعلى اللخاف وهي: الحجارة الرقيقة، وعلى
الرقاع وهي: الأوراق، وقطع الأديم وهي: الجلد وعظام الأكتاف، والأضلاع، ثم يوضع
المكتوب في بيت الرسول وهكذا...؟؟ !!! انقضى عهد النبوة ولم يجمع القرآن في صحف ولا في
مصاحف، بل كتب منثورًا بين الرقاع والعظام ونحوها.
ويقولون كذلك معللّين عدم كتابته في مصحف واحد في عهد النبي للأسباب
التالية :
- أن الكثير من الصحابة كانوا يحفظون القرآن في صدورهم وكانت الفتنة في تحريف القرآن مأمونة.
- قلة توفر أدوات الكتابة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم وآله.
- أن النبي كان بصدد أن ينزل عليه الوحي بنسخ ما شاء الله تعالى من الآيات.
- أن القرآن لم ينزل جملة واحدة، بل نزل منجمًا على مدى ثلاث وعشرين سنة حسب الحوادث( أسباب النزول).
- أن الكثير من الصحابة كانوا يحفظون القرآن في صدورهم وكانت الفتنة في تحريف القرآن مأمونة.
- قلة توفر أدوات الكتابة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم وآله.
- أن النبي كان بصدد أن ينزل عليه الوحي بنسخ ما شاء الله تعالى من الآيات.
- أن القرآن لم ينزل جملة واحدة، بل نزل منجمًا على مدى ثلاث وعشرين سنة حسب الحوادث( أسباب النزول).
ثم جاء عهد أبو بكر وبدأ الصحابة يموتون - وهم حفظة القرآن – في معاركهم
فأمر أبو بكر بعض الصحابة بجمع القرآن من العسب واللخاف وصدور الرجال بعد نصيحة عمر بن الخطاب له. وفي عهد عثمان بن
عفان جمع المهاجرين
والأنصار، وشاورهم في جمع القرآن في المصاحف على حرف واحد؛ ليزول الخلاف، وتتفق
الكلمة، واستصوبوا رأيه، وحضوه عليه، ورأوا أنه من أحوط الأمور للقرآن، فحينئذ
أرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، فأرسلت إليه، فأمر
زيد بن ثابت، والرهط القرشيين الثلاثة عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن
الحارث بن هشام ومعهم زيد بن ثابت فنسخوها
في المصاحف، وبعث بها إلى الأمصار، وأمر بحرق ما سوى ذلك من المصاحف.
أما عملية نزول الوحي وترتيب السور ، فالمفسّرون والفقهاء يعتمدون على :
-
أن الوحي يتّم عبر لقاء فيزيائي بين الملك المكلّف بالوحي والنبي ، حيث
يقوم بتلقينه الآيات المنزّلة عليه بنفس الطريقة التي اتّبعها العرب ولا زالت في
التعّلم ( التعليم الببغائي ) بمعنى أنه
كان يكرر الآيات عدة مرات حتى يحفظها عن ظهر قلب. وقد استندوا إلى أحاديث مختلقة
من بينها حديث منسوب إلى عائشة تصور الحالة التي يصل إليها النبي بعد تلقيه الوحي
، بحيث لا يعلم ما حدث له لولا تدخل ورقة ابن نوفل وطمأنته له و أنه أصبح نبي وأن
قومه سيخرجونه و يعادوه وسيقف معه إن لم يدركه الموت ... قصة مختلقة رواها البخاري
و غيره . فورقة ين نوفل لم يقل ما قال و لم ينصر النبي و لم يؤمن به مع أنه عاش
لما بعد البعثة ، هذا إن كان لهذه الشخصية وجود فعلي.
-
أن سور التنزيل الحكيم نزلت آية آية ، وأن السورة لا تنزل كاملة
وأن بعض آياتها تنزل من آخر السورة قبل الآيات في أولها.
-
من الأمثلة المضحكة أن سورة المائدة( نزلت عليه وهو على بغلة شهباء وثقل عليه الوحي حتى وقعت، وتدلى
بطنها حتى رأيت سرتها تكاد تمس الأرض، وأغمي على رسول الله حتى وضع يده على ذؤابة
شيبة بن وهب الجمحي، ثم رفع ذلك عن رسول الله فقرأ علينا سورة المائدة فعمل رسول
الله وعملنا.) رواه العياشي عن عيسى
بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي بن
أبي طالب
هذا الفهم الساذج والذي لا يستند إلى منهجية علمية صحيحة، تعتمد على القيل
والقال.. فقط مجرد روايات مشكوك فيها ومفبركة فيها العديد من التناقض... فهل النبي
عاش في العصور الحجرية حتى تحول بيته إلى
جحر ضبع !!!؟ وهل الصحابة حفظة القرآن لا
ينسون ؟ علما أنهم يقولون أن عثمان بن عفان يقرأ المصحف كله في واحدة من الصلوات
الخمس !!!
، كما أن ما توصل إليه المفسرون والفقهاء ومما نتج عنه " علم الناسخ و
المنسوخ" ، هذا المعول الذي هدّم الدين بأكمله وبالتالي العقل ، وأسباب
نزول الآيات كل هذا وغيره سهل تقطيع أوصال الآيات و إفراغ كلام الله من معانيه
وأبعد القارئ عن فهمه كما نزل ، فرغم كل التناقضات في كلامهم و فهمهم ، لا زالوا
إلى حد الآن مصّرين على ذلك وانه حقيقة
مطلقة !!!... فتح الأبواب للتشكيك في المصحف و
آياته.
لقد تركوا التنزيل الحكيم وهو إمامنا ودليلنا، و اعتمدوا على حكايات ، فكل
السور في المصحف نزلت كاملة بدون تقطيع فالبقرة نزلت كاملة والأعراف نزلت كاملة و
الكافرون نزلت كاملة. ونجد ذلك في العديد من الآيات أن الوحي ينزل مباشرة على قلب
الرسول ( عقله و ذاكرته) وأن السورة تنزل كاملة من بينها:
﴿وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ
وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) ﴾ طه. الله سبحانه و تعالى طمأن نبّيه بأن لا
يحاول ترديد ما يجده قد نسخ(طُبِعَ) في ذاكرته ليحفظه.
﴿لَا تُحَرِّكْ
بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ (19)القيامة.
﴿وَإِنَّهُ
لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195) ﴾الشعراء.
نلاجظ في الآيات التالية قال تعالى سورة و لم يقل آية أو آيات والتي يخبر
الله تعالى بعدم قدرة البشر على الإتيان بمثل القرآن:
﴿وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ
مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ
صَادِقِينَ ﴾البقرة 23
﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾يونس38
﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾يونس38
﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ
مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن
كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ هود 13
هذه الآيات تقول صراحة أن الكفار لن يستطيعوا أن يأتوا بعشر سور من القرآن أو حتى سورة واحدة, وعلى قولهم ( أي الشرّاح و الفقهاء ) وكأن المسألة فيها مبارزة وتحدي !!! …
هذه الآيات تقول صراحة أن الكفار لن يستطيعوا أن يأتوا بعشر سور من القرآن أو حتى سورة واحدة, وعلى قولهم ( أي الشرّاح و الفقهاء ) وكأن المسألة فيها مبارزة وتحدي !!! …
وفي سورة التوبة كلام
المنافقين المستهترين وكيف يرد عليهم ويصفهم بالكافرين، يقول تعالى:
﴿يَحْذَرُ
المُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي
قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ﴾ التوبة:64
﴿وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا
مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُن
مَّعَ القَاعِدِينَ﴾ التوبة:86.
وفي سورة التوبة﴿ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ
إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ
انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ﴾ (127) هكذا تصف هذه الآية حال الناس عند إنزال التنزيل الحكيم وهكذا أسلوب
إنزاله ، إنه يتنزل سوراً والنبي يدعو الناس لإبلاغهم ما نزل وعليهم يقرأ، فإذا
فرغ من التلاوة انفض الاجتماع وقد ترك أثرين مختلفين: أثر من المعرفة والإيمان
للمؤمنين، وأثر من الكفر
والخسران للمنافقين.
نزول سور التنزيل الحكيم كان قضية معروفة و معهودة بين النبي ومن معه من
المؤمنين بل ومن يعاصره من المنافقين فكلهم كانوا للسور ينتظرون، ولإنزالها كاملة
يعهدون، وبهذا كانوا يتحدون، في جدهم أو في سخريتهم بما يسمعون.فالله سبحانه و تعالى أكّد وسجّل ذلك ، فهي عادة و سنة في تنزيل السور
كاملة (وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ) .
لنفترض أن السور نزلت مقطعة ونأخذ مثال على ذلك سورة المائدة، لم تذكر فيها
المائدة إلا في أواخرها، فكيف سميت بهذا الاسم من بدايتها؟!. وكذلك البقرة أو آل عمران الأنعام ويونس وإبراهيم
والحجر والنمل والشعراء والأحقاف والعنكبوت وسواها....
فالقائلون بأن سور التنزيل الحكيم نزلت مقطعة وأنه تمّ ترتيبها وأنها كانت
تكتب بطرق بدائية جدا وغير ذلك من الأمور والمبررات، ما هي إلا فكرة جهنمية غايتها
التشكيك في التنزيل الحكيم وفي الرسول وقد نجحوا في ذلك و للأسف الشديد. ولكن هناك
من العقلاء والباحثين الذين يقفون في وجوه هؤلاء سواء المشككين أو المصرين على
الفكرة والذين يطلقون على أنفسهم "العلماء" ، فكيف غاب على الفريقين أن
في التنزيل الحكيم بيّن كيف أنزل ، وبيّن
ذلك بأوضح بيان، ولم يدع مجالاً للشك والظنون، بل وضع الأدلة التي تقود إلى اليقين.
Subscribe by Email
Follow Updates Articles from This Blog via Email
No Comments